أخر الأخبار

الجرح ينزف

30-12-2015 12:13 PM

حمد الحجاوي
سنين طويلة تعبر عنها بآلامها واوجاعها كل ثانية عن رواية ذات طابع مميز في حياة كل فلسطيني لانه المعني بالضجر والقهر باغتصاب ارضه وحياة ضنكة لذويه داخل الوطن او الشتات، وكأنه محرم ان يحس به اي عربي او احد من العالم حتى لو كان يحسب على قائمة الاحرار كما يدعون، فلا اعتقد ان هنالك احد من هذه الشريحة ويكتم سره في قلبه لانه خنوع او على الاقل يخشى من الخنوع، في اجواء الضغوط التي تحيط به من الزعامة التي يقع تحت بطشها لأنه لا يسمح له بان يرفع صوته لمجرد رأي في كلمة صريحة وتستحق ان تدون في محافل التاريخ وعلى رؤوس الاشهاد، فمن هنا يبقى من يدعي بأنه من هذه الفئة كاتما لحواسه ولا يستطيع ان يبوح بها الا من وراء الكواليس، لانه يخشى ما يخشاه من العواقب غير السليمة التي سيلقاها حجر عثرة في حياته بل حياة ذويه، فليس امامه ان يوضح او يفصح عن رأيه سوى في الازقة الضيقة والاماكن الضيقة، مع انه يحسب الف حساب لانه يطبق المثل القائل (الحيطان لها آذان) لهذا يبقى منكبا على نفسه ويطبق الحكمة التي تقول: (الاقرع يتباهى بشعر ابن عمه)، ولهذا بحد ذاته خنوعا يصعب على المقتنع به ان يفصح عن امره لو بكلمة بسيطة امام الجماهير، بل يستطيع ان يقول كلمة تؤدي الى نهاية حياته وذويه حتى لو بقي كل منهم عايش، حيث يصبح كالدابة التي ما عليها الا ان تأكل وتشرب وتحمل اسفار صاحبها وبطانته، هكذا شاء القدر ان يمر اهلنا في الداخل والشتات بهذه المصيبة التي لبسوها دون ادنى رحمة او شفقة على حالهم منذ ان جاء وعد بلفور البريطاني لبني الصهاينة كي تكون فلسطين الوطن البديل لهم، مع انهم خيروا قبل ذلك بان يكونوا في ليبيا او البرتغال، الا انهم رفضوا وطالبوا بان يكونوا في فلسطين ارض الاسراء والمعراج لاشرف البشر وخاتم النبيين سيدنا محمد بن عبدالله عليه السلام، اضافة الى ان اولى القبلتين وثالث الحرمين في القدس التي يزينها المسجد الاقصى الذي حباه الله بذلك وقال عنه في كتابه العزيز: (المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) بالاضافة الى الاماكن المسيحية كمهد المسيح سيدنا عيسى عليه السلام في مدينة بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس الشريف، واماكن العبادة المتفرقة في انحاء فلسطين، ساند قادة وشعب الكيان الصهيوني اللوبي الصهيوني الذي يرأسه الان (النتن ياهو) والامبريالية الامريكية التي رأسها (المسلم الكاثوليكي) باراك اوباما، ويساندهم علانية المجلس الاوروبي، كل هذه تجمعت للحفاظ على الكيان الصهيوني لان يبقى قائما على ارض فلسطين، وزعامتنا العربية المهمشة واجبها ان ترعى وتساند هذا الفعل المشين، وما على الاهل في الداخل او الخارج الا ان يعيش كل منهم حياة لا يحسد عليها، رغم هذا وكله كافح الاهل وعاش من العدم كما يقولون، وصنع كل رب اسرة رجالا انعشوا شعوب الامة العربية حيث وصلوا الى اعلى وسائل الحياة المتقدمة، وربما لا يستطيع احد منهم ان يخدم شعبه ووطنه لان الطريق امامه مسدود بفعل فاعل من زعيم شعبه وبطانته، كل ما يجري للاهل من حياة لا يحسدون عليها من قادة وشعب الكيان، بل من المستوطنين اصحاب المعاطف السود لا يسمح لزعيم عربي ان يلتفت بعينه ليشاهد وضع الاهل، فالجرح ينزف دما ويموت الواحد موتا بطيئا دون شفقة في الشارع، او عندما يهدم بيته فوق رأسه، او يقتلع من ارض اجداده ويحرم من خير ارضه، فيقذف بعيدا عنها مسلطين عليهم الاسباب بانهم يحاربونا ويعتدون علينا ويحرمونا من العيش بسلام فوق ارضنا واصحاب الارض هم المغتصبون، الجرح الفلسطيني ينزف في الداخل لما يلاقي صاحبه من قسوة الحياة وصعوبة الموقف من شعب الكيان الصهيوني، وفي الشتات يعيش حياة لا يحسد عليها من الزعامة التي يقع تحت سيطرتها لانهم يطبقون المثل القائل : (اخدمني وانا سيدك)، فهو يعيش كالبقرة الحلوب ومحروم كل الحرمان من اشياء كثيرة تعتبر من ضروريات الحياة، رغم الامور التي لا تطاق والواقعة او المفروضة عليهم استطاع كل رب اسرة ان يصنع رجالا ونساء يكون الواحد منهم وسيلة للسير في معجم الحياة لتلك القطر الذي يعش فيها، حيث يحرم من ابسط وسائل الحياة السعيدة لو كان يعيش في بلد عربي، هكذا بقي الجرح الفلسطيني ينزف باشكال الآلام واوجاعه بلا وصاية ولا اهتمام يا رعاكم الله.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :