أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات مشاريع تنموية طموحة لإربد

مشاريع تنموية طموحة لإربد

27-03-2014 02:17 PM

د. محمد طالب عبيدات
إربد مدينة مخنوقة ومكتظّة بالناس والأبنية على السواء وتعاني من سوء في التنظيم وعشوائية المباني وأزمات المرور الخانقة وقلّة في سعة الشوارع وإنتشار للبسطات بالشوارع وغيرها من المشاكل والهموم المتوارثة منذ القدم، والأسباب في ذلك تتلخص في عدم إستكمال المخطط الشمولي لها إضافة لحضور أكثر من ربع مليون مواطن يومياً من تسعة ألوية تابعة لها وربع مليون لاجىء سوري ليضافوا لعدد سكانها الأصليين الذين يتجاوزا المليون إلا ربعا ليصبح فيها في النهار أكثر من مليون وربع إنسان على رقعة محدوده ذات شوارع ضيقة وأسواق متناثرة.
فكانت زيارة جلالة الملك الأخيرة لإربد لتطرق الباب من جديد للبدء بتحضير رزمة من المشاريع التنموية لها، وليتداعى أبناء إربد لإجتماع ضم النخبة فيها برئاسة دولة رئيس مجلس الأعيان وحضور أبنائها من الوزراء والأعيان والنواب والمدراء الحاليين والسابقين ورؤساء جامعاتها ومجتمعها المحلي وحكومتها المحلية لتتقدم البلدية مشكورة بحزمة من المشاريع التنموية التي بحاجتها ضمّت تطوير وسط المدينة ونقل السوق المركزي وإستكمال الطريق الدائري الداخلي والخارجي وتطوير تل إربد وإستكمال المخطط الشمولي ومشاريع تنموية منتجة كإعادة التدوير للمخلفات الصلبة ومشاريع إستثمارية منتجة وغيرها، وهي مشاريع طموحة تتحدث بها البلدية منذ أكثر من عشرين عاماً.
تحتاج إربد –جوهرة الشمال وعروسها- لتطوير وسط البلد وتوفير البنى التحتية لها من إعادة تعبيد لشوارعها المهترئة والمليئة بالمطبات والحفر، وتحتاج لمشاريع لتصريف مياه الأمطار وحتى صيانة لمشروع الصرف الصحي، فالمياه تغمر شوارعها إبّان موسم الشتاء ولا يستطيع نظام صرف مياهها السطحي التعامل مع مياه الأمطار لعدم القدرة والفعالية.
وتحتاج إربد لحل الأزمات المرورية فيها جذرياً من خلال خطط طويلة الأمد وأخرى قصيرة الأمد، ويتم ذلك عبر إستكمال المرحلتين الثانية والثالثة للطريق الدائري الذي بدأنا به بمرحلته الأولى بطول 18 كم في حكومة دولة السيد سمير الرفاعي، وكذلك إستكمال الطريق الدائري الداخلي، وتفريغ العديد من الشوارع الفرعية الداخلية المكتظة من المركبات كلياً لتصبح للمشاة فقط، ونقل المجمعات من وسط المدينة إلى حدود الألوية الخارجية مع ضرورة إيجاد أسطول نقل عام ساند لإيصال الناس لوسط المدينة، وتحتاج لإستثمارات في مواقف طابقية للمركبات بدلاً من ركنها على الشوارع مما قلّل من سعاتها المرورية، وتحتاج لإستثمارات في أسواق على أطراف المدينة وليس بوسطها للتخفيف من أزماتها المرورية وللتخفيف من حضور مواطني ألويتها لوسط المدينة.
وتحتاج إربد للنظرة بشمولية لألويتها ليشملهم مخططها الشمولي أيضاً والذي لا يمكن أن يتم بمعزل عنها، فإيجاد الأسواق الكبيرة في الألوية يخفف من عدد الناس الذين سيحضرون للمدينة لغايات التسوق، كما أن الوقت قد حان لإعادة دراسة تبعية المناطق التابعة لها والإبقاء على الضروري منها فقط كي لا تكون عبئاً مالياً وخدمياً عليها.
وتحتاج إربد أيضاً لتحسين إدارة وتنظيم حركة السير وإدارة البسطات المنتشرة على أطاريف شوارعها وبصرامة مطلقة، وحملة كبيرة لنظافتها من قبل البلدية وبمساعدة المواطنين سلوكياً وحملات تطوعية أيضاً، ولهذا فهي تحتاج لتعزيز أسطول مركباتها لغايات النظافة لأنها قليلة جداً ولا تفي بمستلزمات العمل المطلوب، كما تحتاج أيضاً لحملة من البلدية لتحصيل ما يترتب على المواطنين من رسوم متراكمة لرفد خزينة البلدية، وتحتاج الكثير في قضايا التنظيم والإدارة، وأخال رئيس بلديتها الأخ المهندس حسين بني هاني متحمسا جداً في قضايا الإدارة والتنظيم ووضع أصابعه على جراحها وبحاجة لمساعدته من قبل الجميع حكومة ومواطنين.
بصراحة مطلقة تحتاج دُرّة الشمال لما يربو عن مئتي مليون دينار لتنميتها وحل مشاكلها آنفة الذكر، وهذا بالطبع لا يمكن أن يتم كدفعة واحدة من الحكومة والتي نعلم واقع موازنتها، ولربما يتم عمل الجزء الأكبر منه من خلال مشاريع المنحة الخليجية وتوزيع بقية المشاريع على مراحل يتم إستكمالها خلال العشر سنوات القادمة.
وتحتاج إربد أيضاً لدعم أبنائها المخلصين من خلال إيجاد صندوق لدعم بلدية إربد يساهم فيه كل الناس القادرين، وتحتاج لتفعيل لجنة إعمارها صوب إيجاد مشاريع منتجة تُدرّ دخلاً إضافياً لبلديتها وتشرف على إستثمارات لمستثمرين محليين وعرب وأجانب فيها.
شكراً لجلالة الملك الذي قرع الجرس إيذاناً للبدء بتطوير وتنمية إربد الكبرى، وشكراً لبلديتها الحاضرة بمشاريعها المُعدّة مسبقاً لغايات إيجاد الممولين لذلك، وشكراً لمن تداعوا ولبّوا النداء لنُصرة بلدية إربد، ولكننا في ذات الوقت نتطلع للمبادرة الحكومية لدعم إربد وترجمة مشاريعها الطموحة على أرض الواقع، وبالطبع فهذا الأمر يحتاج لتضافر الجهود الوطنية كافة، فهلّا سنبدأ ونرى المشاريع على الأرض! *وزير الأشغال العامة والاسكان الأسبق





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :