أخر الأخبار

اليمن السعيد

03-02-2016 09:45 AM

حمد الحجاوي

الجزء الثاني: لقد فشلت السعودية في اقامة جبهة متماسكة تمكنها من حسم معركة مأرب على الرغم ما حشدته من امكانات مادية وبشرية لعدة اسباب، اهمها رفض معظم القبائل اليمنية الانخراط في القتال ضد الجيش اليمني، وهذا بحد ذاته كان سببا رئيسا لان تمعن السعودية وتعيد حسابها من جديد لرسم خطة اخرى، تجعل منهم الاقوى على سيطرة الوضع العسكري والاجتماعي في اليمن، فجاءت الفائدة العظمى لحرب السعودية على اليمن لصالح ايران، ونتج عن ذلك التوقيع على الملف النووي ومعرفة الايرانيين للقدرات والخطط السعودية، بالاضافة الى انها اخذت منظومة صواريخ من روسيا وتطوير صواريخها البالستية لان تكون بعيدة المدى، مع ان الدبلوماسية الخليجية نجحت في شراء مجلس الامن، علما بان ذلك لم يستمر لان اليمن تقدمت الى القانون الدولي بملفات ادانت السعودية، ولهذا يجب على السعودية ان تحصل على اسلحة متفوقة جوا وبرا وبحرا من دول اوروبية وامريكا، بمعنى آخر ان السعودية تريد ان تكون لاعبا اقليميا كبيرا، لذلك ضحت باليمن بحرب ليس لها اهداف ولا استراتيجية الا بروز عضلاتها امام الشعب اليمني غير المؤهل لخوض حرب مثل هذه الحرب العنيفة التي كانت نتاجها تدمير البنية التحتية وما الى ذلك في اثنتين وعشرين محافظة، وغرس ما يجول في النفس لحرب سنية شيعية شاملة خلف عنوان الصراع بين المحور السعودي الايراني، لذلك الحرب القائمة على اليمن ليست الا سوى الانطاقة الاولى للسعودية وحلفائها في مواجهة المكاسب السياسية والعسكرية التي نخشى ان تحققها ايران خاصة بعد ابرام الاتفاق النووي بينها وبين القوى الكبرى، مع ان السعودية وحلفاءها يدركون خطورة الاتفاق النووي الايراني الذي سوف يجر وراءه مرحلة جديدة من الترتيبات الاقليمية التي ستكون لصالح ايران على حساب السعودية، وبالتالي هذه الحرب ستحول المعادلة الى زاوية 180 درجة من صراع عربي صهيوني الى صراع عربي عربي، فقد حققت السعودية الاف الضحايا اليمنيين وضرب البنية التحتية، بالاضافة الى اخلالها بحق الجوار لانها لم تحقق من اهدافها العسكرية شيئا يذكر، وبهذا قد خسرت عداء الشعب اليمني في الداخل والخارج، بالاضافة انهم وحلفائهم خسروا اموالا وعتادا وافرادا من قواتهم العسكرية واحيانا من المدنيين العزل كما نشاهد في التفجيرات في بعض المدن السعودية وخاصة بيوت الله ولا حول ولا قوة الا بالله، وهذا ما يدفع به الغرب كي يستعد الى الحرب العالمية الثالثة ضد روسيا والصين وكوريا الشمالية وحلفائهم كما سيدفع دول الخليج لان تكون تحت الامر الواقع لحرب خاسرة مع ايران ايضا، ويعتبر هذا النهج تطبيقا لاوامر الامبريالية الامريكية واللوبي الصهيوني وربما حلفائهم، لان الطيران السعوي المستخدم في هذه الحرب لا يمكن ان يسيطر على الارض نظرا لتضاريسها الجبلية، بالاضافة ان الروس سيكشفون عن استخدام السعوية قنابل النابالم وقنابل النيورترونية المحرمة وسيتهمونهم بانه الطران الصهيوني كان شريكا معهم، وسيتم تبرئة الصهيونية وتوجيه العقاب للسعودية وحلفائها كما يتم في داخل فلسطين، بالاضافة انه ظهر للشعب اليمني الكادح ان ما يسمى بالعرب هم عبارة عن شيء يستخدم في قبضة اللوبي الصهيوني والامبريالية الامريكية حسب رؤيتهم وقضاء حاجتهم في المنطقة العربية، بالاضافة الى تسويق آلاتهم ومعداتهم وعتادهم الحربي الذي مضى وعفى عليه الزمن باعلى الاسعار، وكلنا نعرف بان من لا يتمنى من الشعب الليبي بقاء معمر القذافي، كذلك لا احد من الشعب العراقي الا يتمنى بقاء صدام حسين نظرا لما كانا عليه شعب القطرين ومصيبة ما اصبحا عليه بعد التخلص منهما، هكذا كانت تقتضي مصلحة اللوبي والامبريالية فتم ما تم، وكلنا نعرف ما يتم في سوريا فالسؤال يطرح نفسه، هل اللوبي والامبريالية عاجزة عن القضاء على بشار الاسد وتغيير حال شعب سوريا الا ان الوقت لم يأت حسب رؤيتهما، فعدم استقرار الشعوب العربية وزعمائها اصبح امرا لا يختلف عليه اثنان، فقد زرعوا بؤس التطرف الديني والمذهبي والقبائلي والعشائري والعائلي في نفوس ابناء الشعب العربي حتى وصل الامر قمة القسوة بان الولد لا يسمع لوالديه ولا الاخ لاخيه ولا القريب لقريبه مقابل ارتياح لوبي امبريالي يحقق نجاحا غير مسبوق في كل صباح، لذا ندعو الله ان يصوب امور الزعامة العربية وبطانتهم لصالح شعوبهم لعل وعسى ان يغير الله هذا الحال لاحسن حال يا رعاكم الله.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :