أخر الأخبار

مأزق جديد

05-01-2019 10:26 AM


المحامي موسى سمحان الشيخ
يواجه الكيان الغاصب مآزق شديدة يجب ان ترى ويبنى عليها، تقدير الموقف السياسي لأي طرف يخطىء بأهمية قصوى، فما بالك إذا كان هذا الطرف هو العدو الصهيوني الذي استباح فلسطين كل فلسطين بأفعال امبريالية احتلالية لم يشهد لها العالم مثيلا وهو العدو الغاشم نفسه الذي ما زال يحتل أراض سورية-الجولان-ولبنانية ويسيطر فعليا على مواقع حساسة في سيناء المصرية، وضع العدو في دائرة الضوء مع الاستعداد الفعلي لمواجهة يعني تكامل المعادلة قولا وفعلا على الارض.
في الجبهتين شبه المشتعلتين غزة وجنوب لبنان ويمكن اضافة الضفة التي لها وضع خاص بحكم وجود السلطة وتوجهاتها العدو في هذه المواقع يحيا مأزقا شديدا لم ولن يسهم في انقاذ نتنياهو ورهط الليكود العنصري المتطرف من مأزقه، فحكومة الاستيطان التي تحكم الارض الفلسطينية فعليا دفعت نتنياهو لارتكاب حماقات شديدة في غزة تراوحت بين رفع وتيرة الحصار والتجويع والقنص واستخدام السلاح الفتاك ضد المظاهرات السلمية المعلن عنها مسبقا، كما دفعته الى ادعاء وجود خمسة انفاق على حدود اللبنانية الفلسطينية دون جدوى، هرب من واقع اليم يجسده فساد منقطع النظير يعيشه على المستويين الرسميين السياسي والعسكري وتحديدا كبيرهم نتنياهو الذي سيقبض عليه عاجلا أو اجلا ولن يشفع له ذهابه الى انتخابات مبكرة، لعنة الفساد والتطرف ستطاله لا محالة خاصة في ظل وجود وضع اقتصادي خانق تحياه دولة الكيان رغما عن مليارات واشنطن .. والصناعة العسكرية الصهيونية .
مما يزيد في مأزق الرجل ان كل المؤشرات تشير الى ان الضفة الغربية لا يمكن ان تبقى تحيا الاشتباك ذاته فمنذ بداية العالم اعتقلت العصابة 7000 فلسطيني ومن بينهم قرابة 1100 طفل وذبحت بمختلف الطرق البربرية 253 شهديا، هذا عدا النزف اليومي الذي تحياه غزة وعدا الزحف الاستيطاني الجارف الذي لم يبق ولم يذر وفي اخره بالامس الاستيلاء على 1200 دنم من اراضي بيت لحم هذا مع استمرار التنكيل بالاسرى حيث يوجد اكثر من 750 أسيرا مريضا بينهم قرابة 250 حالة بحاجة الى علاج فوري وسريع، عدو يده تنقط دما على كافة المستويات فهل نرى ونسمع عدونا يحتجز جثامين الشهداء بالعشرات ويتلذذ بسادية مطلقة في عذابات شعب اخر، من المؤكد ان اليمين والليكود والمستوطنين سيعودون للحكم مجددا كما تشير معظم التقديرات ومن المؤكد ايضا ان المقاومة ستسقط برامجهم وشخوصهم مجددا.
أما المأزق الاخر والهام فهو الانسحاب الامريكي البطيء والمنسق من سوريا وضم نتنياهو وحكومته في مأزق يحمل في طياته مخاطر شديدة نتيجة لتعقد المشهد في الشرق والشمال السوري فثمة اتراك وثمة تقدم للجيش السوري وثمة قوى كردية وضعت كل بيضاتها في سلة الاميركان وخانوها كدأبهم دوما، سوريا اليوم ليست سوريا الامس حتى مع بطء الهرولة العربية الانتهازية الواضحة كما في حالتي الامارات والبحرين، بالتأكيد ان امريكا حليف دولة العدو الاول لن تترك الكيان الغاصب ولكنها وضعته في وضع صعب سيما وهو يمر في مرحلة دقيقة بالنسبة لنا كعرب وفلسطين تحديدا نعرف جيدا واشنطن صاحبة الكيل بمكيالين ومعتنقة اراء كسينجر العدو اللدود للفلسطينيين والعرب كما لم تغب عنا كوندا وفوضاها الخلاقة، المهم ان دولة العدو ليست في أحسن حالاتها كما تزعم، بينما المقاومة تملك في كل يوم أرضا جديدة وشرعية جديدة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :