أخر الأخبار

سلام الشجعان

07-06-2014 11:56 AM

النقابي ابراهيم حسين القيسي
نجحت ماكنة الاعلام العربية الموجهة في نهاية الثمانينات في الترويج لفكرة السلام في الشرق الاوسط وحول قضية فلسطين تحديداً , مسؤولون أجانب من كافة المستويات , تحدثوا عن السلام صباح مساء في كل زوايا الشرق الاوسط حتى أصبح المواطن العربي يفطر على فكرة السلام وينام على الحانها , مسؤولون عرب تحدثوا عن السلام بوقار وقناعة مصطنعة ساعدوا في غرس الفكرة في وجدان المواطن العربي البسيط , هذا المواطن الذي عاش نصف قرن يحلم بالنصر و التحرير و الخلاص من الاستعمار و التبعية , بل أن الامر وصل الى إطلاق مصطلح مرعب وهو أن السلام خيار إستراتيجي وحيد لا بديل عنه بسبب إنهيار المنظومة الاشتراكية وتفرد أمريكا بالعالم , حتى الثوار سرعان ما بلعوا الطعم الامريكي الاسرائيلي عندما أطلقوا على كذبة السلام بأنه سلام الشجعان , و بالرجوع الى أجواء ومناخات تلك الفترة نجد أن المواطن العربي قد ترسخ في وجدانه بعد هذا الاعصار الاعلامي الموجه بأن السلام قاب قوسين أو أدنى وأن المنطقة مقبلة على سنوات من الرفاه و الانتعاش الاقتصادي لان الاجيال التي اكتوت بالنكسات و الاحباط آن لها ان تستريح و تنعم بالسلام , ولتمرير المخطط تم تنفيذ عدة مشاريع فاشلة مشبوهة سميت بالمناطق الصناعية المؤهلة التي استغلت القوى العاملة المحلية أيما استغلال, في النتيجة لم ينتعش الاقتصاد المحلي لأن الصناعة كانت عبارة عن تجميع مواد وسلع وإعادة شحنها الى اسرائيل ليكتب عليها عبارة صنع في اسرائيل , اما النتيجة الحقيقية لمشروع السلام الوهمي فإنه قد جرى إستغلال الوقت و الغفلة العربية من أجل بناء مزيد من المستوطنات وتهويد ما تبقى من الارض تزامن مع ذلك إنتشار مروع للفساد بكل أشكاله ثم تمت خصصة القطاعات العامة تماشياً مع فكرة السلام الاستراتيجي ليعقب ذلك إرتفاع في المديونيات و الاسعار و انخفاض القيمة الشرائية للعملات العربية بشكل عام وارتفاع اسعار النفط المنتج من أرضنا وعائداته صبت في غير خزائننا , وصولا الى ارتفاع معدلات البطالة و الفقر و العنف بكل أشكاله إضافة الى تفسخ الاسر و المجتمعات كنتيجة حتمية لنشر ثقافة الانانية , في الخاتمة كان لا بد من ضربة أخيرة للإجهاز على ما تبقى من مقومات فكان الربيع العربي الذي أحرق كل شيء حتى بتنا نقول بألم و آسى وحسرة على الدنيا السلام . ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :