أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الكرامة التي تريد

الكرامة التي تريد

09-04-2015 10:40 AM

عارف العتيبي
لقد كنت طفلا صغيرا عندما سمعت اهات النسوة وهي تروي مآسي النكبة ومذابح دير ياسين، وكنت في العاشرة من عمري عندما بكيت من نار النكبة واثار الهزيمة وعندما رأيت دموع الرجال تحكي هذه القصة المؤلمة الى ان اوصلتني الايام والليالي الى الساعة التي مكنتني من اداء فريضة الواجب الوطني والقومي لاسترداد الكرامة العربية التي هدرت ايضا في ايلول من عام 1967 وكان معي من الرجال من نذروا انفسهم رخيصة من اجل تراب الوطن الغالي. كانت الامة العربية في ذلك الوقت في صراع مرير مع معركة الحياة والمو،ت فاما ان نتغلب على عناصر الخوف والشك واليأس واثارة الفتن والجوع واما ان تسقط وتذوب امام اعداء الامة العربية. لقد كان العدو خلف ستار من الحقد الدفين متسلحا بالخديعة والتزوير يهدف الى تقويض امجادنا وتاريخنا وقيمنا للوصول الى تحقيق اهدافه بعيدة المدى ليبنى دولة الغدر الكبرى على جماجم اهلها الاصليين من العرب. اليأس تطاول في اعماق نفوسنا وعواصف الضلال تجدرت في احاسيسنا. غياب التواصل القومي والذي كان يعمر قلوب العرب والمسلمين ادى الى تصدع ارض الوجود التي اصبحت حكاياته دامية بعد ان كانت اوصال وحدته راسخة في السراء والضراء وفي المصائب والمحن في كل زمان ومكان. صدمت سهام الحقد والانانية والاقليمية كل اماني اهل المسيرة واجبرتها على الانحراف نحو الانانية والجفاف. كنا في مرحلة الاعداد لبناء قواتنا من جديد بعد هزيمة فرضت علينا في فورة العواطف وغياب التنسيق السليم وكانت الحاجة الماسة الى الاسلحة الحديثة التي تفتقر اليها لشح الموارد والحظر المفروض على تزويدنا نحن العرب بهذه الاسلحة. كنت في ذلك اليوم المشهور (يوم الكرامة) مقدما للواء (حطين) الباسل الذي ذاق مرارة الهزيمة التي فرضت عليه دون قتال نتيجة الخطة الاستراتيجية للقيادة العربية الموحدة في ذلك الحين من عام النكسة حيث نقلني اللواء المرحوم مشهور حديثة الجازي معه من الدروع لاستلم ذلك المنصب. كانت مشاعر رجال اللواء من القادة والضباط والافراد تتوثب صارخة مطالبة بالانتقام لشرفنا المهدور. كان لواء حطين يتألف من ثلاثة كتب تحمل اسماء قادة النصر في صدر الاسلام عبدالله بن رواحه وجعفر بن ابي طالب وصلاح الدين الايوبي وكانت هذه الاسماء قمة الفخر لكل منتسبي اللواء وكان عليهم ان يثبتوا للاعداء اسباب الفخر. كانت كلمات جمال الدين الافغاني تستصرخ مشاعرنا حين قال (امة ثبتت في جهادها لاخذ الحق ساعة خير لها من الحياة في الذل الى قيام الساعة). ومع تباشير فجر ذلك اليوم المشهود في تاريخ هذه الامة بدأت المعركة التي انتظرناها بفارغ الصبر معركة الكرامة. بفضل الله فزنا بالجرأة على قول الحقيقة ولم نحاب اهل البغي الذين خططوا لهزيمتنا للبقاء في مراكزهم اهل الفساد والاثم ولم نهادن اهل الفتنة والفرقة والشهوات وحصلنا على شرف الجهاد في سبيل الله والوطن واهله وقارعنا الاعادي في ساحات الوغى على ارض الكرامة التي اعادت للعرب كرامتهم واصبت فيها بجراح الفخر والاعتزاز ورفضت وقف اطلاق النار حتى تطهير الارض من رجس الاعداء.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :