أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات انتخاب صادق خان درس بريطاني للمجتمعات العربية

انتخاب صادق خان درس بريطاني للمجتمعات العربية

18-05-2016 02:02 PM


بقلم : عبدالله محمد القاق
انتخاب صادق خان رئيسا لبلدية لندن - ليصبح أول مسلم يشغل هذا المنصب – وصفه مسؤولون اوروبيون بأنه حدث "غير مسبوق". وقد امتدح بعض الكتاب المجتمعات الغربية لإعلائها قيم "الكفاءة" على حد قولهم، بينما انتقد البعض الآخر "العنصرية الطاغية" في بعض العقليات العربية. والواقع"علينا إن أردنا أن نتعلم من تجربة صادق خان أن نقرأها مكتملة، فقد تم اختياره لأنه كفوء، وليس بسبب ظروفه ونشأته، ولأنه يملك برنامجا استطاع من خلاله أن يقنع اللندنيين به، فقرروا انتخابه".
إن من "أهم الدروس التي يجب أن نستلهمها في العالم العربي ونحن نسعى لإعادة بناء دولنا أن الأمم لا تبنى إلا على أسس وقواعد متينة من المساواة بين أبنائها على أساس الكفاءة، بغض النظر عن دينهم ومعتقداتهم وآرائهم ولونهم". والواضح ان : "الأصوات القبيحة التي تتشدق بأن ابن الزبال أو ابن البواب لا يصلحون للمناصب الرفيعة هي تخرصات أناس تجاوزهم الزمن، ويجب أن تولى إلى غير رجعة. وأن الدرس الكبير الذي يلقنه لنا الناخب البريطاني اليوم هو درس علمنا إياه ديننا الإسلامي قبل 15 قرنا أنه لا فرق بين إنسان وآخر إلا بالتقوى والصلاح، فتحية إكبار لمجتمعات تقدم مصالحها على عقدها المقيتة، وتحية احترام لابن سائق الأتوبيس المسلم". في الحقيقة أن فوز خان بهذا المنصب المهم "يحسب لمصلحة المجتمع اللندني الذي يقبل الحياة التعددية، وبغض النظر عن ديانة الشخص المنتخب". و"لكن مع كل أسف نسمع العديد من الأصوات الساذجة وهي تبحث عن طائفة خان حتى تحكم عليه وليس على كفاءته، لأن العنصرية طاغية في أذهان البعض، وهذا يمثل عقد نفسية متجذرة في بعض العقليات العربية، التي تحب وتكره وتعيش على الهوية... إن نجاح خان يمثل انتصار التعددية والتسامح والتعايش على الأنانية التي يعشق البعض أن يعيش وفقها". فانتخاب خان مثل "اختباراً حقيقياً لكل الاحزاب القائمة في بريطانيا قبل مجريات الانتخابات العامة في البلاد". " لقد وعد عمدة لندن الحالي بالعمل من أجل كل اللندنيين من كل الأديان، ولكل أصحاب الملايين والمليارات، ولكنه في الوقت نفسه لم ينس سائقي الحافلات ومساعدة الفقراء والمساكين، وهذا بالطبع شيء عظيم". "فالمجتمعات التي تنتشر فيها الكراهية لا يمكن أن تعيش، ستظل مختنقة إلى أن تموت. البعض كان يلوم خان لأنه بدأ زيارته لبعض الطوائف ولغيرهم في مدينته التي أصبح عمدتها، وأصبح ممثلا عن كل أفرادها بأديانهم وطوائفهم ومللهم ونحلهم، يدافع عنهم جميعا ويحترمهم، لأنه يعيش في دولة لا يمكن أن تعيش من دون التعايش والانسجام. هي دروس بإمكاننا أن نتعلم منها في ممارساتنا وتعاملنا مع من نختلف معهم". ويقول احد المحللين العرب " نكذب على أنفسنا، نضحك عليها ونخبرها بأننا المجتمع المتدين المنفتح القائم على العدل والمساواة... بينما هناك في أوروبا عنصريون متطرفون يكرهون الإسلام. نستيقظ فجأة على الحقيقة، كوب من الماء البارد فوق رؤوسنا جميعاً مع إعلان فوز رجل مسلم اسمه صديق خان بمنصب عمدة لندن". ويتضح أن فوز صديق خان بمنصب عمدة لندن ربما يكون الفعل "الأكثر تعرية لمجتمعاتنا وأخلاقها ومشكلاتنا كمسلمين مع العالم". هذه المجتمعات تُعلي من شأن الكفاءة والتميُّز فوق كل شيء، قارن هذا المشهد المتحضّر بتيارات الإسلام السياسي وتعتبر الكفاءة هي الاساس فيرفع الاوطان وزيادة فعاليتهافي مختلف الاصعدة إن فوز صادق خان، بعمودية لندن فى الانتخابات المحلية يجعله أقوى سياسى مسلم رفيع المستوى فى العالم الغربى، فمرشح حزب العمال ابن سائق الحافلة والخياطة سيرأس أكبر مدينة فى أوروبا الغربية، ويمثل 8.5 مليون شخص، وسيكون مسئولا عن ميزانية سنوية تقدر بـ17 مليار جنيه إسترلينى.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :