أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات لماذا تزدهر الصحف الالكترونية وتحتضر معظم الصحف...

لماذا تزدهر الصحف الالكترونية وتحتضر معظم الصحف الكبرى حاليا

23-03-2016 05:01 PM

بقلم:عبدالله محمد القاق

لعل الصحافة الورقية اليوم تبدو آخر ضحايا التكنولوجيا الحديثة، وإن كان نابليون عبر عن خوفه من الصحافة أكثر من الحرب، حين قال: “أخاف من ثلاث صحف أكثر مما أخاف من مئات الآلاف من الطعنات بالرمح”، فإنه لو كان موجوداً اليوم لضحك بملء فيه لسماعه الأخبار السريعة والمضطردة عن دمار الصحافة الورقية وازدهار الإلكترونية، والكلام هنا لا ينتقص من قيمة الصحافة الإلكترونية، ولكن يصعب التأقلم مع فكرة وجودها كبديل للورقية بسرعة، عدا عن حاجتها للوقت لتصبح سلطة حقيقية تشبه سلطة المرحومة الصحافة الورقية التي بدأ نجمها يأفل. بيروت “عاصمة الصحافة العربية”، وأهم المدن العربية لجهة حرية الصحافة، تعيش صحفها الورقية أياماً غير سعيدة ببدء تحول ثلاث من أعرق تلك الصحف إلى إلكترونية بشكل كامل لتتخلى عن مكانها إلى جانب أخواتها من بقية الصحف، وليكون عددها الأخير الذكرى الأخيرة على وجودها مادياً بيد الناس. أول الصحف اللبنانية كما قالت فضائية -العربية – في تقريرها مؤخرا التي اتخذت قراراً بتحولها لإلكترونية بشكل كامل هي صحيفة السفير، حيث أرسلت الصحيفة كتاباً معمماً على الموظفين والصحافيين تبلغهم أن الظروف الصعبة التي تواجهها الصحيفة جعلت من الضرورة طرح كل الاحتمالات للنقاش بما فيها التوقف عن الصدور”، وتلك الظروف مرشحة أن تزداد صعوبة، في المرحلة المقبلة”، وتابع الكتاب “كان من الطبيعي أن يبادر مجلس الإدارة وفي انتظار تبلور القرار تستمر “السفير” بالصدور حاملة شعاراتها ومواصلة التزاماتها”. وحذت صحيفة النهار حذو جارتها السفير، وبدأت تمهيدات تتردد من هنا وهناك عن نية “النهار” التحول إلى صحيفة إلكترونية فقط، وبحسب المعروف من المعلومات والمتداولة في الوسط الصحافي اللبناني، يأتي هذا الكلام في وقت تأخرت المؤسسة ما لا يقل عن 7 أشهر عن دفع مستحقات موظفيها. وتأتي صحيفة “اللواء” ثالثاً في الزلزال الصحافي اللبناني، حيث أبلغت موظفيها، بمذكرة مطبوعة عن فتح باب الاستقالات، جاء فيها “عطفاً على إجراءات التقشف الأخيرة، وإفساحاً للمجال أمام الزملاء لاتخاذ الخيار المناسب لكل منهم… تقرر فتح باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية”. ويرجح إعلاميون أن مؤسسات “تيار المستقبل” الإعلامية ليست بعيدة عن إعلان العجز، ليصبح “تلفزيون المستقبل، جريدة المستقبل، إذاعة الشرق” تحت خطر الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها تلك المؤسسات منذ فترة ليست قصيرة والواضح ان مصر تواجه أزمة حقيقية فيما يتعلق بمصير الصحف الورقية، ولكنها ليست أزمة عادية، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، لأنها “أي مصر” هي أول دولة عربية شهدت صدور صحيفة يومية مطبوعة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وتواجه الصحف الخاصة في مصر أزمة كبيرة ظهرت آثارها في أكثر من جريدة، حيث أُغلقت في سبتمبر العام الماضي جريدة التحرير الجديد عقب خسائر مالية لم يتحملها المالك، وتم تحويلها إلى موقع إلكتروني، مع فصل وتسريح عدد كبير من الصحافيين. وحذر شريف الجندي، مدير تحرير جريدة “البوابة”، من أن الصحافة الورقية في مصر ستختفي قريباً، مؤكداً أن المستقبل لـ”للصحافة الإلكترونية” في مقابلة إذاعية قبل فترة قصيرة، واستند في كلامه إلى أرقام توزيع الصحف اليومية في السنوات الأخيرة . وفي العالم العربي تحول العديد من الصحف والمجلات إلى الإصدار الإلكتروني، حيث توقفت جريدة “التحرير” المصرية وتحولت إلى موقع إلكتروني فقط، إضافة إلى جريدة “البديل”. كما أعلنت شركة “إي أس آي ميديا” المالكة لصحيفة “إندبندنت” البريطانية في 12 فبراير الماضي، أن آخر طبعة ورقية للصحيفة ستكون في مارس المقبل، وأنها ستتحول بالكامل إلى جريدة إلكترونية، في خطوة تعد الأولى من نوعها بين الصحف البريطانية، وتهدف إلى تعزيز النمو الكبير الذي شهده موقع “إندبندنت” الإلكتروني، إضافة إلى تأمين مستقبل مربح ومستدام. وتحدد مستقبل الصحافة الورقية في بريطانيا منذ 2008، ليأتي عام 2009 مؤكداً على بداية موت كل ما يمت للصحافة الورقية بصلة تدريجياً، حيث توقف في 2009 صحيفة “ذي لندن بيبير” المسائية المجانية عن الصدور بعد ثلاث سنوات من انطلاقها وتوزيعها نصف مليون نسخة يومياً في مركز العاصمة البريطانية ومحطات القطارات، وكانت تتلقفها الأيادي من 700 موزع منتشرين في لندن مجانا مساء كل يوم، فيما يتركها القراء في القطارات لغيرهم في تقليد عن شيوع القراءة بين المسافرين، وجاء إغلاق صحيفة “ذي لندن بيبير” بعد الإعلان عن إغلاق أكثر من مئة صحيفة محلية في بريطانيا، بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية والمنافسة الحادة مع الإعلام الإلكتروني. أعلنت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور منذ أكتوبر عام 2008 إلغاء طبعتها الورقية والاكتفاء بنسخة إلكترونية بعد قرن كامل من الصدور، وتصنف الصحيفة أميركياً بأنها من أعرق الصحف هناك ويبدو أن المعركة بين الصحف الورقية والإلكترونية في أميركا كانت الأعنف، وبدأت من سنوات عديدة، وذلك خلال الأزمة المالية التي عصفت بالعالم من بين أبرز وأشهر الإصدارات المطبوعة التي اختفت من العالم أخيراً مجلة “نيوزويك” الأميركية التي تحولت إلى مجلة إلكترونية فقط منذ بداية العام 2013، حيث أصدرت عددها المطبوع الأخير في 31 ديسمبر 2012، وتحولت إلى النشر الإلكتروني حصراً من بداية 2013. وعلى اعتبار أنه دائما ثمة استثناءات وسباحة عكس التيار، فيبدو أن الإعلام لا يخرج عن القاعدة، إذ أطلقت صحيفة جديدة “”نيو داي” New Day اليومية، والصحيفة الجديدة التي تتألف من 40 صفحة، وستوزع في 40 ألف نقطة توزيع، لن يكون لها موقع إلكتروني،كما- تقول- العربية - عكس كل التوقعات والتحذيرات من أن المستقبل القريب سيكون بلا صحف مطبوعة. ونقلت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، والتي اطلعت على الصحيفة الجديدة، عن رئيسة تحرير الصحيفة الجديدة، أليسون فيليبس، قولها إنّ “هناك كثيرين لا يشترون الصحف اليوم، ليس لأنها ما عادت تستهويهم، بل لأن الصحف المتوافرة حاليا في الأكشاك لا تلبي تطلعاتهم”. ولنا كل الثقة والامل ان نتجنب في الاردن بحكمة القيادة الاردنية الوضع لهذه الصحف الاردنية الامر الذي يستدعي من الحكومة ان تلعب دورا لتخفيف ما تعانيه الصحف الاردنية من اشكالات بالو قت الحاضر عن طريق وضع حد لفرض الجمارك على الاوراق والاحبار وغير ذلك من صناعة صحافتنا لتظل صحفنا منبرا ومشعلا للراي والحقيقة
الواضحة في ضوء التطورات الراهنة وفي ضوء احتضار العديد من الصحف العربية والدولية.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :