أخر الأخبار

عدالة السماء

09-05-2013 09:33 AM

النقابي ابراهيم حسين القيسي

فخامة الرئيس السابق المخلوع ظهر على الفضائيات امام العالم كله ملقى على سرير داخل قفص الاتهام يحيط به انجاله الاثنان ابناء السلطة والنعمة والمجد الغابر، كان يغطي عينيه بنظارة سوداء كي لا يرى الحضور في القاعة والعالم الحزن والذل والانكسار في عينيه عدا عن انه يريد مشاهدة الواقع دونما رقيب، المكان كلية الشرطة التي بنيت في عهد فخامته وهي التي كانت في الماضي تنتفض من رأسها حتى اخمص قدميها عندما كان الرئيس يزورها لدقائق، القضاة هم اشخاص حلموا في الماضي كثيرا بلقاء الرئيس لو صدفة والسلام عليه كانت بالنسبة لهم امنية صعبة التحقيق، ها هم اليوم ينادون على الرئيس باسمه دونما القاب بل بصفة الامر ويرد بانكسار وذل عميق وصوت مضطرب (افندم موجود)، القاعة تغص بالناقمين والشامتين والمدافعين عن الرئيس كسبا للشهرة والمال كل ذلك وسط صراخ وزغاريد ذوي شهداء موقعة الجمل، اعوان الرئيس في زمن الفراعنة والمجد الغابر محجوزون في قفص مجاور وهم يرتدون ملابس بيضاء بدون ربطات عنق ونظارات سوداء ومرافقين وحراس يتذكر الجميع ايام كانت تغلق الشوارع وتتوقف حركة المرور على الكباري قبل ساعات من مرور موكب فخامته وسط العاصمة، قد لا يكون الرئيس قد علم او اعلم ان حالات ولادة قد حدثت في الشارع العام نتيجة توقف حركة المرور احتراما وتقديسا لفخامته، وربما لا يكون قد علم انه حدثت حالات وفاة واعتقالات وضرب وركل نتيجة للاحتشادات الجماهيرية والتجاوزات من البعض على التعليمات الفرعونية القراقوشية، ثم لا بد ان الرئيس حسني تذكر وهو ملقى على السرير داخل قفص الاتهام الطائرة الرئاسية التي كانت تسلط عليها الاضواء اثناء زيارته الخارجية عندما كان يخرج من باب الطائرة كالطاووس ملوحا لمستقبليه بيده اليمنى بكبرياء وشموخ، كذلك لا بد انه في لحظة لاحت في مخيلته السجادة الحمراء التي كان يخطو فوقها بعظمة وخيلاء كأبي الهول وسط تحيات وانحناءات المستقبلين، اما عندما شاهد العالم الرئيس وهو داخل القفص يدير رأسه يمنى ويسرى متجولا ببصره فكأنه يبحث عن زملاء المهنة من اصحاب الفخامة والسمو الذين كانوا يتمنون زيارته ولقاءه، ومن المؤكد انه يتساءل وهو في قفصه كيف زال وذهب كل هذا المجد والعز والنعيم في رمشة عين وكأن شيء لم يكن؟ لا ادري هل ايقن الرئيس ان الظلم كان الطريق الحتمي نحو هذا القفص وهذا السرير وهذا الموقف المهين ولا ادري ان كان الرئيس لا زال يظن انه بقي شيء من العمر يستحق انتظار عدالة المحكمة، ولا ادري ان كان المشاهدون والمراقبون والطغاة قد ادركوا ان للسماء عدالة تتحقق في الدنيا والاخرة وان دعاء المظلومين مستجاب ولا تستطيع ان تحجبه الغيوم مهما اسودت وتلبدت وحاصرت السماء.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :