أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات ما وراء الاحداث والاحتجاجات في تونس !؟

ما وراء الاحداث والاحتجاجات في تونس !؟

28-01-2016 11:20 AM

عبدالله محمد القاق
تسارعت وتيرة احتجاجات العاطلين عن العمل في تونس وامتدت إلى مناطق مختلفة، وذلك الثاني على التوالي وتمددت الاحتجاجات من مدينة القصرين، لتشمل مدنا أخرى بالجهات الغربية والجنوبية في البلاد حيث ترتفع نسب الفقر والبطالة.وقال سكان ومسؤولون إن عددا من الشرطة قتلوا أثناء اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون بالعمل في مدينة القصرين، بينما اندلعت مظاهرات اخرى في العاصمة تونس ومدن: تالة وفريانة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص. وأطلقت الشرطة سحبا من الغاز المسيل للدموع بعدما حاول محتجون اقتحام قسم للشرطة في القصرين، وسدت إطارات محترقة شوارع فيما اشتبكت الشرطة مع مجموعات من المحتجين.
وفي غضون ذلك، أعلنت الحكومة عن اتخاذها العديد من الإجراءات العاجلة لدعم التنمية وتشغيل الشباب في محافظة (القصرين)، في خطوة لاحتواء حالة الاحتقان والاحتجاجات التي تشهدها المدينة المتاخمة للحدود مع الجزائر. وقالت الحكومة في بيان، عقب اجتماع مجلس الوزراء مؤخرا ، إنه تم إقرار جملة من الإجراءات الهادفة إلى إيجاد حلول سريعة وناجعة لمطالب المحتجين في (القصرين)، وجميع المحافظات ذات الواقع المشابه وتشمل: تشغيل نحو خمسة آلاف عاطل عن العمل ودعم نحو 500 مشروع صغير بكلفة إجمالية تصل إلى 2.9 مليون دولار. كما أقرت تشكيل لجنة وطنية لتقصي حالات الفساد المثارة واتخاذ الإجراءات والتدابير الإدارية والجزائية اللازمة ضد كل من تثبت التحقيقات تجاوزه للقانون والترتيب بالإضافة إلى تحويل الأراضي التي تمتلكها الدولة بالقصرين إلى أراضي، خاصة وتسليمها لمزارعين في أجل لا يتجاوز 31 مارس المقبل. وقررت الحكومة تخصيص نحو 70 مليون دولار لبناء ألف مسكن والشروع في توفير طب الاختصاص داخل المؤسسات الاستشفائية بالمدينة وسيارات إسعاف، مؤكدة تمسكها بحماية حرية التظاهر السلمي، وحماية الممتلكات العامة والخاصة والتذكير بأن قوات الأمن تحلت بأقصى درجات ضبط النفس في أداء مهامها. هذا وقد اطلق القيادي المستقيل من نداء تونس والوزير السابق في حكومة الحبيب الصيد لزهر العكرمي مبادرة لحل ازمة النداء ارتكزت على ابعاد حافظ قائد السبسي من الحزب ومراجعة هيكلة القيادة بتعيين قيادة جديدة.
وقال العكرمي في تصريح للشروق «المبادرة تأتي في اطار استعصاء ايجاد الحل والصعوبات المتنامية يوما بعد يوم وبعد المحاولات العديدة من مارس الماضي إلى الان في تغيير وجهة الحزب حتى حصل الانهيار في سوسة لا بد من حل قد يبدو صعبا لكنه يأتي في ظرف اصعب منه اذا توفرت الارادة والتفكير السياسي العميق والروح الوطنية».
وتابع «يلغى مؤتمر سوسة بمخرجاته ولما كانت محاولات التشويش كلها تسجل باسم حافظ قائد ويلاحظ في المشهد السياسي الذي اعرفه جيدا انهناك الكثير من الامثلة التي تشير إلى ان الساحة السياسية التونسية ليس غريبا عليها ان يكون اثنين او اكثر من نفس العائلة قياديين في نفس الحزب وأشار إلى احمد نجيب الشابي وشقيقه عصام الشابي وفوزي اللومي وشقيقته سلمى اللومي وعلي العريض وشقيقه عامر العريض مضيفا «هذا ليس غريبا على المشهد السياسي لكن اليوم هم يريدون أي سبب لإقصاء حافظ وما معنى ان نضحي به، هي لغة جزار، اليس من قياديي نداء تونس مثلنا ولماذا نقصيه؟ الانتماء إلى عائلة معينة لا يجب ان يكون سببا للإقصاء وشعار النداء الذي تأسس عليه هو لا للإقصاء والدستور حسمها».
هذا وقد خرج الامين العام الوطني المكلف بالتنسيق مع الاحزاب ومتابعة العمل الحكومي في نداء تونس بوجمعة الرميلي عن صمته عبر تدوينة على صفحته في الفايسبوك اعتبر فيها انه لابد من التضحية بحافظ قائد السبسي للحفاظ على رصيد الباجي قائد السبسي.
وقال الرميلي «دعنا نقلها بكل صراحة: التونسيون أحبوا الباجي قائد السبسي لأنه كان رجل الموقف ولا يزال. لكن نفس التونسيين أبدوا اِحترازات قوية مما اِعتبروه، عن حق أو غير حق ليس هذا الموضوع، تداخلا مفرطا بين ما هو سياسي وما هو عائلي والمقصود هو دور حافظ قائد السبسي وموقعه».
ويرى المراقبون «بما أن الرصيد الوحيد الذي تعتمد عليه البلاد الآن هو الباجي قائد السبسي فإن المحافظة على هذا الرصيد تمر عبر التضحية بكل الأهداف الأخرى بما في ذلك حقوق حافظ قائد السبسي في أن يلعب دورا سياسيا كأيها الناس وبالخصوص لما يكون ذلك الدور يتعلق بالمرتبة الاولى في القيادة كما تبين من نتائج مؤتمر سوسة. وبالتالي فإن الحكمة والروح الوطنية تقتضيان اتخاذ القرار الشجاع حتى لا يموت الأمل، أمل التونسيين في الحزب الذي احبوه وأعطوه ثقتهم ولا يرون له بديلا مهما كانت «محسناته».





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :