أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات من لا يرحم لا يرحم

من لا يرحم لا يرحم

19-03-2015 09:29 AM

حمد الحجاوي
ذكرت سابقا في احدى مقالاتي بأن مشتقات كلمة الرحم نزلت مائتين وثمانية وسبعين مرة في القرآن الكريم حتى يكون الانسان رحيما بكامل البشر بغض النظر عن الديانة او اللون او الجنسية، وبهذا يكون حافظا لنفسه وكرامته ما يصيبه شر او حر يؤذيه في الدنيا او الاخرة، فرسولنا محمد عليه السلام كان حريصا على تطبيق هذا الامر بجميع ما يحتويه، فقد كان يخطب يوم الجمعة وهو متكىء على جذع، فقد جاء اليه عبد مومي وطلب منه عليه السلام ان يبني له منبرا ليخطب فوقه كي يراه الناس، فلبى طلبه باريحية، فبنى للرسول عليه السلام منبرا، فصعد اليه الرسول يوم الجمعة، ومن ثم اصبح هنالك منبرا رئيسا يسمى منبر رسول الله عليه السلام، وبينما كان يجلس بجانب الرسول الصحابي الاقرع بن حابس التميمي، جاء الحسين (حفيد رسول الله) وسلم عليه فقبله، فقال له الاقرع يا محمد: لي اكثر من عشرة ابناء ولم اقبل احدا منهم قط، فطلب الرسول منه ان يكفر عن ذنبه بتقبيل لهم، لذلك من لا يرحم لا يرحم، فالرحمة موزعة لعموم الناس وليست لذويك، بل الرحمة طالبت الشجر والحيوان والنبات والكائنات الحية غير المؤذية، وحرم الله علينا الانتقام وهدانا الى طريق الحق والصواب حتى يحقق الواحد منا ما يرنو اليه في الدنيا والاخرة من طيب ومكسب حلال ومعاملة حسنة، فما بالنا من الاعلاميين المتسلقين الذين يهولون الامر بمئات المرات لتحقيق هدفهم المغرض البعيد عن رضى الله والبشر لانه يغرر في المحتاج والفقير وضعيف النفس وهم متسترون بامور لا يعلمها الا هم ومن وراءهم لينطبق عليهم المثل العامي القائل (يا ما تحت السواهي دواهي) فمثلا قادة الاهل ليعتبرون ان اهم ما جنوه من اوسلوا هو الانتفاضة ولولا اوسلوا لما كانت انتفاضة، وقادة الكيان يعتبرون اوسلو بانها اللبنة الاساسية التي منحتهم حق العيش في فلسطين دون منازع لانها ضمنت لهم وطنا قد اغتصبوه، ورغم هؤلاء الاعلاميين الذين يكتبون لصالح الكيان الصهيوني مما يساعد على ايمان العالم باسره والبعيد عن الواقع بحق الكيان الصهيوني في فلسطين مع هضم حق الفلسطينيين من ارضهم المغتصبة، رغم اغتصاب الارض والمطالبة بحق الشهداء والجرحى والتنكيل بالاهل في الداخل وتشتيت باقي الاهل الى بلاد الشتات التي يعيشون فيها على كف عفريت، فالامر لا يزال في محل نسيان ونكران للحق الفلسطيني، مما ذهب الرحمة عنهم لذلك يجب على قادة الاهل ان يكرسوا اصحاب الاختصاص ليحاسبوا اهل هذا الفكر المنبوذ حتى لو وصل الامر الى رفع قضايا لدى المحاكم المختصة، لازالة هذه الغمامة وايضاح حقنا دون مراوغة او هدم لحقوق الاهل في الداخل او الشتات، كما يتوجب مساندتهم من قبل جميع الاعلاميين العرب وتوجه الاعلام العربي لهذا الامر، بالاضافة الى المعنيين في الجامعة العربية لانهم الاحق بكونهم اصحاب مصلحة بدلا من مطالبة الزعامة الاوروبية حتى لو كانت جادة بمطلبها، وكم يتمنى كل عربي ومسلم ذلك من ان يلتئم الجرح ويشدي عضد الواحد بالاخر ليعود الحق لاصحابه، خاصة لان بين الفترة والاخرى القصيرة يصدر امرا ببناء وحدات مستعمرات جديدة، فقد صدر امر ببناء ستة واربعين مستعمرة شرقي القدس يوم الاربعاء الموافق 11 اذار 2015 ولم يسمع احدا غير الاستنكار والشجب جاريا على عادة قادة الاهل عن ممارستهم القمعية فقد قمعوا مسيرة اهالي قرية النبي صالح شمال شرق رام الله، كما انهم اقاموا مارثون يهودي قوامه خمسة وعشرون الف مشترك، مفاده عدم وجود احتلال وليس هنالك قتل ولا تدمير ولا تشريد ولا مضايقات للاهل، وقدس تسبب باغلاق الطريق عن اماكن العبادة من مساجد وكنائس امام الراغبين بالقيام بواجبهم الديني لارضاء ربهم، كل هذا وغيره بل اقسى نكدا ومرارة يمسون ويصبح عليه الاهل دون ان يلقون من يردعهم وان يوقفهم عند حدهم، فالاهل الذين يعيشون حياة لا يحسدون عليها من محتل ومغتصب مجحف لم يعلمهم الا الصبر والسلوان وزيادة تماسكهم في بعضهم رغم انقسام قادة الاهل الملتصقين بكراسي عروشهم بالاضافة الى زعامة هائمة على وجوههم وبعيدون عن مفهوم الرحمة يارعاكم الله.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :