علي القيسي
ترى ماذا جرى للناس هذه الايام ..؟ فهم في عجلة من امرهم، ترى من حولك ومن امامك اناسا يسابقون الزمن .. في كل امر من امور حياتهم.. وفي كل شأن من شؤون ايامهم .. فهذا تراه في مركبته يسابق الريح من عجلته وارتباكه بين السيارات المزدحمة، ويكاد يطلق لمركبته العنان لتطير فوق المركبات والناس، واخر تراه مستعجلا عند الشراء وزحمة السوق، وترى ثالثا يركض مسرعا في ملاحقة معاملة من المعاملات في دائرة حكومية او خاصة، ورابعا يأتي عند نهاية دوام الموظفين ويريد معاملته ان تنجز في الربع الساعة الاخيرة من الدوام..! فالكل لديه استعجال، ويريد كل شيء على مزاجه ورغبته (كن فيكون) هكذا اصبحت حياتنا هذه الايام، نستعجل عند الاكل، وعند التسوق، وعند قيادة السيارة، وعند الزيارة، حتى وعند الصلاة، ترى بعض المصلين يقومون من فورهم عند التسليم مباشرة، ويهرولون نحو باب المسجد للخروج، لماذا غدت حياتنا سريعة بهذا الشكل..؟ اين التأني والتأمل والهدوء وضبط الاعصاب والتمتع بالزمن والايام.. اضحت حياة الكثير منا آلية بامتياز، يتكلم بسرعة ويأكل بسرعة، ويفكر بسطحية من شدة العجلة، وكأنه يركض في مضمار سباق، العجلة من الشيطان هكذا كان يقال لو سألت احد المستعجلين لما هذه العجلة، لكان جوابه هذا عصر السرعة، هل حقا امست حياتنا آلية وسريعة، ولا نستطيع التقاط انفاسنا مما يسبب لنا المرض والتوتر والضغط والسكري وامراض نفسية وعصبية اخرى، نراها الان منتشرة بكثرة في مجتمعنا الاردني.