أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الإعلام واغتيال الشـخـصـيــــة

الإعلام واغتيال الشـخـصـيــــة

20-08-2014 03:04 PM

د. محمد طالب عبيدات

ظاهرة اغتيال الشخصيات من قبل بعض الإعلاميين أو أشباه الإعلاميين وبعض وسائل الإعلام وخصوصاً الإعلام الأصفر والإلكتروني منه وحتى بعض الورقي منه مُستغلين المساحة من هامش حرية التعبير الممنوحة لهم وفق القوانين المرعية، ظاهرة باتت مؤرقة لدرجة لا تُطاق البتّة، وفي هذا منحى غير مهني أو حتى غير أخلاقي خطير لأسباب عدّة منها الإساءة لمهنة الصحافة والإساءة لمنظومة القيم والإساءة للرموز الوطنية وهيبة الدولة والنحي صوب إغتيال الشخصيات ومهاجمتها من غير وجه حق، وممارسة الإبتزاز ومخالفة مواثيق الشرف الصحفي ومسودات السلوك الصحفي والإعلامي وولوج طريق التهريج والسخرية وبيع الضمير أحياناً ليكون من الضمائر الغائبة وغيرها من الممارسات، مما يجعل من البعض مرتزقة يباعون ويشترون مادياً ومعنوياً –مع الأسف-، والمصيبة أنهم يستغلون قانون المطبوعات والنشر وهامش حرية التعبير التي كفلها الدستور أيضاً لنفث سمومهم القاتلة للوطن وشخصياته التي قدّمت وأنجزت وأعطت كل ما عندها، والمصيبة أنهم يدّعون محاربة ومكافحة الفساد في بعض الأحيان، لا بل ويمنحون صكوك غفران بالوطنية للبعض ويمسحون أخطاءهم أحياناً أخرى، ويمثّل ذلك بصيص من الأمثلة على هذه الظاهرة فهنالك الكثير من الممارسات السلبية التي تندرج في هذا الإطار.
لقد أصبحت كتابات البعض مدعاة للتسول أو الإبتزاز على حساب القدح والذم لاشخاص أفنوا حياتهم في سبيل الوطن، وبعضهم أساء للمهنة ونقض شرفها وداس كرامتها من خلال التطاول بغير حق على شرفاء هذا الوطن لغايات في نفس يعقوب أو الحصول على الشهرة على حساب الوطن، وبعضهم يستخدم أسلوب التهريج وإضحاك الناس من خلال إستغلاله لقدر الله المحتوم على بعض المسؤولين، وبعضهم بات يضع مؤسسته الصحفية أو حتى مسؤوليه بحرج من كتاباته التي يتجنّى فيها على الناس أو يظلمهم بها، وبالطبع هؤلاء المقصودين هم القلّة من أشباه الصحفيين لا الصحفيين المثاليين والمهنيين القابضين على الجمر الذين هم مدعاة فخر وإعتزاز للجميع وهم بالطبع الأكثرية –أي الصحفيين المثاليين- والحمد لله تعالى.
الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام والمديريات التابعة لدائرة المطبوعات والنشر سابقاً ونقابة الصحفيين ورؤساء التحرير في اليوميات والأسبوعيات والمواقع الإلكترونية عليهم مسؤولية مراقبة دقة ومهنية وموضوعية ما يكتب وفق القوانين المرعية وإلا فالكلّ شركاء في الجرم بالإساءة للشخصيات الوطنية ومؤسسات الوطن.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :