أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات معجم البابطين للشعراء العرب

معجم البابطين للشعراء العرب

08-05-2014 10:05 AM

بقلم : عبدالله محمد القاق
ندوة معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين التي عقدت في الاسكندرية في التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الماضي تمثل سِيَرًا موثقة ونماذج متنوعة لجميع من أمكن الوصول إليهم ممن يستحقون أن تطلق عليهم صفة الشعر, وهي - من ثم - تتضمن تسجيلاً أمينًا للمادة الشعرية المعاصرة, وتعريفًا دقيقًا بالشعراء , وذخيرة فنية تتيح للجمهرة من نقاد الشعر ودارسيه إلمامًا جيدًا بتضاريس الخريطة الشعرية المعاصرة, وما تعاورها من تيارات ومدارس أدبية. وإذا كان المعجم الذي شاركت بمناقشته مع عدد من الادباء والشعراء العرب الذين حضروا الى الاسكندرية بما يضمه بين دفتيه من مادة شعرية ثرية يتيح تحقيق هذه الأغراض متفرقة أو مجتمعة, فإنها تهدف إلى إضاءة الخلفية التاريخية التي استقامت عليها هذه المادة, ورسْم الإطار العام للظروف الثقافية والفنية التي أرهصتْ بها, وتصوير المهاد العام الذي درجت عليه حركة الشعر العربي الحديث, وتخطيط الملامح المشتركة لتجليات هذه الحركة عبر البيئات الإبداعية المختلفة, فلعلنا, على هدْي من هذا وذاك, أن نصل إلى الاقتناع, أو ما يقرب من الاقتناع, بأن الشعر العربي الحديث إن اكتسى في منابته المتنوعة بأردية محلية متفاوتة الأصباغ والألوان, فإنه ـ في التحليل الأخير ـ ينزع منزعاً فكرياً مشتركاً, ويسلك في التطور درجات متقاربة الملامح والقسمات, ثم يصب في تيارات وأنهار فنية تكاد تكون محكومة بقوانين وأعراف تاريخية وجمالية لا يعوزها التناغم والانسجام. وفي هذا المجال قال رئيس المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين إن هذه الاحتفالية تأتي ضمن مسعى المؤسسة للاحتفاء بالشعراء وإبراز دورهم الإبداعي في تأصيل حركة الشعر العربي في العصر الحالي. وأضاف البابطين: إن الشعراء الذين يتضمنهم المعجم في طبعته الجديدة بلغ عددهم 2514 شاعرا بزيادة ملحوظة عن المعجم في طبعته الثانية التي صدرت عام 2002 حيث ضم آنذاك 1946 شاعرا. على حين صدرت الطبعة الأولى من هذا المعجم عام 1995، مشتملة على 1640 شاعرا. وتابع البابطين:إن إصدار المعاجم الشعرية هو احد أهم أهداف المؤسسة التي أصدرت أيضا معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، كما تستعد حالياً لإصدار معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات (656-1215–هـ= 1258-1800م). وأعرب البابطين عن تقديره لتعاون مكتبة الاسكندرية في هذه الاحتفالية، مشيداً بالدور الكبير الذي تقوم به، وبالعمق التاريخي لهذه المكتبة، ومثمناً الجهود التي يبذلها القائمون على المكتبة وعلى رأسهم مديرها اسماعيل سراج الدين. والواقع أن إصدار المعاجم من قبل المؤسسة حقق خدمة علمية كبيرة للدارسين والباحثين ولمتذوقي الشعر، حيث قدمت المؤسسة عبر هذه المعاجم شعراء يظهرون لأول مرة بعد رحيلهم، حيث كانت أعمالهم طيّ الأدراج، وبعضهم يقطن في مناطق نائية يصعب الوصول إليها، وحصل ذلك في شعراء العربية على وجه الخصوص.سفير دولة الكويت لدى مصر سالم الزمانان: نثمن دور مؤسسة البابطين بمشاركتها في "يوم الأندلس" ومن البدهي أن صفة (الحداثة) التي اقترنت بهذا الشعر منذ بواكير النهضة في مطالع القرن الماضي لا يقصد بها إلى (الحداثة) بمعناها الفني المعاصر, وإنما تشير هذه الصفة إلى حقبة من الزمن ذات حدود خاصة, ومعالم مميزة, وهي الحقبة التي تلت العصور الوسطى وما سبقها, ومن هنا كان طبيعياً أن نرى تلك الصفة التي ميزت مساحة إبداعية معينة تُستخدم ـ في ذات الوقت ـ قرينة للعصر الذي استغرق هذه المساحة, فيقال (العصر الحديث) تمييزاً له عما سبقه من عصور. لقد لعبت الصحافة الأدبية دورا كبيرا في النهوض بالحركة الشعرية واسهمت في تنشيط حركة الترجمة قد أعانت على توفير المهاد الأول لحركة الإحياء في الشعر العربي الحديث, وقد اقترنت بدايات هذه وتلك بالحملة الفرنسية وما كانت بحاجة إليه من ترجمة الوثائق الرسمية والإدارية وبعض الكتب العلمية, وقد نهض بهده الحاجة أولاً جماعة من المستشرقين والمتخرجين في مدرسة اللغات الشرقية التي أنشأها لويس الرابع عشر, ومن أشهرهم المستشرق (فانتور e) والمستشرق (جوبير), ثم ما لبثت أفواج من الوطنيين أن انضمت إليهم نتيجة إدخال بعض اللغات الأوربية إلى مناهج التعليم, فكان لذلك أثره في توطيد المعرفة بتلك اللغات وتسهيل النقل عنها, كما كان له أثره في ازدياد عدد من أتقنوا فهم الثقافة الغربية ونقلوها إلى العربية ترجمة أو اقتباسا, نخص منهم بالذكر عبدالله فكري وشفيق منصور وفتحي زغلول وجورجي زيدان ونجيب الحداد, وإذا كانت حركة الترجمة قد اتجهت في البداية اتجاها علميا بحتاً, فإنها ما لبثت مع مطالع القرن العشرين أن امتدت إلى كثير من مناطق الإبداع الإنساني, وتوفر كثير منها على ترجمة روائع الشعر الغربي في مختلف لغاته ومذاهبه ترجمة تكاد تقارب الكمال, وتجمع إلى الصياغة الأدبية المشرقة أمانة الوفاء بالنص واستلهام روحه بما لا يجافي الدقة المنهجية. HYPERLINK "mailto:abdqaq@orange.jo"abdqaq@orange.jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :