أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات لا يفيئون الى صواب

لا يفيئون الى صواب

02-07-2015 11:33 AM

بقلم عارف العتيبي
انا شبه متفائل في وقت تزداد فيه اعداد الصم والبكم والعمي، وتتكاثر اعداد الذين لا يفيئون الى صواب، ولا حتى رأب الصدع في وطن تضج في جنباته اصوات الاحتجاج والغضب والشك اليأس. الصمت الرهيب على احتلال همجي جديد وغزاة من شذاذ الآفاق جفت الرحمة في قلوبهم يعني بان كثيرا من الناس قد ابتعدوا عن جادة الصواب ورأب الصدع، وصفاء النية رغم ان الوطن قد تمزق كيانه وجنوبه وامست اكثر اجزائه راسخة في اغلال الذل والضعف. لا اريد ان اتحدث عن الترهل والوهن، والانكماش والتمزق، والتباعد والتباغض، لان هذه السلبيات المدمرة اصبحت معروفة لدى الصغير قبل الكبير. كنت اعتقد بأن الازمات والتحديات هي التي تعيد التواصل الوطني والقومي وتتسامى فيها روح المحبة التي تجمعهم بعد الفرقة، وتعزهم بعد الذلة، وتقضي على حالة التمزق والانشطار، بهمة اصحاب المبادىء العليا، والافكار الانسانية، ولكن وللاسف الذل ان هذا غير الواقع الذي تعودت عليه الشعوب في حقبات التاريخ الماضي وحتى المعاصر. السؤال الذي يفرض نفسه على ساحة الواقع المرير الذي نعيشه هو: هل هناك اشد وطأة من استعمار جديد رمى بأوزاره كلها ليمحق عروبتنا ويطمس تاريخنا؟ لقد آمنت اخيرا بشعار طرح على الساحة يقول: انتم (منابت واصول)، وهذا لم يأت من فراغ بعد تكشفت السحب عن وقائع واحداث لا يستطيع قلم ان يوصفها، ولا عقل يستوعبها. هناك منابت افرزت خاسئا ومأجورا، وشريرا وانانيا بذيئا، وهناك اصول فاجرة، جحودة، ماكرة، متخلفة، مدمرة. ايضا هناك منابت اثمرت نقي السريره، وثابت البصيرة وحافظا للعهد، كريما معطاء، وملتزما ومنتميا، كما ان هناك اصول جليلة، شريفه، كريمة الخصال، حافظة للعهد، ثابتة الركب، صافية النية. اهل المنابت والاصول الرديئة النتنه تجندت بارادتها لخدمة اعداء الدين والامة والوطن من الغزاة والمحتلين لانها ارادت ان تكون وصمات عار في جبين التاريخ. انهم دعاة الاقليمية والعنصرية والطائفية دون تورع او مخافة من الله الذي سيذلهم يوما مصداقا لقوله تعالى: (ولا يحيق المكر السيء الا بأهله). انهم الانذال الذين وصلوا الى احقر الصفات وهم يستحثون الاعداء ليدمروا اشقاءهم دون خجل او رادع من ضمير. انهم جنود الظلام الذين يتفاخرون بانهم العملاء الذين يسيرون بكل مظاهر الوقاحة على الطريق التي رسمها لهم اعداء الدين والانسانية والوطن والامة. لقد تفاخر البعض منهم وبكل الوقاحة التي عرفها او سمع عنها الانسان بانهم نالوا الشرف الذي لم يملكوه من قبل بمصافحة الاعداء وتوقيع اتفاقيات الاستسلام معهم. ان هذه الفئات الخاسئة التي هي في الاصل حثالة المجتمعات لا تنتهي بفتنتها عند حدود الاوطان العربية التي تمنينا وحدتها طول الزمن لنصبح قوة تستحق البقاء وتستطيع بكل قوة وعزيمة المحافظة على هذا البقاء. انها تتمادى بكل وقاحة في زرع الفرقة حتى بين شمال وجنوب، ووسط وشرق وغرب، وبين عشيرة وعشيرة وعائلة وعائلة، وجار وجار. انهم لعنة الله على الارض والتي وجدت من يسيسها من الوصوليين والجواسيس لخدمة مصالحهم تحت شعار (فرق تسد).





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :