أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الفرق بين زمنين

الفرق بين زمنين

10-04-2014 09:38 AM

النقابي ابراهيم حسين القيسي
قرنان من الزمن الماضي جثم فيهما الفرنجة على أرض فلسطين واجزاء من المنطقة العربية تحت شعار حرب الصليب, جرى خلال تلك الفترة كما هو حاصل الان إنتزاع للأرض من أهلها و تهجيرهم الى أقاليم المحيط حتى أن أحد المؤرخين في ذلك العصر قال أنه شاهد أهل بيت المقدس في أحد مساجد بغداد يتناولون طعام الغداء وفي رمضان من شدة اليأس , هذا هو قدر بيت المقدس هو أن يكون دائما لقمة ضائعة للطامعين فيه ودائما يكون الطمع عندما يكون الواقع العربي و الاسلامي في أسوأ الحالات, ما اشبه اليوم بالامس مع فارق في الاداء و النتائج من قبل المحيط العربي و العالم الاسلامي , الاقصى الذي نتباكى عليه الان جعله الفرنجة في تلك الحقبة الظلامية الماضية الى اسطبل للخيول ولمئتي عام , وقبل أن يسقط بيت المقدس في أيديهم آنذاك قتل داخل اسوار القدس ما يقارب ثلاثمائة ألف عربي مسلم بحد السيف , وفي يوم واحد حتى قيل أن الخيول قد تخضبت أقدامها بالدم الى حجالها , في تلك الحقبة كان الوضع العربي على أسوأ ما يكون من التفكك و التناحر و التنافر و الصراع على السلطة مع ذلك لم يقبل العرب و المسلمون أن يتنازلوا عن شبر واحد من أرض بيت المقدس, الى أن استطاع القائد المظفر صلاح الدين الايوبي من إعادة القدس وفلسطين الى الحضيرة العربية الاسلامية بعد حشد وجهد مخلص استمر الى عشرون عاما , حرم خلالها صلاح الدين الضحك على نفسه , اليوم وفي هذا الزمن وبعد هذه الغزوة الصهيونية لفلسطين وبيت المقدس و الذين يعتبرون قلة وشرذمة قياسا مع الغزو الصليبي وامكانياته , و في ظل وجود أكثر من 20 دولة عربية تجد أن الاداء و السلوك اتجاه ارض بيت المقدس وشعبها لا يرقى الى مستوى ضمير بالي مستهلك وقلب بنصف ايمان الا من رحمه ربك , الذي يستحق الدراسة و التأمل هو ذلك الاصرار العربي على اعادة الارض وتحريرها زمن صلاح الدين , قياسا مع هذا التهافت , من فوق الطاولة و من تحتها بإتجاه مهادنة المحتلين و هذه القابلية النهمة للتنازل و التفريط تحت شعار السلام و المفاوضات حتى انه لم يبق لنا ما نتفاوض عليه لدرجة اننا ان بقينا كذلك سيأتي يوم نتفاوض فيه على العروبة .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :