أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات نادر الذهبي .. الجنرال وهموم السياسة .....

نادر الذهبي .. الجنرال وهموم السياسة .. بورتريه

20-04-2023 09:09 PM
الشاهد - كتب هشام عودة

الجنرال الذي جاء من العقبة الاقتصادية لدار رئاسة الوزراء وبين يديه الكثير من الملفات الشائكة، لم يكن يتوقع أن تواجه حكومته كل هذه التحديات، ولم يكن يتمنى أن تخضع حكومته لامتحان الثقة الشعبية، بسبب موجة الغلاء التي كسرت بعصاها الغليظة كثيراً من أسباب التفاهم بين الحكومة ومحيطها.

أول رئيس وزراء في التاريخ الأردني المعاصر تحصل حكومته على ثقة عالية من مجلس النواب، وصفتها بعض وسائل الإعلام بالذهبية وهي تبشر بدخول الأردن عصره الذهبي، لكن حسابات الحقل لم تتطابق تماما مع حسابات البيدر في أجندة المهندس أبي امجد حين عصفت بها رياح الفاتورة النفطية العاتية لتزحزح صخوراً كان البعض يعتقد أنها راسخة في طريق الحكومة.


النواب الذين منحوا الحكومة ثقتهم العالية عادوا يبحثون عن أسباب للخلاف معها، والذين وصفوا عصر الحكومة «بالذهبي» بدأوا يبحثون عن معدن أخر لتوصيف هذا العصر، بحيث يتلاءم مع سياسة تحرير أسعار النفط، والغلاء المتصاعد لأسعار السلع والخدمات، لكن أجندة الجنرال الذي وصفه البعض بأنه نجح في وقت سابق في تحويل رمال العقبة إلى ذهب ما تزال منفتحة على الاتجاهات كلها، وما زال قادراً على تقديم رؤاه الواضحة في بحثه المتواصل عن حلول تتراجع قدرتها في مواجهة غول الغلاء المتوحش عالمياً.



كان يراهن على اسمه وعلاقاته وتاريخه المهني، فالمهندس العميد المتقاعد الذي أعاد صياغة شواطئ العقبة وشوارعها وضواحيها، اكتشف الهوة الكبيرة بين العقبة والدوار الرابع في عمان، حين لم تعد أشرعة سفينته قادرة على مواجهة رياح البحر المجنونة، في وقت تظل فيه أسلحته التقليدية غير قادرة على مواجهة أسلحة الدمار الشامل للغلاء الذي يهدد المعمورة بكاملها.

الجنرال الذي تربى في المؤسسة العسكرية، حيث عمل مهندس طيران في سلاح الطيران، وتدرج إلى أن وصل إلى رتبة عميد يعرف جيداً أهمية الضبط والربط في العمل، ويعرف كذلك أهمية الوقت في تحقيق النجاحات، لذلك من الطبيعي أن يبدو أبو امجد صارماً وحازماً عندما يتطلب الأمر نوعا من الجدية، وان يبدو ودوداً وهادئاً في كثير من الحالات التي يلتقي فيها أصدقاءه أو عندما يقف ليحصد نتائج عمله ونجاحاته، وقد ولد في عمان عام ١٩٤٦.


حقائب وزارية عديدة شغلها العميد المتقاعد المهندس نادر الذهبي، قبل أن يتسلم مفاتيح الدوار الرابع، فقد أصبح وزيراً للنقل، ووزيراً للسياحة في حكومات سابقة، كما تسلم قيادة سلطة الطيران المدني، وهو القادم إليها من سلطة طيران مجاورة، حيث يعرف جيداً أسرار الطيران المدني والعسكري.



لا وقت للفراغ عند أبي امجد، فهذا الجنرال المتقاعد يراهن باستمرار على الوقت الذي صارمن ذهب أيضا، رغم انه يظل كالسيف، واستطاع نادر الذهبي أن يقطع بإرادته سيف الوقت. ويجعل منه رافعة لتحقيق المزيد من مفردات أجندته التي لا تهدأ.

أثناء قيادته لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كان رواد الصالونات السياسية في عمان يعرفون جيدا أن مناصب رفيعة في انتظار الجنرال الذي جعل من العقبة مكاناً مختلفاً، وربما - كانت نجاحاته في العقبة، وغيرها من الأسباب، هي التي مهدت الطريق أمامه لدخول نادي رؤساء الوزارات، ليقدم أجندة يراها البعض مختلفة عما قدمه سابقوه.

الذين تابعوا حركة حكومة المهندس نادر الذهبي في عامها الأول الذي مر بدون تعديلات يعرفون أن الهم الوطني على أجندتها قد توسع كثيراً على حساب علاقاتها القومية والإقليمية والدولية، وربما كان لذلك ما يبرره، بسبب التحديات الهائلة التي وجدتها الحكومة في طريقها مع هموم الوطن والمواطنين.

حين يقرأ المختصون أوراق الحكومات الأردنية مستقبلاً، سيكتشفون أن المهندس نادر الذهبي هو اقل أقرانه سفراً إلى خارج البلاد، وربما يكون أكثرهم في إثارة الأسئلة الداخلية في مواجهة استحقاقات موجة الغلاء وتداعياتها على حياة الناس، كما سيقرأون أيضا أن حكومته قامت بإعادة صياغة الحياة الحزبية في البلاد، بعد أن أغلقت العديد من الأحزاب السياسية أبواب مقراتها حين اعتقدت الحكومة أنها غير مؤهلة لمواصلة الحياة.

الذين يعرفون أسرار الدوار الرابع ومحيطه يقولون أن غلاء فاتورة النفط، التي فاقت كل التوقعات حالت دون استثمار الجنرال المتقاعد المهندس نادر الذهبي لمفردات أجندته، وجعلته في حالة من القلق والاستنفار الدائمين لمواجهة التحديات المتجددة وتخطي السهام والانتقادات المتواصلة التي تتلقاها حكومته من الاتجاهات كلها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :