أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات في ذكرى جريمة احراق المسجد الاقصى

في ذكرى جريمة احراق المسجد الاقصى

28-08-2014 10:35 AM


عبدالله محمد القاق
في الحادي والعشرين من الشهر الجاري مرت ذكرى جريمة احراق المسجد الاقصى المبارك هذه الذكرى الاليمة التي تثير فينا المرارة والالم جراء ما يمر به الفلسطينيون من عمليات قتل وتشريد وتنكيل وهدم البيوت والبنى التحتية في ظل صمت عربي ودولي.
تجيء هذه الذكرى الخامسة والاربعين لتؤكد تصميم اليهود من خلال ممارساتهم القمعية البشعة على اقتلاع الوجود العربي في فلسطين ولتكرس الهدف الاستعماري التوسعي الذي اعلنته الحركة الصهيونية العالمية عندما انشئت وهو (اقامة دولة اسرائيل) الكبرى من الفرات الى النيل وهذا يعني انتزاع الارض من اصحابها وتفريغها ومحو هويتها وتاريخها وزرع شعب آخر واكساب الوجود العدواني صفة الشرعية بدعم من الولايات المتحدة.
وقد عقدت عدة ندوات ومؤتمرات عربية ودولية لبحث مسألة القدس الشريف والتي تعتبر لب الصراع للقضية الفلسطينية المركزية وانه لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط دون ممارسة السيادة الفلسطينية على القدس خاصة وانها مدينة عربية فلسطينية وانها جزء لا يتجزأ من الاراضي العربية المحتلة في عام 1967 وطالب المؤتمرون الولايات المتحدة باعتبارها راعي السلام بتحمل مسؤولياتها وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني كونها ترفض ذلك وتبدي اهتماما بما تقوم به القوات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتكيل الامور في المنطقة بمكيالين وطالبوا ايضا باجراء تحقيق دولي شامل حول جرائم اسرائيل واستمرار اعمالها التهويدية التي تخالف القرارات الدولية 242 و 338 و 487 الصادرة عن مجلس الامن الدولي وتطبيق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بحق اسرائىل لارغامها على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
وكان اسم المسجد الاقصى يطلق على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت اهمها قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبدالملك بن مروان عام 72 هجري وتعد من اعظم الاثار الاسلامية اما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم.
والواقع ان اليهود بدأوا الاعداد لاحتلال فلسطين والقدس منذ زمن طويل فعلى مستوى المؤتمرات كان اول مؤتمر صهيوني وهو مؤتمر بازل وفيه تقرر انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين والقضية هي اصلا قضية فلسطين والتي قزمت لتصبح قضية الضفة الغربية ثم القدس ويمكن ان تقزم الى المسجد الاقصى.
فالقضية قضية دينية وقضية امة وعقيدة وقضية ارض ففي مؤتمر بازل اتخذ قراران هامان الاول انشاء دولة اسرائيل في فلسطين بعد خمسين عاما والقرار الثاني اعلان اسرائيل الكبرى في غضون 100 عام.
وكان نتنياهو في عام 1997 يريد ان يصل الى انشاء اسرائيل الكبرى ولم يستطع طبعا وساعدت بريطانيا الصهيونية في تنفيذ مخططاتها والان تساعدها امريكا فهي دائما تسعى الى اقوى دولة في العالم لدعمها واجراءات التهويد تمت حيث تم في عام 1948 تهويد 78% من فلسطين واستكملوا عملية التهويد في عام 1967 لكامل فلسطين.
والتهويد هو تهويد الارض والسكان والعمران وكل ذلك تم وفق نظرية زائفة باطلة ادعتها الصهيونية العالمية لاقناع يهود العالم بالهجرة الى الارض المقدسة على اعتبار ان هذا المنطق يقنع اليهود بالهجرة.
وكان هناك مناطق معروضة عليهم من مختلف بقاع العالم ولكنهم رفضوا الهجرة الا لفلسطين لان فيها القدس وادعوا ان الهيكل موجود في القدس وقد قاموا بأكثر من 55 حفرية اثرية ولم يجدوا اي آثار للهيكل ومع ذلك ما زالوا يحاولون تسخير علم الآثار لخدمة معتقداتهم منذ القدم ولغاية الان حتى انهم عندما يرون احجارا كبيرة يدعون انها من آثار الهيكل مع ان هذه الاحجار هي آثار يبوسية او عربية وهي آثار عربية موجودة في معظم مناطق المدينة المقدسة وفلسطين وهي من بناء العرب اليبوسيين.
واليهود عبر تاريخهم لم يكونوا بنائين مثل العرب.
وهناك روايات مختلفة حول الخشب المستعمل او الحجارة المستعملة للهيكل حيث ان هناك رواية تقول ان الارض التي يوجد بها الهيكل يوجد بها ماء وفي المدينة المقدسة لا توجد اي عين ماء ولا ادري لماذا يصر اليهود على بناء هيكلهم في الاقصى.
وهذا يدل على ان الصراع عقائدي وهناك روايات كثيرة في التاريخ الاسلامي وزمن الرسول على عدم الثقة في اليهود ومحاولاتهم الاساءة الى الرسول.
ويبلغ طول المسجد الاقصى من الداخل ثمانين مترا وعرضه خمسة وخمسين مترا وفي المسجد سبعة اروقة وفي صدر المسجد القبة وللمسجد احد عشر بابا سبعة منها في الشمال وواحد في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب. وما زال اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يرزح تحت الاحتلال وهو احد اهم اهداف الصهاينة العبث بالتراث الحضاري الاسلامي حيث دأبوا على اقتحام ساحة الاقصى المبارك والرقص والغناء واقامة الحفلات الماجنة والاعتداء على المصلين المسلمين فيها.
وهذا الاحتلال للقدس والمسجد الاقصى المبارك يجئ في ضوء العدوان الغادر على غزة بشكل سافر امام صمت عربي ودولي والذي يمثل الاهداف الرئيسية للصهيونية ويجسد تصريح هيرتزل زعيم الصهيونية الذي طالب بازالة كل ما هو مقدس للمسلمين وقول ابن غوريون رئيس وزراء اسرائيل الاسبق (لا معنى لفلسطين بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل) وهذا بالطبع يؤكد العداء الاسرائيلي ضد العرب والمسلمين.
ولا شك ان ما شاهدناه وما زلنا نشاهده من مقاومة كبيرة وباسلة في غزة ضد العدوان الاسرائيلي و انتفاضة باسلة في الاراضي المحتلة فانه يؤكد ان النصر آت وقريب وهذا يتطلب من جميع الدول العربية حشد القوى والطاقات ضد العدوان الصهيوني ودعم الثورة الفلسطينية بما يكفل لها النصر والاستمرار والتحرير. رئيس تحرير سلوان الاخبارية abdqaq@orange .jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :