علي القيسي
كلما تفاءل الناس باقتراب الحل في سوريا ..وتوقعوه من خلال الاخبار المتواترة والاجتماعات الدولية والمبعوثين الدوليين ..يتفاجأ الجميع ان الامور لا تزال مجرد امنيات وتوقعات ..فالمشكلة في تعقد لا زالت وتزداد يوما بعد يوم في الابتعاد عن الحل ..وهذا ما يقلق المراقبين ...فالصراع الدولي بات المشهد المتصدر في الازمة السورية ...دخول ايران وروسيا . بقوة في تأخير الحل وذلك بالتشبث بالنظام السوري ..والاصرار من هذه الدول على عدم قبول رئيس غير الاسد ..وهذا الامر يصطدم مع رغبة المجتمع الدولي في التغير في سوريا ..وفي رغبة المجتمع السوري الضحية في تغير النظام الذي قتل لغاية الان مئات الالاف من السوريين ..ولابد له من الرحيل ..ولعل الدعم الروسي الاخير للنظام يفاقم الازمة ويجعلها بعيدة عن الحل ..فالصراع سيزداد دموية بعد وصول اسلحة ومستشاريين روس الى سوريا ..وهذا يجعل الدول الاخرى تحذو ذات الخطوة التي حذتها موسكو في مد الثوار والمعارضة باسلحة فتاكة خاصة صورايخ ارض جو ضد الطائرات .. ان الصراع في سوريا اصبح صراعا دوليا على المصالح وليس صراعا داخليا سوريا مما يعقد الازمة ..ويطيل في عمرها شهورا او اعواما اخرى ..فهذه الحرب لن تهدأ الا باتفاق الاطراف الدولية على تقسيم المصالح بينهما ..وهي مصالح استراتيجية ..لروسيا وايران وامريكا واوروبا ..غير ذلك سيبقى الجرح السوري نازفا والحريق مستمرا والموت يحصد الآلاف من الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ ..