أخر الأخبار

غضب عارم

02-04-2015 10:05 AM

حمد الحجاوي
في بداية استقلال البلاد العربية المتفاوتة، كانت قلوب زعمائها على بعض بل قلوب ابناء شعوبها مولعة بالحب والاخلاص لبعضها، لدرجة ان كان في الاردن نشيد وطني جزائري يلقيه تلاميذ المدارس في الطابور الصباحي، وكان اهمية ذكر للمليون شهيد، وهذا كان متبادلا بين اقطار العالم العربي دون وجه خلاف ولا فرض هيمنة بلد على بلد، مع ان بعض الاقطار العربية الصغيرة او الكبيرة بمساحتها ليس لها دور مميز حتى يتم الغناء او النشيد الوطني الخاص بها في الاقطار العربية الاخرى، ومن ثم دارة الدائرة وتغيرت احوال اغلب الاقطار العربية وصار من الواقع ان تجد نفسها على خريطة الوطن العربي بدون منازع نظرا لما تمتلكه من ميزات وقدرات تفتقد لها بعض الدول السابقة، فكلنا نعرف بأن البلد العربي المتمكن كان يدعم البلد الاخر حسب امكاناته كما يقول المثل: دون تحميل جميلة، فسبحان الله تميزت بعض الاقطار العربية عن غيرها بامتلاكها نوع الذهبين الاصفر والابيض، فاتسعت رقعة الخلاف في الرأي بدلا من زيادة او تضاعف المحبة والاخلاص ذا المعنى، حتى وصل تأثر شعوب تلك الاقطار متعلق بدون خلاف ولا منازع في مدى علاقة زعمائها في بعضها، فان توفر الوفاق بين الزعماء توفر مصلحة ابناء شعوبها وعمت الفائدة على الجميع، وان ساءت العلاقة بين الزعماء انعكس سخط ذلك على ابناء شعوب تلك الاقطار، فمن المفروض ان يذهب الشخص العربي الى جميع الاقطار العربية وينتفع من خيرها دون قيود تعيق وتحرمه من ذلك كما هو مفروض الان على ابناء شعوب الوطن العربي، هذا كان يلقى بعض الصعوبة، بينما الان يلقى حاجزا من الصعب ان يجتازه احد، الا ضمن شروط يجب ان تتوفر للشخص حتى يتنقل من قطر الى قطر، مع ان هذا ليس عيبا في القوانين والانظمة لاي قطر ليضمن الطمأنينة والامن والامان، الا ان في الاونة الاخيرة انعكس الصورة لتتحول الى سلبيات تصل الى ما لا يقل عن (90٪) مما زاد في صنع الجرح المفتعل بين صفوف ابناء العالم العربي وهذا لا يختلف عليه اثنان، ولم يتوقف عند هذا الحد بل تعدى وسبقه بمسافة ليس من السهل اللحاق به، لأن التكنولوجيا المتقدمة قد فرضت وجودها من اتساع رقعة الخلاف نظرا لما تمتلكه بعض الاقطار العربية تأهلها لان تجبر القطر الاقل حظا ان يكون كما يقول المثل: في الجيب الصغيرة، حيث حاجته الماسة لمن يدعمه لانه يفتقد لمقومات الحياة التي تؤهله لان يكون في صفها، فعمت الفوضى كثيرا وبشكل لا يطاق في بعض الاقطار الاقل حظا، فظهرت الاحزاب والتوجهات والمجموعات باختلاف طوائفها بل وصلت الى توسيع رقعة الخلاف ممن يدعون بان الهدف واحد، لكن الجوهر بعيد كل البعد عن ذلك، خاصة مع امتلاك المقومات العسكرية على صعيد القطر او المجموعة المتطرفة او صاحبة الفكر الراغب لوصول كرسي العرش لسدة حكم تلك القطر، خاصة اذا كانت تلك المجموعة تمتلك الدعم الكامل من اقطار عربية او اسلامية او اصحاب الفكر لدمار تلك الاقطار مثل اللوبي الصهيوني والامبريالية الاميركية، التي دائما تكون جادة في صنع الخلاف بين الحاكم والمحكوم في اي قطر عربي، ويساندها بكل اسف حكام بعض الاقطار المتمكنة لتقديم الدعم لهم، ليضمنوا استمرار الخلاف مع وجود حرب اشبه بالحرب الاهلية داخل القطر، وما يضاعف القلق انه من غير الممكن ان تجد قائد قطر يبحث ويساعد في حل الخلاف بين اي قطرين حكامها متناحرين، بهذا سيلقي ابناء الشعب العربي بكامله سواد النهار وظلمة الليل دون منازع ويعيشون حياة لا يحسدون عليها، المساعدات العسكرية التي تفرض نفسها الان ليست من مصلحة ابن الشعب العربي المغلوب على امره، فصناع القرار هم الذين يأتون به وهم المكلفون بالتوقيع عليه، وما تبقى ينظر دون ان يستطيع ان يفعل شيئا كمن يوضع الطعام امامه ويقول له صاحب الدعوة له: مقسوم لا تأكل وصحيح لا تقسم وبالله عليك لا تخجل كل حتى تشبع فانت في بيتك وبين اهلك وخلانك، منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 حتى الان وكأن الزعامة العربية ليس لها علاقة بفلسطين المغتصبة الا ان تعيش على كاهلها ولصالح اللوبي الصهيوني والامبريالية الامريكية وبعيدا عن مصلحة ابناء القطر الاخر المتلهف ان تمسه همسة امن وامان، لذلك نحن نعيش في غضب عارم، اسأل الله القدير ان يحنن قلوب زعمائنا علينا يا رعاكم الله.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :