أخر الأخبار

"بعض الشك"

27-04-2013 03:32 PM

النقابي ابراهيم حسين القيسي

سواء حصلت حكومة السيد النسور على الثقة أو لم تحصل فليس من المتوقع أن تسير الأمور باتجاه الهدوء المنشود من الجميع , الموضوع ليس نوعية الحكومة أو أشخاصها أو برامجها أو قدرة رئيسها على امتصاص جميع هذه التناقضات على الساحة، الرؤية الخطيرة التي باتت تتبدى للكثيرين هو أن هناك تسارعا حثيثا من قبل الجميع باتجاه نهش وتسخيف وتسطيح وتدمير هيبة الدولة ومقدراتها، هذا لا يعني أن الدولة لا تعاني من آفة الفساد ومن كثير من الإختلالات التي هي بحاجة الى علاج عاجل، لكن الطريقة التي تتم معالجة الأمور بها لا توحي بأنه سيكون هناك نتائج مرضية، في نهاية المطاف الذين يطالبون بالإصلاح وكذلك المسؤولون في الدولة وخصوصاً من يواكبون المسيرات، جميعهم يمارسون أقصى درجات الاستفزاز من خلال المبالغة في عملية ضبط المسيرات الذي نتج عنه هذا الاستعراض العسكري بامتياز يوم الجمعة الفائت وسط البلد، إضافة أن الجميع بات يركز على السلبيات فقط والحلول التي تطرح لمعالجة هذه السلبيات أصبحت تساهم في خلط الأوراق أكثر، الحقيقة أن الذين يدافعون عن الحكومات والدولة على الأغلب هم من أصحاب الأفكار والنظرات والأساليب التي لم تعد تصلح لهذا القرن وهذه الظروف، نحن الآن أمام اتجاهين وتيارين يسيران بخطين مستقيمين مختلفين لا أمل في التقائهما عند أي نقطة، وما يؤكد هذا أنه مر علينا عامان من الحراكات ولا نزال نراوح مكاننا رغم ما ندعي من إنجازات، هناك انعدام للثقة بين الجميع وهناك إصلاحات لم تقنع الحراكات ولم تخفف من جذوتها، بتنا نشعر وكأن المطلوب هو هدم كل شيء بعد الوصول إلى طرق مسدودة، الجميع أصبح يمارس الهدم تارة عن وعي وتارة نتيجة لعدم الوعي، لكننا هنا نتساءل بحرقة من المستفيد من تعطيل دورة عجلة الإصلاح والإنتاج وخلع أثواب الهيبة عن الدولة وتصويرها على أنها دولة فاشلة ينخرها الفساد الذي لا علاج له؟ مرة أخرى ما نراه خطير ولا بد أن هناك طرف مستفيد من خلط الأوراق ومن تصوير الأردن وتصنيفه على أنه دولة فاشلة تسودها الفرقة وعدم الانسجام، هذا الذي يحصل جعل المستثمرين غير متشجعين للاستثمار في الأردن علاوة على تعطيل دورة عجلة الإنتاج التي باتت تدور في أقل من حدودها الدنيا، ولقد نتج عن ذلك ارتفاع كلف المعيشة على المواطن دون أن يكون هناك بارقة أمل باتجاه تحسن الأحوال في القريب من الأيام، الذي يجري ونشاهده بعد الجمعة الأخيرة هو خطير وخطير جداً، وأننا أحوج ما نكون للحكمة والعقلانية والمصداقية والانتماء والولاء الحقيقي دونما مقابل كي نستطيع أن نجتاز هذه المرحلة الخطرة.
ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :