محمد بركات الطراونة

المتابع لمجريات فعاليات مونديال قطر ٢٠٢٢، يشعر بأن انجازاً عربياً كبيراً قد تحقق، من خلال قدرة وإبداع دولة قطر الشقيقة، في تنظيم بطولة كأس العالم، وبأعلى درجات ومواصفات التحضير والإعداد، وأكثر التقنيات تطوراً في العالم، الأمر الذي يؤكد أن الارادة وقبول التحدي، عناصر مهمة في نجاح أي عمل.

ومع أن أصواتاً برزت هنا وهناك، تشكك في قدرة بلد عربي على تحمل مسؤولية هذه المهمة، وهذا الحدث الدولي البارز، الذي يجري كل أربع سنوات، ويحظى بمتابعة عالمية واسعة، من يتابع مجريات المونديال يشعر أن الأردنيين يتفاعلون مع هذا الحدث وكأنه حدث وطني، وذلك من خلال ما تحظى به دولة قطر الشقيقة من احترام وتقدير لدى الأردنيين، توجت هذه التفاعلية الأردنية مع الشقيقة قطر من خلال مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد شخصياً في حفل إفتتاح بطولة كأس العالم، بدعوة من سمو الشيخ تميم بن حم? آل ثاني أمير دولة قطر، ومن خلال مشاركة قوة أمنية أردنية كبيرة، في تأمين فعاليات كأس العالم في قطر، قوة تتمتع بثقك الأشقاء القطريين وتعمل بفعالية ومعنويات عالية، تنفيذاً للتوجيهات الملكية، لبذل أقصى الجهود والامكانات لإنجاح كأس العالم في دولة شقيقة.

الأردنيون يتابعون كل ما يجري ويشعرون بالفخر والاعتزاز بأن دولة شقيقة تسبق دولاً كبرى في تنظيم أهم فعالية عالمية، وبكفاءة وقدرة على قبول التحدي، وانطلقت في كل ذلك من تأكيد هويتها العربية والإسلامية، مع مراعاة بعدها العالمي، فجاءت فعاليات المونديال تحمل طابعاً عربياً إسلامياً يستحق أن يقدم إلى العالم بطريقة حضارية تفاعلية تنشر سماحة ووسطية الإسلام، وتنطلق في كل النشاطات من قدرة على المواءمة ما بين العالمية والحفاظ على الأصالة والهوية والتراث العربي الإسلامي، وتستطيع قطر أن تؤكد للعالم أن مونديال ٢٠٢٢ سيكون ا?أفضل، وفريداً من نوعه من خلال تأمين أفضل الملاعب في العالم، وأفضل الامكانيات، حيث قامت قطر بإنجازات مذهلة بهدف تأمين الراحة والاستمتاع بمتابعة فعاليات المونديال الابرز على الصعيد العالمي.

نعم جاءت استضافة قطر فعاليات كأس العالم، لتؤكد أن ما يميز قطر وأهلها، هو شجاعتهم في قبول التحديات، واقدامهم على مواجهة العقبات، وعدم ترددهم لحظةً واحدةً في كسر الصعوبات، مما مكنها من تحقيق أرقى النتائج وأفضل الإنجازات، نعم اثبتت قطر قدرتها على قبول التحدي فأسست وبنت وشيدت كل ما يلزم، وتجاهلت كل محاولات المشككين والحاقدين بأنها غير قادرة على تحمل هذا العبء العالمي، وكل الدلائل تشير الى أن قطر نجحت في ربح معركة الإعداد لانطلاق هذا الحدث العالمي الابرز، وكسبت رهان استقبال الوفود وتنظيم مهم للمباريات، نعم نعم ?نا ولكل العرب والمسلمين والمحبين للانجاز والتميز، أن يفخروا بما استطاع تحقيقه هذا البلد العربي الإسلامي صغير المساحة والسكان، مما يثبت أن الإبداع والتصميم والإرادة هي السبل الكفيلة بتحقيق الأفضل وبلوغ الأهداف والإنجازات التي يسجلها التاريخ عالمياً، تحية لقطر الشقيقة اميراً وشعباً وأرضاً وطموحات، يعتز بها كل عربي.