أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات مدينة الحسين الطبية

مدينة الحسين الطبية

27-03-2014 02:01 PM

نبيل شقير
إن الكتابة عادة ما تكون سرداً لواقع تم ملاحظته بعين المشاهدة او بعين الرقيب ، لكن مما لا شك فيه ان الكلام والكتابة عن واقع تم معايشته بكل تفاصيله يكون أكثر صدقاً وأدق تعبيراً عن واقع الحال . وهذا ما كان معي قبل أيام عندما تعرضت لوعكة صحية، فدخلت الى مدينة الحسين الطبية لتلقي العلاج تم على إثرها الشفاء والحمد لله. هذه الوعكة الصحية جعلتني أعيش تجربة التعايش مع هذا الصرح الطبي بكوادره وأفراده وامكانياته ، فتسللت الى نفسي نشوة عارمة وشعور عميق بالزهو تجاه ما رأيت وعايشت . خدمة طبية متميزة ، كوادر طبية على مستوى رفيع من الكفاءة العالية ، توافر الامكانيات والمعدات اللوجستية من أجهزة طبية وغيرها ، انضباط وانتظام فرضه الشعور بالمسؤولية والخدمة العسكرية على كافة العاملين ، بالاضافه الى الجو الاجتماعي الذي أوجده توافر هذه العوامل داخل هذه المؤسسة فتشعربأنك في بيئة إجتماعية متميزة لان أغلب فئات المجتمع تجدهم ينتفعون من الخدمات التي يقدمها هذا الصرح الطبي ، والذي أراه اليوم يصل الى مرحلة مهنية متميزة تواكب التقدم الطبي العالمي ، فقد علمت أثناء فترة علاجي ان مدينة الحسين الطبية تجري ما بين 60 الى 70 عملية قسطرة في اليوم الواحد ، وكذلك 12 الى 15 عملية قلب مفتوح يومياً ، هذه الارقام والاحصائيات تعطي دلالات واضحة عن مقدار المهنية العالية والكفاءة العلمية التي أوجدتها هذه المؤسسة بين كوادرها ، وانها ترقى بعملها لتكون بالفعل انموذجا وطنيا لكافة مؤسسات الدولة ودوائرها . وحتى لا أقتصر هذه الشهادة على قسم القلب ، فقد خدمتني هذه التجربة بمراجعة لقسم العيون فوجدت هنا ما وجدت هناك ، من مهنية وكفاءة وبيئة صحية واجتماعية بامتياز . مدينة الحسين الطبية تجد مكانها اليوم كبؤرة استقطاب لكافة فئات الوطن، بل تعدت هذا النجاح لتكون وجهة كثير من أبناء الدول العربية يأتون اليها لما تملك من ثقة ومكانة وسمعة على مستوى الاقليم . وها نحن نجد الخدمات الطبية الملكية اليوم تقدم خدمات انسانية تنسجم مع رسالتها في مختلف البلدان من خلال المستشفيات الميدانية التي قدمت وتقدم انموذجاً اردنياً في الاغاثة والنجده ومساعدة المحتاج والمضطر. وفي الختام أود القول أن ما دفعني اليوم للكتابة أمرين ، الاول هو الشكر والثناء والعرفان الى كافة العاملين بهذا الصرح الطبي الشامخ والقائمين على إدارته ، والثاني هو الحافز الذي ينبغي أن يكون لدينا جميعاً ولدى كافة مؤسسات الوطن بأن تكون إنموذجا يحتذى بالمهنية والكفاءة وخدمة ابناء المجتمع . حمى الله الاردن وقيادته الهاشمية الفذه ، ووفق ابناء الوطن لكل خير وحماهم من كل مكروه.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :