أخر الأخبار

يا خسارة! ..

04-09-2014 09:33 AM

محمود كريشان
يواصل الغناء الهابط انتشاره في الشارع الاردني، حاملا معه فيروس الكلمات النشاز التي تفتقد لادنى قواعد الذوق، بما تعج من عبارات ومفردات مبتذلة تلوّث اذن المواطن سواء في الشارع ووسائل المواصلات والاذاعات والقنوات الفضائية وصولا الى المدارس، دون مراعاة خطورة ذلك على النشء الجديد، الذي اصبح متأثرا بذلك «الخراب الغنائي» ان جاز التعبير!..
نشعر بمرارة وغصة في الحلق كلها حزن وأسى، ونحن نستذكر ذات زمن مضى كيف كانت الاغنية المحلية بمثابة «نشيد الاردن الوطني»، بل وكانت حكاية جيل جعل من الاغنية حكاية عشق متسربلة، بالفصحى والجيش والجغرافيا والعسكر، ممتدة من مقاطع حماسية مؤثرة من رائعة «تخسى يا كوبان ما انت ولف الي.. ولفي شاري الموت لابس عسكري».. وقس على ذلك ما كان يحتويه الزمن الجميل من غناء قشيب ومؤثر ايضا..
فهل منا من ينسى موال «يا سلامة» عندما امتزج وتر ربابة «عبده موسى» بصوته الجهور، وقد كان الغناء مرتبطا بالاعلام والسياسة في منتصف الستينيات والسبعينيات بل وفي الثمانينيات من القرن الفائت.. في زمن كان الوطن فيه..غناء وحبا.. وعسكر.. بل كان الصوت القشيب.. هوية اردنية تعانق الفضاء بأجنحة قوية.
ندهش في ايامنا هذه ونحن نرى الأغنية الأردنية تصل الى هذا الحد من الركاكة لدرجة تجذر ظاهرة فنية رديئة مثل الغناء الهابط الذي يبدأ بالقرصنة على الموروثات الشعبية للدرجة التي جعلت هذا النمط الغنائي الغريب ينتشر كظاهرة اصبحت تتعمق في الاردن مستندة الى الضجر الذي بات يعاني منه المواطن في كل اموره الحياتية الجادة، ويقبل أن تتوسع دائرة «الاغاني» الشعبية القائمة اساساً على جملة موسيقية واحدة، ويمكن له في زمن الانكسارات المتتالية أن يطرد اصواتاً غنائية حقيقية كانت تدشن العمل الوطني والسياسي باجمل القصائد والالحان.
ايضا.. كيف لنا ان نتصور «طقطقة العظام» ولتكون مقارنة ظالمة ومستحيلة حينما كانت «فيروز» تقف على خشبة المسرح الثقافي الملكي بتلك الأنفة التي تذكرك بنساء ملأن التاريخ حضوراً، كنا نذهب معها في حبنا للاردن وهي تشدو لها «بحجم بعض الورد الا انه» يوم عز الحب، او حينما تدغدغ اسماعنا بصوتها الشدي وهي تبشرنا بمحبة عمان في القلب!..





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :