أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات معاً لتقاعد نيابي أفضل

معاً لتقاعد نيابي أفضل

17-09-2014 12:10 PM



معاً لتقاعد نيابي أفضل
بقلم: معاذ أبوعنزة
عزيزي المواطن للتذكير فقط .. إذا رأيت بنفسك من الشرفة أو سمعت من زملائك في العمل أو شاهدت على وسائل الإعلام المختلفة سواءً على الصعيد المحلي أو العربي أو العالمي والمواقع الإلكترونية الإخبارية وصولاً إلى مواقع التواصل الإجتماعي نائباً نائماً تحت قبة البرلمان فاعلم أنك بالأردن. وإذا رأيت نائباً يمارس مواهبه بالرسم في جلسة قد تعادل أهميتها أهمية جلسة طرح الثقة بالحكومة فاعلم أنك بالأردن، وإذا رأيت على شاشات التلفاز العالمية حتى الصينيةِ منها نائباً يُشهر سلاحاً نارياً أثناء مقابلةٍ تلفزيونية فاعلم أنك بالأردن. وإذا شاهدت نائباً مشوحاً بسلاحه تحت قبة البرلمان التي هي بالأصل للتشريع والرقابة فاعلم أنك بالأردن، وإذا رأيت صورةً يتداولها المواطن لسيارة أحد أعضاء مجلس النواب تقف هنا أو هناك في أماكنٍ غير لائقة فاعلم أنك بالأردن، وإذا رأيت تحت القبة اشتباكاً بالأيدي يرافقه تراشقٌ للأحذية بحجة الديمقراطية وبأن ما يحدث هنا يحدث بكل مجالس العالم فاعلم أنك بالأردن. وإذا رأيت نائباً كان بالأصلِ تاجراً أو سمساراً أو مقاولاً ساعياً لنمرةٍ حمراء باحثاً عن وضعٍ إجتماعي وبهرجة إعلامية عابثاً بمشاعر مواطن كادحا أرهقته التزامات الحياة يبحث عن لقمة عيش غدت صعبة المنال فاعلم أنك بالأردن، وإذا تناسى نواب الأمة قضايا الفساد ومقدرات الوطن المهدورة من فوسفاتٍ وغيره الكثير وأهملوا الوضع الإقتصادي المتردي وفقر المواطن المُدقع وبحثوا عن جواز سفرٍ دبلوماسيٍ مدى الحياة وتقاعدٍ يُطعم ويُوظف المئات فاعلم انك بالأردن. وإذا أغفل النائب دور متقاعدٍ عسكري فنى عمره في خدمة الوطن والذي إختلط وامتزج تراب الواجب بوجبة غدائه وأصبح ملحاً لها لا يطيب طعامه وزاده الا به ورأيت مربياً للأجيال مُبعداً بعد سنين من تعب وجهد خالط فطورهُ طباشير اللوح أطرب أهل بيته سعالاً وأصابته أزمة من الربوِ تلازمه ولا تفارقه فاعلم أنك بالأردن. هناك قلةٌ من أعضاء مجلس النواب تُرفع لهم القبعات إحتراماً وتقديراً على مواقفهم النبيلة وحرصهم ووقوفهم مع المواطن المُتعب دافع الضريبة الذي أرهقته ظروف الحياة من فقر وبطالة ومحسوبية جنباً الى جنب لكن على ما يبدو أن الكثرة تغلب الشجاعة.
أستذكر بعد كتابة المقال الذي وعلى الأغلب سيبقى للأسف حبراً على ورق قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيـاً
ولكن لا حياة لمـن تنـادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ
(حزينٌ عليك يا وطني)





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :