المحامي موسى سمحان الشيخ
سؤال يطرق الابواب : هل فك العرب ارتباطهم بقضية فلسطين؟؟ سؤال يطرحه الشباب العربي والفلسطيني خاصة سيما اولئك الذين يخوضون انتفاضة جبارة ضد العدو الصهيوني، يخوضونها بلا سند وظهرهم للجدار، هذه الحالة الفلسطينية شهدتها الثورة الفلسطينية في كافة مراحلها، انما هي الآن اشد وطأة وثقلا مما دفع الفلسطيني للقول (يا وحدنا) وهي صرخة عرفات ذات يوم للاجابة على السؤال يمكن استعارة كلمة من الراحل عرفات (لعم) اي مركب من لا ونعم في الآن ذاته وهي في الرسمي تختلف عن الشعبي قطعا العرب استراتجيا لم ولن يتخلوا عن فلسطين حتى لو ارادوا ذلك، جوهر العروبة واساسها فلسطين ونكبتها ونكستها هذا مع مقوماتها المعروفة وركائزها. المشهد العربي الآن قاس ورهيب فالدول الفاعلة في الصراع العربي الفلسطيني خرجت فعلا وبالتمام والكمال من المعركة مع العدو الصهيوني، مصر مثالا صارخا بعد كامب ديفيد والاردن بعد وادي عربة وقيادة منظمة التحرير بعد اوسلو، كما تهاوت ركائز العمل العربي بكل مقوماته الداعمة للقضية الفلسطينية والحاملة للمشروع النهضوي العربي كما في حالتي سوريا والعراق وتراجع دور الجزائر، وتقدم الدور النفطي ليقود الساحة تحت عدة شعارات الوقوف ضد ايران والارهاب والتسلل من الابواب الخلفية والامامية احيانا لملاقاة العدو الصهيوني باكثر من منتصف الطريق دون ان ننسى البصمة الامريكية. اذن من بقي مع فلسطين، بقي معها الشعوب العربية كافة من المحيط الى الخليج - تبدو هذه الكلمة غريبة - نعم هم مع فلسطين قلبا وقالبا ببساطة لانهم مع انفسهم، مع صدقهم، مع عروبتهم واسلامهم الحقيقي التقدمي، مع فلسطين لانها الخندق الاول والاخير ضد التتار الجدد والغزاة العنصريين، الشعوب المقموعة والجائعة هي مع قضيتها الاولى لانها بذلك تدافع عن اوطانها القطرية ذاتها وليس فقط عن القدس او فلسطين تلك حقيقة ساطعة ستثبتها الايام.