أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات مغزى عودة العلاقات الاميركية- الكوبية بعد قطيعة...

مغزى عودة العلاقات الاميركية- الكوبية بعد قطيعة استغرقت خمسين عاما !

22-04-2015 03:52 PM

بقلم : عبدالله محمد القاق
في تقدير المراقبين والمحللين السياسيين ان المصالحة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو تعتبر على جانب كبير من الاهمية بعد قطيعة بين البلدين استمرت نصف قرن وتحسب على أن أوباما هو من غيّر مسار العلاقات الأمريكية الكوبية، ليكون التحول من القطيعة والعذاب إلى التطبيع وتبادل المنافع. وهذه خطوات تتعلق بالدرجة الأولى بالإرث والتركة السياسية والتاريخية للرئيس الأمريكي أوباما أكثر، فهي خدمة للحزب الديمقراطي، وقد تؤدي إلى خدمته في الوقت نفسه، إذ إن أي إنجاز سياسي خارجي مقبول شعبيا في أمريكا هي مكاسب ايجابية للحزب، وهي قضايا خلافية مع الحزب الجمهوري. هناك شبه إجماع بالنسبة للأغلبية على المستوى الشعبي يؤيدون انفتاح الإدارة الأمريكية على كوبا، لأنهم يعتقدون أنها سياسة لطالما كانت فاشلة، وأن التأثير سيكون أفضل من خلال الانفتاح والمصالحة، رغم الانتقادات التي شهدها القرار من قِبل الجمهوريين في أمريكا والمعارضة الكوبية المتواجدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما فيما يتعلق بالملف الإيراني، كما يقول المحلل السياسي منذر سليمان في واشنطن فالسجال مازال قائما، ويتوقف على صياغة الاتفاق النهائي، فالإدارة الأمريكية مستمرة على ضرورة عمل الكونغرس على المصادقة النهائية على الاتفاق، إلا أن الحزب الجمهوري هو المسيطر على الكونغرس، وبذلك هناك صعوبة تواجه أوباما رغم أنه يعتقد أنه من الممكن التوصل إلى التفاهم والتوافق الفوري، بشكل يبرز السياسة الخارجية لأوباما، وهو الذي حصد جائزة “نوبل” للسلام في مستهل عهدته على النوايا وليس على الأفعال، إذ إنه يعتقد أن مسألة منع انتشار السلاح والحيلولة دون تحقيق إيران لرغبتها، وهي التي تريد امتلاك السلاح النووي، وأن مجرد إغلاق الطريق على إيران وعدم امتلاكها للقنبلة النووية، يشكل إسهاما في السلم في العالم. بينما هناك علاقات اقتصادية وتجارية قائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا، بغضّ النظر عن الخلافات السياسية، والإدارة الأمريكية تعلم أن التهدئة لن تسير بخطوات واثقة حتى نهاية عهدة أوباما، في ظل الكثير من الأحداث والاتهامات المتبادلة، فمصلحة الدولتين تكمن في المستوى الاقتصادي وتصدير النفط، وهو ما حال دون تقدم الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا بالشكل المطلوب، لتمضي العلاقات ما بينهما على نار خفيفة، وذلك للتوجس الفنزويلي من النوايا الأمريكية، وعدم وجود مسار للمفاوضات للتطبيع بشكل جيد. والواقع ان الرئيس الأمريكي له رغبة في تحقيق إنجاز عن طريق السياسة الخارجية، فسياسته فاشلة، وكوبا متواجدة على بعد 90 ميلا عن الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت كوبا تعيش على المساعدات الخارجية في زمن الاتحاد السوفياتي، فأمريكا حاولت بشتى ومختلف الطرق اغتيال الرئيس الكوبي السابق فيدال كاسترو، وتحريك الوضع الداخلي، وكان هناك انعكاس سلبي على كل دول أمريكا اللاتينية، وظلم يمارس دون حق من خلال الحصار والمقاطعة، إلا أن النظام لم يتغير مع مر العقود، وأدركت الولايات المتحدة كما يقول سليمان أنه لابد من انتهاج وسيلة أخرى للتعامل مع كوبا، وهي الانفتاح، حتى تستطيع التأثير أكثر في الداخل، من خلال تبادل الزيارات، والانفتاح على العديد من الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وعدا أنه من المفترض أن كل شعب من حقه تقرير مصيره بنفسه، شعر أوباما أن هذا الأمر نضج إلى درجة أنه ورغم رفض متشددين ومتطرفين كوبيين وكذا الجمهوريين للأمر، إلا أنه وجد الفرصة سانحة للإقدام على هذه الخطوة، والمتمثلة في المصالحة مع كوبا، وهو ما يحسب له بأن أوباما هو من غيّر مسار العلاقات الأمريكية- الكوبية، ليكون التحول من القطيعة والعذاب إلى التطبيع وتبادل المنافع. فاذا كان اوباما شعر بالذنب في استمرار القطيعة مع كوبا اما حان الوقت قبيل انتهاء رئاسته بانهاء الاحتلال والغطرسة والتسلط الاسرائيلي على شعب فلسطين منذ نيف وستة وستين عاما! مجرد سؤال !!
رئيس تحرير سلوان الاخبارية _abdqaq@orange .jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :