أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات وصفي حكاية جدلية لا تنتهي

وصفي حكاية جدلية لا تنتهي

28-11-2021 09:32 AM
 د.سامي علي العموش

وصفي حكاية جدلية يختلف ويتفق فيها الناس، ولكن القاسم الذي لا يقبل النقاش؛ بأنه قوميٌ عُروبيٌ حتى النخاع؛ فارسٌ عنيدٌ جمع معالم التاريخ، فهو يشتم عبق النهرين وفصاحة والده عرار وهذا ما جعل العند قاتلاً في شخصه، ولنا في التاريخ شواهد؛ فهو تربى في مدرسة كبيرة يشتم منها العبق وعزة النفس، فهذه البساطة التي تمده بالقوة في تاريخه العريق، فهو رجل بلا أجندة خاصة ولا ملفات لديه إلا أجندة الوطن، فهكذا كان وسيبقى وصفي.
ولعل الجيل الذي عايش وصفي لديه الحكم الأقوى والأكثر عدالة، فهو محب لوطنه فدائيٌ في الدفاع عن القضية الفلسطينية وكثيراً ما تجنى عليه كثيرون، ولكن وصفي كان الأقرب للأرض والوطن والشعب، فعندما نذكر وصفي نشعر بشموخ عالي وبريح قوية نحو الحياة، فوصفي المزارع الذي يحرث الأرض بيده وكثيراً ما كان يزوره الزوار وهو يحرث وهنا نجد حبه للأرض وحبات التراب التي دفع ثمنها دماً، وليس عجيباً هذا الإرث الكبير الذي خلده الراحل في نفوس الأردنيين كباراً وصغاراً وفي مختلف المراحل عندما يجمعون على شخص يشكل احتراماً لدى كل الفئات، فهو ميدانيٌ في التعامل مع الأحداث، بابه مفتوح لكل صاحب حاجة، وعندما يذكر وصفي تصمت الكلمات؛ فالكلمات لا تستطيع البوح في أسرار القلوب، وعندما نطالع هذا الشخص نجده متميزاً قوياً ببساطته؛ لا يستطيع كل من حوله الوصول إلى شخصه من حيث: الكفاءة والاقتدار، حتى أنه شكل لغزاً لكل الرؤساء من بعده؛ فكثيرٌ منهم كان يقول: لماذا المقارنة مع وصفي؟ والحقيقةُ أننا نظلم وصفي عندما نقارن هؤلاء بهذا الشامخ.
إن هذه الجدلية الدائمة والمستمرة في الحديث عن هذا الرمز تؤكد بأن هذا الرمز لا زال عائشاً بداخلنا ننظر اليه ونشتم منه حب الوطن، وأن الدماء تكون رخيصة حيث يكون الوطن، فوصفي الحكاية التي تدرس وتتناقلها الأجيال بنفس العبق ونفس القوة، وإذا أشرت إلى نظافة أو عدالة أو صناعة القرار؛ فتشير البوصلة إلى وصفي، فرحم الله شهيد الوطن والعبق الدائم، وهنيئاً لحبات التراب التي احتضنت دماء وصفي، والتي تسكن في كل بيت، إننا عندما ننظر إلى أي مسؤول في الأردن فيكون المقياس وصفي، فهل أنجبت هذه الولّادة شخصاً بحجم وصفي ؟

 

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :