أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات اهمية جولة بومبيو بالمنطقة بالمرحلة الراهنة!!

اهمية جولة بومبيو بالمنطقة بالمرحلة الراهنة!!

16-01-2019 11:57 AM


بقلم : عبدالله محمد القاق
جولات مكثفة قام بها مسؤولون اميركيون الى المنطقة شملت العديد من الدول العربية واسرائيل لتقويم التطورات الراهنة وانهاء الخلاف الخليجي وعرض التطورات السياسية وخاصة القضية الفلسطينية التي تواجه انسدادا في الحل بسبب مواقف اسرائيل وانتهاكات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين ورفضها لعملية السلام العادلة بسسبب المواقف الاميركية الداعمة لسياسة اسرائيل
ففى الوقت الذى زار فيه مستشار الأمن القومى جون بولتون إسرائيل وتركيا قام وزير الخارجية مايك بومبيو بجولة شرق أوسطية شملت ثماني دول من بينها الاردن حيث قابل وزير الخارجية الاميركية الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية ايمن الصفدي وناقشوا الاوضاع في المنطقة بشكل عام .
والواقع ان أول تلك الملامح لهذه الزيارات تأكيد الأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط فى السياسة الأمريكية, وأن اهتمام الولايات المتحدة بمناطق أخرى فى العالم, خاصة شرق آسيا والتركيز على الصين باعتبارها المنافس أو الخصم الإستراتيجى للولايات المتحدة إضافة لروسيا, لا يعنى انسحابا أمريكيا من المنطقة, فالانخراط الأمريكى فيها تفرضه ضرورات المصالح المتشابكة معها بكل أشكالها السياسية والإستراتيجية والأمنية والاقتصادية, ولا يمكن لأى إدارة أمريكية, سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية, فك اشتباكها مع المنطقة أو استبدال اهتمامها بمنطقة أخرى فى العالم, ولعل قرار الرئيس ترامب بإعلان الانسحاب السريع من سوريا ثم تراجعه إلى الانسحاب البطيء ثم عدم تحديد جدول زمنى حتى يتم تحقيق الأهداف الثلاثة وهى القضاء تماما على تنظيم داعش وحماية حلفائها الأكراد الذين وقفوا معها فى محاربة الإرهاب, وتحجيم النفوذ الإيرانى فى سوريا, عكست القلق الكبير فى المنطقة والارتياب فى الإستراتيجية الأمريكية, لأن أى انسحاب أمريكى غير مخطط أو عبر التنسيق مع الحلفاء سيترك فراغا كبيرا تملؤه القوى الثلاث الفاعلة فى الإقليم وهى: إيران وروسيا وتركيا, كما حدث عندما انسحبت القوات الأمريكية من العراق بقرار انفرادى, مما ادى إلى قيام إيران بالتغلغل والتمدد فى العراق وصعود تنظيم داعش بعدها بسنوات واستيلائه على ثلث مساحة العراق فى عام 2014, وهو ما يضر ليس فقط بالمصالح الأمريكية وإنما أيضا بمصالح الدول الحليفة فى المنطقة, ولهذا يسعى بومبيو إلى طمأنة الحلفاء بأن الانسحاب الأمريكى من سوريا مشروط ومرهون بعدم تكرار سيناريو 2011.
وثانى تلك الملامح، كما يقول الدكتوراحمد سيد احمدفي تحليل سياسي نشره في الاهرام هو تأكيد الشراكة الإستراتيجية مع الدول الثماني, خاصة مصر والسعودية, اللتين تعتبران حجر الزاوية فى المنطقة وفى تحقيق الأمن والاستقرار فيها, وهى شراكة متعددة المستويات وأن تدعيمها هو فى مصلحة الولايات المتحدة, لأن تحقيق الأهداف الأمريكية فى المنطقة سواء محاربة الإرهاب أو مواجهة الخطر الإيرانى أو تسوية الصراعات الملتهبة فى بعض دول المنطقة لا يمكن أن تنجح دون التنسيق والتعاون مع الدولتين, كما أن تلك الشراكة تقوم على الاستقلالية والمصالح المتبادلة بما يفرض تطوير التعاون الاقتصادى والعسكرى والتنسيق السياسى بين الولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة.
وثالث هذه الملامح هو إعادة ترتيب أولويات السياسة الأمريكية فى المنطقة لتصبح مواجهة التهديد الإيرانى, الأولوية الأولى, بعد تراجع خطر تنظيم داعش الإرهابى بعد هزائمه الساحقة فى العراق وسوريا وتحرير معظم الأراضى التى كان يسيطر عليها, رغم استمرار بعض جيوبه من الخلايا النائمة والذئاب المنفردة التى تقوم بعمليات إرهابية هنا وهناك. ولاشك فى أن تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة وتسوية أزماتها يرتكز بشكل كبير على مواجهة النفوذ الإيرانى الذى يمثل التهديد الأكبر عبر دعم الطائفية التى تغذى بيئة الإرهاب, وهدم أسس الدولة الوطنية العربية عبر دعم الفاعلين من غير الدول والذين يشكلون كيانات موازية للدولة مثل ميليشيا الحوثى الانقلابية فى اليمن وحزب الله فى لبنان والميليشيات الشيعية فى سوريا والعراق, والتى يحركها جميعا الحرس الثورى الإيرانى وفيلق القدس, وفى هذا السياق كان تغيير إدارة ترامب لإستراتيجيتها تجاه إيران والتحول من سياسة الجزرة, أى الحوار والمساعدات, التى تبنتها إدارة أوباما, إلى سياسة العصا الغليظة والانسحاب من الاتفاق النووى وفرض أقصى العقوبات على النظام الإيرانى لوقف تهديداته الثلاث, النووى والباليستى ودعم الإرهاب, وهنا تتقارب وتتوافق رؤى الدول الحليفة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف الإيرانى.

ورغم أن إحياء عملية السلام ودور أمريكا كراع لتلك العملية يظل فى أولويات السياسة الأمريكية تجاه المنطقة, إلا أن هذا الملف يشهد تباينات كبيرة مع الحلفاء فى المنطقة, خاصة ما تسرب من عزم الإدارة الأمريكية طرح خطة سلام جديدة, تعرف إعلاميا بصفقة القرن, حيث تعتبر دول المنطقة وعلى رأسها مصر والسعودية أن أي صيغة انفرادية للسلام لا تحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وعلى رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين, لا يمكن لها أن تحقق السلام العادل والشامل والدائم فى المنطقة, وهو ما سيسمعه بومبيو خلال جولته العربية, ولاشك فى أن تفعيل الدور الأمريكى فى تحقيق هذا السلام العادل هو فى مصلحة جميع الأطراف بما فيها الولايات المتحدة ويدعم التحالف الإستراتيجى بينها وبين دول المنطقة وأن أى محاولة أمريكية لفرض صيغة معينة للسلام سيكون مصيرها الفشل وتكرس حالة عدم الاستقرار فى المنطقة.
زيارة بومبيو للدول الثماني ومحادثاته مع المسئولين فيها، من شأنها أن تعيد رسم ملامح السياسية الأمريكية فى الشرق الأوسط، وإعادة ترتيب الأولويات، وإصلاح أوجه الخلل فيها وهو أمر تفرضه واقعية المصالح وتقارب الأهداف بين أمريكا ودول المنطقة
جولات بومبيو الشرق اوسطية كان لها الوقع الكبير في اجراء تقويم للاوضاع الراهنةخاصةبعد تعثر مسيرة السلام نتيجة المواقف الاميركية الداعمة لاسرائيل!
رئيس تحرير جريدة سلوان الاحبارية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :