أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات هل يستطيع الرئيس منصورهادي اعادة ترتيب...

هل يستطيع الرئيس منصورهادي اعادة ترتيب البيت اليمني؟

07-03-2015 12:52 PM

بقلم : عبدالله محمد القاق
في الوقت الذي بدأت السفارات الخليجية تعيد فتح سفاراتها بعد نقلها من صنعاء الى عدن اخذ الحوثيون يرتبكون في قراراتهم واجراءاتهم خاصة بعد ان اكدت الامم المتحدة دعمها للرئيس منصور ورفضها انقلاب الحوثيين وهذا ما دعا الرئيس اليمني الى لقاء الاحزاب الوطنية اليمنية ودراسة الاوضاع اليمنية بشكل رئيس لتحقيق المصالحة الوطنية فالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فر إلى العاصمة الجنوبية عدن بعد مكوثه فترة في الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون عقب تقديمه لاستقالته التي فاجأتهم فيما يبدو بعد أن كان واضحا استسلامه "للأمر الواقع" أو تورطه في حدوثه لسبب ما... فرار هادي أربك الحوثيين بقدر ما أربك حلفاؤهم في الخارج بإيران وفي الداخل والمقصود بهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وأنصاره في المؤتمر الوطني..لا شك أن انتفاضة هادي المفاجئة تخفي وراءها الكثير فهو كان يبدو عليه الاستسلام التام للحوثيين على نحو أثار الجدل فقد تركهم يقتربون من العاصمة صنعاء خطوة خطوة وهو يكتفي بالمشاهدة رغم تحذيرات القوى السياسية المختلفة, بل إن دلائل كثيرة أظهرت تعاطف عدد من قيادات الجيش مع الحوثيين دون أن يحرك الرجل ساكنا وكأنه في غيبوبة تامة حتى أنهم سيطروا على العاصمة واحتلوا الوزارات السيادية وهو ما زال يفكر في الحوار ويتناقش معهم حول كيفية الخروج الهادئ من الأزمة!... ان هادي أحد مكونات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حتى هذه اللحظة وهو أمر عجيب في الحقيقة أن يرضخ الثوار لهذا الحل الأعرج الذي يضع رجلا في سدة الحكم كان نائبا وعضوا بارزا في حزب الرئيس المخلوع والذي اطاحت به الثورة.. فكيف تصل الثورة إلى أهدافها إذن وتسلم من الحيل والتآمر؟! ..هادي منذ اللحظة الأولى أظهر نوعا من الانحياز للثورة ولكنه انحياز فاتر ومشوب بالكثير من علامات الاستفهام التي بدأت تتكشف رويدا رويدا وظهر أن الرجل كل همه أن يطيح بغريمه صالح تماما من الحزب ومن مراكز القوى في الدولة ليس لمصلحة الثورة ولكن لمصلحته هو شخصيا؛ لذا حاول أن يفتح طريقا مع الحوثيين وترك لهم الحبل على الغارب ولكنه فوجئ أنهم يخططون من وراء ظهره مع غريمه صالح الذي كان ما زال يتمتع بنفوذ واسع في الجيش... خيانة الحوثيين لهادي الذي كان راضيا أن يكون رئيسا شرفيا ويترك القوة في أيدي الحوثيين كما هو حادث في لبنان مع حزب الله, كانت السبب الرئيسي وراء الاستقالة والفرار...في نفس الوقت ظن هادي لوهلة أنه قد يفلح في الاستفادة من قوة الحوثيين في الخلاص من مسلحي القاعدة الذين شكلوا شوكة في جنب صالح وهو ما يزيد من رصيده عند الغرب وبعد ذلك يصل لتفاهم مع الحوثيين يتيح له فرصة البقاء في منصبه ولكن الرياح لا تأتي بما تشتهيه السفن.. إن الخيارات المتاحة الآن أمام هادي لا تخلو من مغامرة لأن الحوثيين سيطروا على قواعد عسكرية كثيرة واستولوا على أسلحة متنوعة وبالتالي لن يقبلوا الاستسلام لفكرة الحوار من جديد وهم يشعرون بقوتهم, خصوصا أن الغرب لا يبدو متحمسا للتدخل الفعلي ويكتفي بالتأييد النظري لهادي وبهذا الشكل فالبلاد مقدمة على حرب أهلية طاحنة بين الشمال والجنوب وهي حرب إذا دارت رحاها قد تدمر البلاد وتقضي على أي فرص قادمة للوحدة خصوصا أن غالبية قبائل الجنوب غير مرتاحة للوحدة مع الشمال وستكون هي الداعم الرئيسي لأي حرب قادمة مع الحوثيين وبالتالي ستضغط من موقع القوة لتكريس الانفصال...لقد تأخرت جميع القوى الإقليمية والدولية ـ فيما عدا إيران ـ كثيرا في أداء دور فعال في الأزمة حتى أصبحت اليمن قاب قوسين أو أدني من التقسيم أو الانهيار ان ايران يجب ان تلعب دورا مهما في سبيل استقرار اليمن ووضع حد لتدخلها في شؤون اليمن لكي يعم الامن والاستقرار اليمن . رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية – abdqaq@orange.jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :