أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية لقاء الشاهد وزيرة الثقافة ل "الشاهد": نسعى لأن...

وزيرة الثقافة ل "الشاهد": نسعى لأن تكون الثقافة منتج اقتصادي/فيديو

15-02-2022 01:19 PM
الشاهد -

ربى العطار 

تصوير :سند العبادي /علاء البطاط 

 

*نسعى لأن تكون الثقافة منتج اقتصادي، وسنعمل بشكل كبير على الصناعات الثقافية
*استدامة الفعل مهمة للتأكيد على المفردات والقيم في مشروعنا الثقافي
*مؤتمر وزراء الثقافة العرب تميز بالتفاعل الإيجابي وتراكمية الانجاز
*ندعم بشكل مطلق كل فنان وكل حركة فنية جادة في الأردن
*اختيار مدينة اربد كعاصمة للثقافة العربية سيكون حافلاً بالمشاريع المستدامة
*التكنولوجيا جزء من الفعل الثقافي، والجائحة لم توقف وزارة الثقافة عن العمل
*التشاركية مع الجميع هي الاساس ولا يمكن عزل الثقافة عن السلوك
*هناك نقص كبير في القصص التي تخاطب المراهقين كأهم مرحلة لتشكيل الوعي

 

أشادت وزيرة الثقافة الأردنية معالي هيفاء النجار، بمؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي عقد مؤخراً في دبي ضمن فعاليات معرض (اكسبو2020)، واعتبرت أنه تميز بالإيجابية واتسم بعلاقة تراكمية للقاءات السابقة التي كانت مبنية على تفاعل حقيقي مابين وزراء الثقافة العرب، تم خلاله التوافق عن أن اللغة العربية هي وعاء أساسي للفكر ولمشروعنا المستقبلي، وبأن الثقافة منصة تجمعنا على قيم ومفاهيم وبرامج مشتركة للثقافة العربية، مشيرة إلى المؤتمر القادم سيكون في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع المنظمة العربية للثقافة والتربية.


وفي الحوار الذي أجرته الشاهد مع معالي هيفاء النجار، قالت: " اليوم نتحدث عن الثقافة بكل تجلياتها وعن الفنون، الفكر، النشر، المسرح، والصناعات الثقافية، فالثقافة أصبحت جزءا من الثقافة السياحية، لأن السياحة بدون ثقافة تبقى مشروع عابر، فهناك تشاركية بين وزارة الثقافة وكافة الوزارات، وعندما نتحدث عن اللغة وتعميق علاقة الإنسان العربي ولغته الأم نتحدث عن مناهج ووزارات تعمل بهذا الشأن".


وأضافت النجار: " قدمنا خلال مؤتمر وزراء الثقافة العرب ورقة حول اللغة العربية، تضمنت مفاهيمنا الثقافية وبرامج عملنا مستقبلا، وركزنا على التراث وانجازات الوزارة خلال السنوات الماضية، وكيف سنتعاون ونتشارك مع المشروع الثقافي العربي ضمن برامجنا في الأردن، كما تحدثنا عن مدينة اربد كعاصمة للثقافة العربية، وتم توجيه دعوة لكل وزراء الثقافة العرب لزيارة بلدهم الثاني الاردن، للمشاركة في حفل الإعلان عن اختيار إربد عاصمة للثقافة العربية، حيث سيكون وقتها أسابيع ثقافية عربية، ودعوتنا لاقت كل ترحيب، ونعتقد أن الوجود العربي سيكون جميلاً ونوعياً خلال هذه المناسبة".

 

وعن أبرز ملامح الاحتفال بإربد عاصمة للثقافة العربية، قالت وزيرة الثقافة " إن اختيار مدينة اربد هو نجاح للأردن، فالمملكة الاردنية الهاشمية قدمت ملف متكامل حول مدينة اربد، مكنها من الفوز في المنافسة، وهذا الفوز هام جدا وسنأخذ الشعلة من مدينة بيت لحم بفلسطين"
وأضافت، " إن ملف مدينة اربد متنوع وفيه كل مدخلات الفعل الثقافي ليس فقط بتنوعه بل بما يمثله هذا الملف من غنى، كما أنها تمثل مشروع المئوية الأولى من عمر الدولة الأردنية التي حملت على أكتافها عدة حضارات، ونحن في وزارة الثقافة لدينا مشاريع تتصل بالتراث المادي وغير المادي، ونتشارك مع وزارة السياحة في تنظيم فعاليات عاصمة الثقافة العربية، ونحن لا نحتفل فقط بإربد ولكن من خلال اربد سنحتفي بكل الأردن، إربد ستكون في قلب الجميع من خلال مديريات الثقافة والمؤسسات الوطنية الأردنية وكل المجتمع المدني، فعمان سيكون لها دور والطفيلة سيكون لها دور، وما نسعى له ليس فقط مجرد فعل احتفالي ونقلب الصفحة، لكننا سنعمل للاحتفال بمشاريع مستدامة لها أثر اقتصادي، اجتماعي، وانساني وكل ما يتصل باستدامة هذا المشروع الثقافي المُنتج في الشمال الأردني، وسنبدأ العمل في شهر آذار القادم، ولكن الاحتفال والافتتاح الرئيسي سيكون بعد عيد الفطر وتحت الرعاية الملكية السامية ".

 

وأوضحت النجار بأن المشاريع الثقافية والاقتصادية ستستهدف إعادة تأهيل المواقع الأثرية والتراثية مثل منطقة أم قيس، مشيرة إلى اجتماع اللجنة العليا الذي عُقد في مدينة اربد برئاسة دولة رئيس الوزراء ورئيس اللجنة ونائب رئيس اللجنة دولة عبد الرؤوف الروابدة، وبحضور أعضاء اللجنة.
واشادت وزيرة الثقافة بالتمثيل الحقيقي للجنة التي ضمت فنانين، موسيقيين، مفكرين وفلاسفة، معلنة بأنه سيكون هناك نموذج لشراكة كامة مع الشباب الأردني من الجامعات الأردنية والمجتمع المدني ، وسيتم الاحتفاء بكل البيوت التراثية في الشمال الأردني ان شاءالله، وبأن الاحتفالية باربد ستكون بمثابة مشروع نهضوي يشعر كل أردني بأثره.

 


وعن انجازات وزارة الثقافة في سياق الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية العام الماضي، قالت: "انجزنا كثيرا في المئوية الأولى وكل الشكر والتقدير لوزراء الثقافة السابقين الذين أسسوا البنية والمنصة التي بنينا عليها، وكانت الخطوة الأولى هو أثر المنشورات التي تم إصدارها، فمن الضروري أن نعمل من أجل استدامة الفعل من أجل الصمود والتأكيد على المفردات والقيم الأفقية لمشروعنا الثقافي، وأن نعمل بمؤسسية وحوكمة جيدة، وأن نعيد فعل الامتياز والنوعية، لأن هذه قيم بنيت عليها الدولة الأردنية الحديثة، وأن لا نقوم بالعمل شكلياً، فكل ما نقدمه يجب أن يعكس فعل وأثر حقيقي، ومن هنا سنعمل على التقييم المستمر لعملنا".


وأضافت، "ما زال هنا استمرار للعمل وهناك منشورات تحت الطبع، ومعظم المنشورات تم إصدارها لكن العمل مستمر، سننطلق من التقييم والوقوف على النجاحات والبناء عليها، والتوقف عند بعض القضايا التي يجب العمل عليها، فرحلة الانجاز مستمرة بالمتابعة والتقييم المستمر مع مراعاة التطوير والتجديد، وسيكون من ضمن الاصدارات القادمة منشورات هامة جدا تؤرخ وتوثق للقصص الأردنية الجميلة، فالسردية الاردنية يجب أن تقدم بشكل علمي عقلاني تاريخي، ودورنا اليوم أن نقدم لأطفالنا وشبابنا القصة الأردنية التي سيكملوها".


وأكدت معالي هيفاء النجار على أن دور وزارة الثقافة في تحقيق التوافق مع كافة العاملين وكافة المواطنين للتأكيد المفردات الثقافية واطلاق كل ما يتصل بابداعات الثقافة بكل تجلياتها، وقالت: "عندما نتحدث عن ثقافة نتحدث عن عقلانية وعن منهجية علمية وتفكير نقدي، و أفعال مستدامة، وبدون وجود حاكمية وحوكمة سيكون مجرد مشروع وينتهي، لذلك لا بد من العمل المؤسسي ومشاريع مستدامة، ولا بد أن نتوافق على مفرداتنا الثقافية، التعددية، التنوع، والمنهجية علمية، ولن يتقدم مشروعنا الثقافي دون فعل ابداعي، فالابداع والابتكار اليوم، جزء رئيس من الفعل الثقافي الأردني والصناعات الثقافية ، ولنا انجاز كبير في مشاريع التراث غير المادي ونريد أن نبني على المنجز ، كما أن التراث غير المادي ممكن أن يتحول إلى مدخل رئيسي من مدخلات الانتاج القومي، لذلك نحن نسعى لأن تكون الثقافة منتج اقتصادي، وسنعمل بشكل كبير على الصناعات الثقافية التي تعمل على تنمية المجتمعات المحلية، وعندما نتحدث عن مجتمع منتج نحن نتحدث عن نساء منتجات بالأغوار نتحدث عن فعل ثقافي بالأغوار الشمالية وفي الطفيلة والكرك، وعن السياحة الثقافية وعن فعل تراثي تراكمي، وهنا نعمال بتشاركية مع وزارة الشباب لدعم الشباب المبدعين بكافة مواقعهم، كما أن الإبداع يأتي من قوانين وسياسات وأنظمة تساهم في تحقيق المزيد من الإبداع الأردني" .


وتحدثت وزيرة الثقافة عن الزيارات التي قامت بها للقامات الفنية الأردنية أمثال الفنانة سلوى العاص، والممثل ربيع شهاب والمسرحي هشام يانس، وأكدت على أن هذه الزيارات ليست شكلية وإنما هي بمثابة تعبير عن تقديم التقدير والاحترام لرواد الفن الأردني، وعلقت على ذلك "سلوى العاص فنانة عظيمة وتسلمنا منها كتاب له قيمة عالية وسنعمل على إعادة طباعة هذا الكتاب الموسيقي الذي يحمل الكثير من الأغاني التراثية الأردنية، وستكون حاضرة معنا في احتفالية إربد وندعو لها بالصحة والسلامة، أما هشام يانس فهو من المسرحيين المهميين ومن القامات الهامة في الكوميديا الأردنية بالاضافة أنه يعمل بجدية، وزيارة الفنان ربيع شهاب، هي رسالة رمزية للتأكيد على هدفنا في إعادة الألق للدراما الأردنية"، واضافت: "هناك أفكار كثيرة سنعمل على تجديدها مع كافة العاملين في الدراما الأردنية، ونعمل على تجديد الثقة بالفن الأردني، وهناك مزيد من الزيارات منها ترتيب لزيارة الشاعر العظيم معالي حيدر محمود، والعديد من الفنانيين والموسيقيين والشعراء في كافة مواقعهم، ونحن على تواصل شبه دائم ويومي معهم ، والوزارة تعمل وتنسق مع جميع الذين يعملون من أجل الفعل الثقافي والابداعات الأردنية ومنفتحين على الجميع، وتواصلنا ليس فقط في عمان، فلدينا زيارة قريبة من معان وزيارة أخرى للرويشد والأغوار الشمالية، وسنكون موجودين كوزارة ثقافة في كل الأردن".

 


وعن التعاون مع نقابة الفنانيين، فقد أكدت وزيرة الثقافة على أن الوزارة تتعاون مع كل الاتحادات والروابط، ومع نقابة الفنانين بشكل كامل، وبأن الوزارة تعمل مع مشروعهم بشكل جاد، لأن الفنان الأردني يمثل الأردن، وقالت النجار: "نحن نتشارك في واقع صعب، فالجائحة أثرت على الوضع الاقتصادي وعلى الفعل الثقافي في الأردن، ويجب دعم الفنان الأردني والدراما الاردنية التي كانت موجودة على كل المحطات التلفزيونية العربية" واضافت: "هناك منافسة قوية، فالدراما التركية دخلت على الخط مع امكانيات هائلة، لكن بامكاننا أن ننافس فنحن مبدعين وهناك أفكار كثيرة يجب أن نتبناها من أجل دعم إعادة الألق للفنان الأردني، ولا أدعي أن الطريق سهل وأن هناك حلول سحرية، لكن هناك تفاعل جاد من أجل ايجاد حلول، ونحن نبحث بالشراكة مع النقابة عن مقترحات للنهوض، وجاهزون لحمل هذه المقترحات إلى أعلى المستويات، مؤكدين على دعمنا المطلق لكل فنان ولكل حركة فنية جادة في الأردن" .



وبينت النجار أن الموازنة الأردنية تعاني في ظل التحديات التي تعاني منها المملكة، وموازنة وزارة الثقافة محدودة، وتحتاج لأضعاف أضعاف من الموازنة المقررة، مؤكدة أن هذا لن  يوقف الوزارة عن العمل، وقالت " نحن نعي تماما محدودية الموازنة الأردنية ونعي التحديات الاقتصادية، فبدل ان نغوص ونسجن أنفسنا بمحدودية الموازنة سنعمل على أن نقدم برامج نوعية مبدعة باقل التكاليف، ونحن نعي تماما أن القليل قد لاينتج شيئا، ولكننا سنعمل على التشبيك مع مؤسسات داعمة وسنعمل على أن يكون الفعل الثقافي الاردني غير ثقيل على كاهل ميزانية الدولة الاردنية، مع هذا أرى إذا قدمنا وصار هذا الفعل الثقافي له انعكاسات على المشهد جددنا الثقة، و أصبح هناك مزيد من الايجابية عند الناس، وهناك فعل ثقافي موجود في كل المناطق الأردنية، بتعاون من المؤسسات الداعمة "، واضافت: "هناك مؤسسات إذا رأت انتاجاً على أرض الواقع فإنها ستدعم برامجنا ضمن أجندتنا وضمن ما نراه بما يتلاءم مع الرؤية الوطنية الاردنية ولن نسمح لأي أحد بأن يدعمنا مقابل فرض أجندته علينا".
وأوضحت النجار بأن الاردن جزء من المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي، ويمكن أن تقدم الكثير دون تشكيل عبء على الموازنة، وذلك من خلال البحث عن بدائل أفضل للواقع.



وعن أثر جائحة كورونا على برامج وزارة الثقافة ، أكدت النجار أن الوزارة لم تتوقف برامجها، بالرغم من تعليق بعض البرامج في المركز الثقافي الملكي والتجمعات والزيارات الثقافية لكن الوزارة أطلقت العنان لابداعاتها فأسست منصة موهبتي ونجحت أن تجمع شباب مبدعين من كافة أنحاء المملكة، وأطلقت الوزارة كتبا تحتفل بابداعات الشباب والفنانين، وكان هناك لقاءات مع أطفال من كافة المناطق، وأضافت : "الجائحة لم توقف وزارة الثقافة عن العمل، لكن الوزارة استغلت فرصة اللقاءات وفكرة المنصة الالكترونية، وعززت من قدرتنا على التواصل الكترونيا مع العالم وعلينا أن نستمر باستغلال هذه المنصات الالكترونية، فالتكنولوجيا جزء من الفعل الثقافي، وأطلقنا مبادرة فن للجميع، ولا أعتقد أن شيئاً يمكن أن يوقف الفعل الثقافي الأردني، والبرامج ذات الاولوية مستمرة، فكل تحدي أمامه فرصة" .

 


أما بخصوص دعم وزارة الثقافة للأطفال المبدعين، أوضحت النجار: " كل طفل مبدع، فهو باحث وموسيقي وفنان، وكل طفل منذ ولادته وبداية تشكيله هو مشروع ابداع سواء ابداع علمي فكري فني موسيقي، ونحن كوزارة نعمل من أجل أطفال الاردن المبدعين، ونعتبر أن كل طفل هو عبارة عن مشروع ابداع، وسنطلق حملة (نحن نحب القراءة) بالتشارك مع مؤسسة مجتمع مدني، وهذه الحملة ستصل إلى كافة أبناء واطفال الأردن في كافة أنحاء الأردن، وسندعم مكتبة الأسرة الأردنية بمافيها كتب الاطفال".


ووجهت وزيرة الثقافة دعوتها لكل كتاب قصص الاطفال ليتقدموا بقصص للأطفال بكافة مراحلهم العمرية، على أن تراعي هذه القصص المرحلة وتكون ملائمة وبلغة رائعة وجميلة، كما دعت الرسامين لتوجيه ابداعهم على تلك القصص، مؤكدة جاهزية وزارة الثقافة للتشارك مع الجميع لنشر كل ما أمكن من القصص المصورة لجميع المراحل العمرية، في ظل النقص الكبير للقصص التي تخاطب مرحلة المراهقين في المرحلة الإعدادية التي تعتبر مرحلة تشكيل الوعي.


وختمت معالي هيفاء النجار حوارها مع الشاهد، بالتأكيد على ضرورة التشارك لنشر الثقافة المرتبطة بالسلوك، فالمثقف يجب أن يترجم ثقافته لسلوك ايجابي يساهم في تحقيق الصورة المشرقة للثقافة وقيمها.

 





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :