أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات عن المصالحة الفلسطينية

عن المصالحة الفلسطينية

30-04-2014 03:12 PM

نبيل شقير
اخيرا .. وبعد انقسام دام ثماني سنوات، توصلت فتح وحماس الى مصالحة مبدئية طال انتظارها لدى الشارع الفلسطيني والعربي على حد سواء، نظرا لكون الانقسام والتقاتل الفتحاوي الحمساوي اتاح لاسرائيل الفرصة الذهبية لكي تستغل كل لحظة لصالحها، اولا: في مواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني واغتصاب مزيد من اراضيه وتاريخه ومقدساته وتراثه. وثانيا: في تشويه صورة النضال الشعبي وجهود القوى السياسية الفلسطينية لدى المؤسسات الدولية، وثالثا: في تكريس الانقسام وتعزيز الاقتتال سرا وعلانية ورابعا: في مواصلة التهديد للسلطة الفلسطينية بان اي اتفاق لانهاء الانقسام يعني تهديدا للامن الاسرائيلي ورفضا لعملية السلام وكما هو المعتاد والمتوقع، انساقت الولايات المتحدة الامريكية بكل استسلام للمقولات الاسرائيلية فكان من شروط المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية عدم الاتفاق مع حماس باعتبارها منظمة ارهابية وللاسف فقد مضت السنوات الثماني دون ان تعمل حماس بدأب وحنكة وجدية على تحسين صورتها لدى المجتمع الدولي ودون ان تستعين بالدول العربية للضغط على امريكا واوروبا لنزع صفة الارهاب عنها ومن جانب اخر فقد وضعت اللجنة الرباعية شروطا امام حماس لم تستعملها حماس بحكمة او دهاء وهذه الشروط الاربعة هي: نبذ العنف والاعمال الارهابية، والاعتراف باسرائيل وقبول التفاوض معها، والوصول الى اتفاقية سلام، وقيام دولة فلسطينية على جزء من الاراضي الفلسطينية التاريخية، حيث استجابت حماس للشروط الاربعة، ومرة ثانية كان التوظيف السياسي للموقف ضعيفا اولا: بسبب انعدام الخبرة السياسية الدولية لحماس، وثانيا: بسبب تنسيق مواقفها مع ايران تارة ومع جماعة الاخوان تارة اخرى، وهما طرفان يسعيان لان يكون الموضوع الفلسطيني واحدة من الاوراق السياسية، لاكتساب تعاطف الجماهير او المقايضة عليها في صفقات اقليمية اكبر. والسؤال اليوم، اذا كان سيتم تشكيل حكومة وحدة وطني بمشاركة حماس خلال خمسة اسابيع وانتخابات جديدة خلال ستة اشهر، فهل هناك فرص حقيقية لتنفيذ ذلك وتحقيق الوحدة الفلسطينية فعلا على الارض؟ وهل تستطيع السلطة الوطنية وحماس ان تصمدا امام الضغوط الضخمة التي ستوجهها اليهما كل من اسرائيل وامريكا! ان كلا من الاردن والسعودية تضغطان باتجاه المصالحة، وباتجاه الالتزام بها واخراجها الى حيز التنفيذ، وطي صفحة الانقسام، ومصر ترحب بالمصالحة، لان ذلك سيفرض تلقائيا تغييرا جوهريا في حالة اعمال العنف في سيناء وسوف تتعامل مصر اذاك مع حكومة ودولة فلسطينية وليس ذراعا للاخوان يناصبها العداء على طريق توجيه الاحداث لصالح الجماعة السياسي، وفي الاتجاه الاخر فان نتنياهو الذي حقق نجاحاته السياسية الداخلية من خلال الابتزاز ومصادرة الاراضي والانصياع للمستوطنين المتوحشين، ونتنياهو هذا سارع الى اعلان قطع مفاوضات السلام والتي لم يكن للحظة واحدة جادا فيها وعلى ايقاع العقوبات الاقتصادية بالفلسطينيين وهو يؤكد كل يوم صورة اليمين الاسرائيلي البغيضة، الصورة التي تكشف الحقد والكراهية للفلسطينيين والعرب برفضه السلام جملة وتفصيلا، وحتى لا تتكرر قصص فشل المصالحة، يجب ان تدرك حماس بالدرجة الاولى وفتح بالدرجة الثانية ان الزمن قد تغير وان العمل السياسي العربي والدولي يتطلب عقولا مستنيرة مدركة للتغيرات الاقليمية والدولية، وتستلزم الحكمة السياسية وفهم العالم والافادة من حالة فك الارتباط مع جماعة الاخوان التي اصبحت مناوئة لمصر والسعودية وغيرها من الدول العربية التي تحتاجها القضية الفلسطينية، فالاوطان تعلو على الولاءات الحزبية. المصالحة هي بداية مرحلة سياسية قانونية جديدة، لن تنجح الا اذا كانت حقيقية وصادقة ومتجذرة في العقول والنفوس وقادرة على الصمود امام الضغوط والمؤامرات الاسرائيلية وقادرة على تجميع الشعب الفلسطيني واستخراج قواه الكامنة ليزيد من مقاومته السلمية للاحتلال فيصنع لنفسه وبدعم من الاشقاء العرب والقوى الدولية، مستقبلا جديدا.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :