أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات التوجيهي والتخصصات الجامعية

التوجيهي والتخصصات الجامعية

18-06-2014 12:24 PM

د. محمد طالب عبيدات
في خضم تقدّم أبنائنا وبناتنا لامتحان الثانوية العامة أنوّه بأن وزارة التربية والتعليم نجحت نسبياً في إعادة الهيبة لهذا الامتحان الذي يعد أحد المفاصل المضيئة في مسيرتنا التربوية الوطنية؛ ما أعاده لمساره الصحيح، ولهذا فقد أصبح هذا الامتحان يشار له بالبنان كمقياس نوعي ومؤشر عادل لمخرجات الثانوية العامة ومدارسنا التي تعدّ الحاضنات التعليمية لأبنائنا، وليكمل الشباب –طلبة وطالبات- بعدئذ مسيرتهم التعليمية الجامعية كل حسب مستواه التعليمي ورغبته وليسهموا في مسيرة العطاء والتنمية لتطوير الأردن نحو الأفضل. وأنا هنا لن أخوض في الإصلاحات التي تم إجراؤها لكنني سأتحدّث عن مخرجات التعليم العام واختيارهم للتخصصات الجامعية في زمن الألفية الثالثة.
فخريجو الثانوية العامة من المفروض أن يختاروا تخصصاتهم الجامعية بما ينسجم ومعدلاتهم في الثانوية العامة وقدرتهم العقلية ورغبة الطلبة في التخصص المطلوب وميولهم له والحاجات الحقيقية لسوق العمل ومواءمة مخرجات التعليم العام لهذه الحاجات، وقد دخل الوضع المادي للأهل كأحد العوامل الفاعلة في هذا الصدد خصوصا بعد ازدياد الطلب على البرامج الموازية والدولية. لكن الممارسات الحقيقية تختلف البتة عن هذه المعايير سابقة الذكر، بل عادة ما تكون نتيجة لرغبة الأهل بالتخصص والطلبة آخر من يعلم، أو ضغط الأقران –الأصدقاء- أو التجمّل ومشابهة الآخرين بدراسة التخصصات التي تحتاج لمعدلات عالية رغم عدم قدرة بعض الطلبة على إكمال هذه التخصصات وغير ذلك من الممارسات. والنتيجة الحتمية لمن لم يواءموا بين معدلاتهم وتخصصاتهم أو بين معدلاتهم ورغباتهم بالطبع الفشل أو التعثر الدراسي بحيث يحول الطلبة إلى تخصصات أخرى أو يكون مصيرهم خارج الجامعات. والنتيجة الحتمية الأخرى لمن لم يواءموا بين معدلاتهم وحاجات سوق العمل هو الانضمام لطوابير العاطلين عن العمل. وبعد هاتين المعضلتين: الفشل الدراسي نتيجة لسوء الاختيار والانضمام لطوابير العاطلين عن العمل لا مجال للوم ولا مجال للتأنيب لأن القطار يكون قد فات والزمن تدور عجلته والضحية هم الطلبة الذين لم يشاطروهم أهلهم اختيارهم لتخصصهم الجامعي!





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :