أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات اتساءل ولا انتقد

اتساءل ولا انتقد

15-04-2015 03:47 PM

حمد الحجاوي
امور كثيرة جدا وربما يعجز الانسان عن احصائها لعدم اكتراثه بها او لكثرتها، وعندما يصاب بوجع كبير يحاول ان يواسي نفسه ويقول يا ما كسر الجمل بطيخ او بزيادة هذه الضربة، ويحاول جاهدا ان يتغيب عن واقع الحدث بجلسة ما او سفرة ما او حيث يجد ملاذا يغيبه عن مصيبته حتى لا يبقى عايشا في اجوائها متألما او مؤنبا لنفسه وروحه، كي لا يعبث فيه الندم قدر الامكان، وكثيرا جدا يشعر نفسه بانه مر في هذا الظرف القاسي نتيجة حسن نيته ولأنه مغلوب عليه من قبل المقابل، فيذهب تارة بعيدا وتارة تشده الاجواء قريبا ليرفع حوله مما اصابه، ولا ننكر بأن الله في علاه انعم علينا بنعمة النسيان التي فوائدها على الانسان كبيرة بثمرها الجميل، وفعلا ينسى وان لم يكن يتناسى للوضع، الا ان بعض المصائب نعترف بانه من الصعب نسيانها مثل الارض والعرض، وان خطرت احداهما على البال يجد الواحد منا بأنه محتار ويدور وكأنه داخل حوامة تلف به ومن الصعب ان يقوى عليها، فيكابر على نفسه ويحاول جاهدا ان يرفع اموره بقوله ليس في اليد حيلة، الا انه يعيش ولو لدقائق ربما تعكر اجواءه ويصبح في وضع لا يحسد عليه، فالواحد منا يفقد اعز الناس عليه كوالديه او احد افراد اسرته او ما ملكت يداه من مال، ورغم هذا كله او كثر يعز عليه بل على الغائب لا يسمح ان يفقد جاهه، وكثيرا ما يقال في حال ان البعض يحاولون ان يجبروا على صاحب المصيبة، في المال ولا في العيال، وهذا قدر محتوم ومكتوب من الله، ولا حول ولا قوة الا بالله، وانت ولا نحن نقدر ان نقف ونتحدى قدر الله، ويرضى المصاب ويجد هؤلاء الصحب قد هونوا عليه مصيبته التي لا تعوض، حتى في حالة الوفاة يقول لصاحب المصيبة بل في عملية التلقين، اللهم ارزقه او ارزقها باهل خير من اهله او اهلها وزوجة خير منها وبالعكس، فيرتاح صاحب المصيبة عند اخذ الخاطر ليس من باب الا من باب التسليم للامر الواقع، وان فقد ما يملك من مال او عقار كمن فقدوا ما جنوه في البورصة وعاد بخفي حنين اي يد من الامام ويد من الخلف وربما يصاب بجلطة ويشفى منها، وجد بعض المخلصين او المدعيين بالاخلاص يقفون بجانبه ويكسرون عليه ومع نعمة رب العرش العظيم للنسيان ينسى او يتناسى، كمن فقد اعز الناس عليه وفيما بعد التقى بصاحب له وسأله كيف فلان، فيجيبه بكبرياء وشموخ رحمة الله عليه، فقد لبى نداء ربه من فترة وجيزة، لكن كانت له جنازة سياراتها لا تعد وحضورها تعدى الالف شخص حتى لا ابالغ اننا ملكنا الشارع ويا ليتك كنت منهم لتبقى تضرب المثل في جنازة هذا المصاب الجلل، يا اخي لا اريد ان تكون جنازة عزيزي طولها من القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي، لذلك لا اريد ان افقد عزيز، وعلى هذا المقياس تمتد آرائنا ووجهات نظرنا محاولين وباذلين كل ما بوسعنا ان نسلم امرنا الى خالقنا الخبير فينا والمكتوب لنا منذ الثانية الاولى كل ما سنمر به من فرح او غم، لكن ما يمر في بلادنا العربية فعل ايدينا وما نجنيه ما قد زرعه زعماؤنا ولا يمكن ان ننساه بل يجعل فينا الصرع لكثرة بحثنا عن لقمة العيش حتى وصلنا الى ان الابن لا يعرف حقيقة والديه الا بعد وفاتهما من اجل الميراث، ولا يكترث في فقدان اخ او قريب وربما لضنك الحياة يصيبه الغضب لفقدان زميل اكثر من قريب، ربما لصعوبة نمط الحياة وللبعد عن بعضنا لعدم وجود بيت يجمعنا، فالذي يدور على راحة الوطن العربي الكبير بمساحته وتعداد سكانه ليس من الامر الذي يسهل نسيانه او تناسيه، لأن الواحد منا ينام ويصبح على غم اكبر من سابقه فالمجال لا يتسع ان اشرح كل ما يمر في كل قطر من صراع ومآسي تعود بضنك الحياة على اهله ومن حوله، وما يهدر من اموال وما يزهق من ارواح وما يحل من فقر لا يستطيع احد ان ينكره ولا نريد ان نبالغ فيه، بل نؤكد بان حياة الانسان العربي لا يحسد عليها مما عاد عليه من ضنك العيش وضيق الحال وهذا لا يختلف عليه اثنان، والمصيبة التي تحل على اي قطر عربي ليس من باب الدغدغة او المداعبة، بل هي مخططات مرسومة بريشة فنان مبدع للدمار وضنك الحياة على كل فرد عربي، وافراد الشعب العربي بكاملها تتمنى عدم وجود ذلك وما يثبت صحة الكلام، فيما اذا تم استفتاء لما يدور على راحة الوطن العربي الكبير تجد ان الكل رأيه واحد ومتفق عليه لا نريد ذلك، لكن هذا اذا جاز لي ان اتساءل ولا انتقد، لو حول ما انفقته البلاد العربية من ثمن سلاح واموال في وجه الكيان الصهيوني المحتل ظلما وبهتانا لأرض ليست ارضه، وتم استفتاء لكل عربي لتجد الجواب واحدا، كلنا مع ذلك ارواحنا واموالنا ترخص امام ذلك، وفي النهاية سيتم زوال الاحتلال المسود لصفيحة البلاد العربية ليس لأنها عاجزة بل لأن هذا ما يروق لزعمائها يا رعاك الله.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :