أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الحقيقة في المقابر

الحقيقة في المقابر

01-05-2013 03:28 PM

النقابي ابراهيم حسين القيسي

ما ابشع ان تكون انسانا بلا وطن تنتمي اليه وتعيش على ثراه وتدفن فيه! وما ابشع ان تشعر أن منظومتك القيمية تهشمت لأنك فقدت وطنك! ثم ما ابشع ان تعيش حياتك منذ الولادة حتى الممات وانت موضع شك واتهام وعرضة للاحتقار والازدراء والاعتقال فقط لانك فقدت وطنا! وما ابشع ان تلصق بك دائما واينما ذهبت تهمة الارهاب والتطرف فقط وأيضا لأنك فقدت وطنا في لحظة هوان امة كان لها مجد في يوم ما، ايضا ما ابشع ان تتوارث الاجيال هذا الشعور من جيل الى جيل وتتوارث الممارسات التعسفية الحمقاء من حكومة الى حكومة ومن نظام الى نظام بلا هوادة وبدون نهاية! ما ابشع ان تمارس عليك في كل المناسبات شتى انواع الحماقات واقلها ان تتهم دائما بانك تبحث عن استبدال وطنك المسلوب بغيره! ما اسخف ان يظن البعض ان الاوطان تستبدل مهما كانت تلك الاوطان! لقد غاب عنهم ان الاوطان كالارحام، وما اسخف ان تبقى تنفي وتنفي الى مالا نهاية عن نفسك الطمع بغير وطنك الذي تبكي الأجيال فقدانه صباح مساء! وما آلم أن يفرض عليك الصمت وتكميم الأفواه بينما غيرك يتحدث عن مشاعرك وأمانيك بطريقة مزورة! كم هو محزن ان تبقى تصرخ عقودا وعقودا ثم تشعر انك لم تستطع ان تقنع من حولك بانك سقيم وعليل ولن تشفى الا في وطنك! من المحزن ايضا ان تظل عقودا وعقود وسيلة تسول في أيدي الانتهازيين وعديمي الضمائر, ومن المحزن أن تحمل اسمين ولقبين في آن واحد فأنت غريب ومشرد وانت مواطن في نفس الوقت وذات اللحظة، ومن المقزز أن تبقى طيلة حياتك تسمع مكرها اسماء الاشياء غير مسمياتها تطلق عن عمد نحو اذنيك باصرار من اجل زيادة عذاباتك. من المؤلم ان لاتجد الحقيقة الصارخة سوى في مقابر الاموات الصامتين، الاموات الذين كتبت على شواهد قبورهم اسماء مدنهم وقراهم في فلسطين المغتصبة اصرارا منهم على حق العودة يوم البعث من الموت عند قيام الساعة، ومن المؤلم ان من تاجروا ويتاجرون بفلسطين لم يقرأوا يوما شواهد القبور بتأن وتبصُّر حتى يعلموا الحقيقة تلك الحقيقة التي تقول ثابتا واحد لا غيره هو ان الفلسطيني لا يريد الا وطنه مهما طالت الغربة وتعاقبت الأجيال، ولم يعلموا أن أروع قصة حب في تاريخ الانسانية منذ آدم هي قصة حب الفلسطيني لوطنه وان فرية الاوطان البديلة ومنح الارقام وسحبها وهم ومحض خيال. فهل ستقرؤون يوماً شواهد القبور كي تتيقنوا ؟.
ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :