أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات التغريد خارج السرب

التغريد خارج السرب

05-08-2019 02:22 AM


عمر عبنده

عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن وبأمنه ، على الجميع أن " يحط الطاعة " دون تذمّر ٍأو احتجاج أو حتى نقاش ! لأن الوطن وبعيدًا عن كل المُنّغصات والمفارقات يجب أن يظل في منأى عمّا قد يمس هيبته وسمعته ، ويجب أن يكون الصراع بين الديّكة الذين سيصبحون في يوم ٍ ما " فراخًا " تكاكي - وقد تبيض - يكون في ساحات تقع خارج مضماره وبعيدًا عن ارضه وسمائه !

من المحزن أن يتناقل بعض الناس من العامة ومن " الفاهمين " ، في مجالسهم ، في اماكن عملهم ، وفي حواراتهم الألكترونية عن قصد أو دون قصد احاديثًا شتى ، وأنصاف معلومات فيها إسفاف وثرثرة هَطلى وتهيؤات ، لا تحتكم الى عقل ٍ ولا تستند على منطق . . فيما ينتهج أخرون تصعيدًا أحمقًا لأمور وسيناريوهات ماركة " صُنع " في الخارج مُختلقة من ألفها الى يائها ، ليست من الواقع في شيء ، لكنها وللأسف تنطلي على السذج فيلوكونها بألسنتهم وتخطها كتاباتهم وتصبح مدار مناقشات رعناء ، يمتاز أصحابها بقصر النظر وبهوس التشويش على وطن كد اجدادنا وآباؤنا فيه واجتهدوا وضحوا وبذلوا الصعب لبنائه كدولة ونظام وأجهزة ومؤسسات .

يلاحظ المتتبع لما يجري في بلدنا أن ظاهرة الخوض في خصوصيات الناس وحشر الأنوف في سمعتهم وأعراضهم أخذت منحى خطيرًا ظالمًا إتسع نطاق الجهر به ، فبعد أن كانت منذ سنوات ظاهرة خجولة حذرة ومحدودة ، تفشت وانتشرت دون وازع من ضمير او خشية من عقاب ، حتى صار البعض يدفع ثمنًا غاليًا من سمعته اذا تسلّم مسؤولية أو منصبًا ! أو استثمر مالًا ، أو حقق انجازًا ! بل أضحت بعض المناصب لعنة تطارد أصحابها حتى بعد زوالها ! وصار النجاح في بلدنا محط اتهام .

لم يكن بلدنا هكذا ولم يكن ناسنا على هذه الصورة من القسوة ، كنا متحابين متآلفين ، فخورين بإنتمائنا لهذا الوطن الذي يحتاج في هذه المرحلة بالذات الى تماسكنا وتعاضدنا اكثر من ذي قبل ، لقد حان وقت الصحوة وقت الانتصار للوطن ، والإلتفاف حول قيادته ونبذ التراشق ورجم الآخر .

ونقول لأولئك الذين يُصرّون على التغريد خارج السرب ، تأكدوا بأن أعمالكم ومواقفكم المشبوه ستعود عليكم حسرات بإذن الله تعالى ، بعد أن يسترد الوطن عافيته ويواصل مسيرته .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :