أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات (ليس من الخيال )

(ليس من الخيال )

12-09-2012 12:32 PM

(ليس من الخيال )

النقابي : ابراهيم حسين القيسي


اكثر ما يقلقنا نحن متلقي تعليمات و أوامر المسؤولين ورغباتهم وتوجيهاتهم باسم الدولة هو هذا الفلتان الامني ، الذي بدأت مؤشراته من خلال انتشار العصابات التي تمارس السرقة والابتزاز وترويع الناس سرا وفي وضح النهار ، ويزداد القلق مع هذا العنف المجتمعي الذي ينشب لاتفه الاسباب ويتدحرج وينزلق بأقصى سرعة باتجاه تخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة ، بل ان الامر وصل في بعض الحالات الى مهاجمة المراكز الامنية الحساسة التي كان مجرد ذكرها في السابق يسبب القلق والترقب للكثيرين ، في هذا المقام لا اسرد احداثا تناقلتها وسائل الاعلام بل انا شاهد عيان وصاحب تجربة شخصية شاهدت من خلالها ما يثير الرعب وما يدعو لدق ناقوس الخطر بكل قوة ، فقد كنت قد اكتويت بلوعة سرقة مركبتي قبل عام ونيف من امام بيتي ومساومتي عليها من قبل السارقين بعد يوم من سرقتها مقابل بضعة آلاف ، لكنني كنت قد اقسمت ان لا اخضع للابتزاز وقد استطعت ان اعيد مركبتي بجهد شخصي كاد ان يكلفني حياتي , اخر هذه التجارب كانت قبل ايام عندما رافقت احد الاصدقاء العزيزين من اجل استرداد مركبته بعد مفاوضات من قبل ذلك الصديق مع افراد احدى العصابات المتخصصة في سرقة المركبات اقول ذلك لأنه اصبح لدى اغلب الناس قناعة ان اسلم الطرق لاسترداد المسروق هو الدفع و اطباق الفم , جاء ذلك نتيجة لتجارب اصحاب المركبات والاشياء المسروقة مع الجهات المختصة , حيث ظهر ان اجراءاتهم غير كافية بل انها في كثير من الاحيان غير مقنعة , المهم اننا كنا ثلاثة حيث توجهنا الى المكان الذي حدده اللصوص لنجد انفسنا في منطقة نائية صعبة التضاريس اختيرت بعناية فائقة ومهنية عالية ، فجأة وجدنا انفسنا امام اربعة اشخاص ملثمين يحملون رشاشات حربية اتوماتيكية ومعهم سيارة مسروقة اخرى من اجل التنقل ، اشار لنا احدهم عن بعد بأن يترجل من بحوزته المبلغ ويتجه نحوهم بعد ان اظهر لنا السيارة المسروقة من خلف احدى التلال القريبة والبنادق مصوبه الى صدورنا ، انزلنا صديقنا الثالث الذي قام بتسليم المبلغ وتسلم السيارة المسروقة وودع الشباب وشكرهم على وفائهم والتزامهم بكلمة الشرف ، ثم عدنا سالمين غير غانمين سوى اليأس والاحباط من هذا الحال الذي وصلنا اليه ، ونحن الذين ما زلنا نحمد الله في كل مناسبة عامة وخاصة على نعمة الامن والامان التي اصبحنا نفقدها شيئا فشيئا فهل وصل البلاغ .

ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :