أخر الأخبار

سكين الارهاب

04-09-2014 09:12 AM

نبيل شقير
مراهقة الغرب التي استباح من خلالها العراق وليبيا ونظر اليها المجتمع الدولي باعجاب واراد ان يكررها بنفس السيناريو في سوريا، جرت المنطقة الى كارثة كبيرة تتوضح معالمها الان بعد ان اطلقت سكين الارهاب المسمومة لتقطيع انسجة واوصال المنطقة والأمة، اليوم تتجه هذه السكين المسلطة لتمزيق الانسجة الاجتماعية على وجه التحديد هو سيناريو يتكرر مع اختلاف المكان والزمان وتشابه طقوس الارهاب، وفي ظل تسلل السكين المسمومة لا يمكن التنبؤ بحدوث انفراج قريب وسريع علي مسرح احداث المنطقة في ضوء الهجمة الارهابية الكبيرة التي تتعرض لها، فالارهاب يتحشد على جبهات مختلفة ويظهر اكثر وضوحا في العراق وسوريا من خلال ما يحدثه تنظيم (داعش) الارهابي من تمزيق لخارطة المنطقة وخاصة العربية واستباحة كل شيء في طريقه، وفي العراق وسوريا ولبنان اخيرا تلعب التنظيمات الارهابية على مختلف مشاربها على تفتيت بنية المجتمع ونسيجه الاجتماعي واسباغ الصبغة الطائفية على مشهد الاحداث بشكل فتنة محسوبة ومدروسة لتعزز قوة سكين التقسيم التي يشحذها الغرب وفي مقدمتهم امريكا تحت عناوين مختلفة لا تخدم سوى مصالحهم ومصالح المتطرفين الذين تقوى شوكتهم كلما هبت رياح التقسيم على المنطقة، وفي لييبا ايضا تمزق التنظيمات المتطرفة ذات الفكر القاعدي الارهابي خارطة ليبيا ويبدو ان البلد مقبل على مرحلة اكثر خطورة في ظل التناحر الداخلي والفوضى التي تعصف به بعد غزو الناتو وتغييره مجريات الاحداث على الارض لصالح الميليشيات المسلحة التي تعتنق الفكر (الجهادي)، وهذا ادى لتغذية الصراع القبلي في مشهد خطير يضع مصير النسيج الاجتماعي الليبي بأسره على المحك، المشهد في مصر وتونس وحاليا لبنان ليس افضل، فالارهاب يحدق بهذه الدول من كل حدب وصوب ويطل برأسه من سينا في مصر بقوة وفي تونس يكشر عن انيابه، وبين الفينة والاخرى يضرب الارهاب في الداخل المصري والتونسي محاولا تمزيق بنية المجتمع شاهرا السكينة المسمومة مهددا المنطقة والامة بكل وسائل الارهاب ومنها القتل والذبح وفرض الخلافة الرجعية المتخلفة بحد السيف والسكين مما يعيد الامة عشرات القرون للوراء مع نشر الفتنة وتعزيزها بكل الوانها حتى لو مع الذي يحضن الارهاب ويسلحه ويموله، مما يتطلب عملا عربيا موحدا لمواجهة الارهاب التكفيري وها هو يمتد الى بريطانيا كما انه كان له اعمال تخريبية وارهابية في كل من فرنسا والمانيا واسبانيا وكلهم في اوروبا وقبل ذلك كان في افريقيا ولهم هناك نشاط اسمه بوكوحرام. وسابقا وضع بصماته في نفس امريكا التي صنعته وليس فقط في العراق وسوريا وتونس ومصر واليمن الذي يعاني من جراحه اليومية، ولذلك يجب اخذ الحذر والحيطة من هذه السكين المسمومة في كل انحاء العالم بدون تحديد ومنها لبنان ومع الاسف ان بصفوف الارهاب شبانا وفتيات غرروا بهم للجهاد من كل تلك الدول التي ذكرت سابقا والذين لا تعرف لغاية الان لماذا يقاتلون وفي سبيل من ولماذا.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :