أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الانتخابات اللبنانية

الانتخابات اللبنانية

13-01-2016 12:14 PM

بقلم : عبدالله محمد القاق
لعل الخلاف - السعودي – الايراني سيعمد بشكل طبيعي الى تأجيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بعد ان وضع حزب الله الفيتو على انتخاب سعد الحريري رئسا للوزراء والشيخ سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية خاصة ما نجم عن قطع العلاقات بين ايران والسعودية وانعكاسات الواقع العملي على الارض بعد ان اعلن كيري وزير الخارجية الاميركية ان المفاوضات بشأن الاوضاع السورية ستعقد في الخامس و العشرين من الشهر الجاري.
وتقول الا وساط السياسية ل – الشاهد - : «ينبغي السؤال عن مصير التسوية. منذ ولادتها دخلت في حالة مرضيّة. قسمت الصف السياسي اللبناني استعجال مبالغ فيه لتسييلها، وانفعال مفرط منها.. ومصيرها ما زال مجهولا، فهناك من يراها متباطئة وهناك من يراها ميتة، وهناك من يراها مجمدة في انتظار طارئ ما يحركها ويدفع بها الى الامام. واما حقيقة الامر فهي انها إن كانت لا تزال على قيد الحياة، فإن العمل بها، يحتاج الى معجزة». واما الاسباب فعديدة:
- الأول، اي تحرك للحريري لن يتأتى عنه سوى المزيد من تضييع الوقت، إذ إنه ليس في الموقع الحيادي الذي يؤهله للقيام بدور تسويقي لتسوية تعيده الى رئاسة الحكومة، حتى ولو كان الثمن السياسي غاليا كترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
- الثاني، طريق الحريري، إن لم تكن مقفلة بالكامل داخليا، ففي احسن حالاتها ملأى بالعقبات المستعصية:
العقبة الحريرية الذاتية، فأكثر علامات ضعف «التسوية الباريسية»، تكمن في تأخر الحريري غير المبرر في اعلان تبنيه رسميا ترشيح فرنجية للرئاسة. فماذا ينتظر؟ أي تحرك سيجدي طالما ان الحريري نفسه لم يحسم امره في هذا الموضوع؟
عقبة معراب، فطريق «تسوية» الحريري مقفلة «قواتياً»، وسمير جعجع كان الاكثر جدية وحدة وصراحة في التعبير عن امتعاضه من التسوية وغضبه من الطعن في الظهر. وثمة كلام قواتي ما زال يتكرر علنا في المجالس والصالونات انه في الوقت الذي يفي السيد حسن نصرالله بالتزاماته تجاه حليفه ميشال عون، رافضا اي بديل عنه حتى ولو كان هذا البديل حليفا قويا لـ«حزب الله»، كسليمان فرنجية، فإن سعد الحريري، ومن دون تردد، خذل حليفه سمير جعجع، وتخلى عنه ليس لمصلحة حليف له في 14 آذار، بل لمصلحة خصم هذا الحليف». من هنا، سبق للحريري ان حاول تجاوز عقبة جعجع وفشل. وبالتأكيد، إن محاولته من جديد، في هذا الجو القواتي، لن يتأتى عنها سوى الفشل.
عقبة الرابية، فطريق تسوية الحريري، مقفلة عونيا بل ممنوع عليه عبورها بما يخالف طموحها، وميشال عون حسم قراره: «انا المرشح.. ولن اتراجع». واكثر من ذلك، عاد بعض المقربين يكررون تلك المقولة الشهيرة التي كان اطلقها ايلي الفرزلي: «لن يخرج من معركة الرئاسة الا شهيداً».
عقبة «حزب الله»، وربما هي الاصعب، ولها وجهان: الاول ان «حزب الله» ملتزم اخلاقيا مع عون في الموضوع الرئاسي ولن يخذله، وما يقرره عون يقبل به. واما الوجه الثاني، فهي ان حجم «الشعور» المتبادل بينه وبين «حزب الله» كبير جدا، فكيف سيفك الحريري هذه العقدة إن قرر ذلك؟ وهل يستطيع ان يردم الهوة بينهما؟ وهل في امكانه ان يقنع الحزب بالقبول به رئيسا للحكومة، خاصة وان «حزب الله» لا يخفي انه لدغ من الحريري اكثر من مرتين؟
- السبب الثالث خارجي. الحريريون يروجون ان التسوية تحظى بدعم دولي واسع. لكن السياسي البارز يرسم خريطة الدعم الدولي كما يلي:
واشنطن تبارك التسوية الرئاسية وتشجعها في سياق موقفها التقليدي ودعواتها المتكررة لاجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. وقد لمس زوار واشنطن في الايام الاخيرة، انها ليست شريكا فعليا في التسوية، والدليل على ذلك اداؤها منذ اللحظة الاولى لولادة التسوية الباريسية، فلو كانت شريكة فعلية، لما اكتفت فقط بدور المراقب للتطورات، بل لقاتلت من اجلها وقامت بتحرك ضاغط لفرضها، بينما لم تبذل أي جهد لتحصينها امام الاعتراضات التي واجهتها، خاصة ان اهم ما عاد به الزوار، هو ان منزلة لبنان في سلم الاولويات الاميركية ما زالت في مرتبة دنيا.رئيس تحرير حريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :