أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات جامعاتنا والعنف المجتمعي

جامعاتنا والعنف المجتمعي

27-04-2013 03:28 PM

عبدالله محمد القاق

العنف الجامعي ظاهرة سلبية مقلقة في جامعاتنا ومعاهدنا المختلفة في وقت غدت فيه الجامعات الاردنية ملاذا للطلبة من مختلف الدول العربية والاجنبية لما يتمتع به الاردن من امن واطمئنان واستقرار عزّ نظيره في الوطن العربي بعد ثورة هذا الربيع الذي شمل العديد من الدول العربية.
هذا العنف الذي لم نعهده من قبل بحاجة ماسة الى دراسة متكاملة من قبل المختصين والاعلاميين وعقد الندوات التوعوية بغية وضع حد له في مختلف المجالات حتى تظل جامعاتنا صروحا للعلم بعيدا عن هذه التداعيات والمظاهر التي نحن في غنى عنها.. لكونها اسهمت في تأليب الرأي العام .. وامتدت شرارة هذه الاعمال الى جامعات ومعاهد كثيرة الامر الذي ينذر بتطورات خطيرة بين ابناء المجتمع وهذا يتطلب من مجلس النواب الذي قال رئيسه السيد سعد هايل السرور ان 75% من وقته يذهب هدرا، فلماذا لا يتم تخصيص جلسة حاسمة لمناقشة هذا الموضوع ووضع الخطوات العملية لوقف هذه الظاهرة وتداعياتها غير السليمة.
لقد احسن الدكتور امين عبدالله محمود وزير التعليم العالي والبحث العلمي عندما تحدث مؤخرا عبر التلفاز عن هذه الظاهرة وطالب بوقفها واعلن من خلالها ان الدراسة ستنتظم في جامعة مؤتة اعتبارا من اليوم وشدد على ضرورة التعاون بين الاساتذة والطلبة بشتى الوسائل خاصة وان مثل هذا التفاهم المشترك من شأنه ان يؤدي الى بناء وصقل التعليم العالي ويزيل الاشكالات التي تقع في العديد من الكليات.
والواقع ان اهمية هذه القضية لم تفت عن بال جلالة الملك عبدالله الثاني حيث اكد في لقائه في الثاني عشر من شهر آذار الماضي لدى لقائه مع شخصيات اردنية فاعلة ضرورة معالجة العنف الجامعي داعيا الى تعزيز منظومة القيم الاجتماعية والمجتمعية بدءا من الاسرة والمدرسة والجامعات بما يقوي النسيج الاجتماعي ويحمي الوطن ومنجزاته ومكتسباته وطالب جلالته بضرورة تفعيل دور الجامعات في تعزيز منظومة القيم وتوضيح مخاطر العنف المجتمعي على مسيرة الوطن.
فمطالبة جلالته بمثل هذا التفعيل الوطني والقومي يجب ان ينبري ليجسده الخبراء الاجتماعيون والاكاديميون لمعالجة ظاهرة العنف بغية تبني حلول عملية في مختلف المجالات وتحقيق العدالة في اسس قبول الطلبة بالجامعات لان شعور الطلاب بالعدل يعتبر مهما جدا في بداية حياتهم الجامعية لان غياب العدالة ينعكس عليهم مدى الحياة.
ان اجراء حوارات بين ادارة الجامعات والطلبة وتغليب الهوية الوطنية الجماعية على الهوية الشخصية او الفرعية وتبني مشروع وطني لصهر مكونات المجتمع من شأنه ان يحد من اشكالات العنف في جامعة مؤتة وغيرها من الجامعات لضمان خلق مجتمع حيوي يقوم على اساس الكفاءة والعدل والامانة والحرية وتوفير التعليم وتعزيز الحريات في الجامعات ودعم الطلبة لتأسيس الاتحادات العامة تكون اهدافها زيادة الروابط بين طلاب الجامعة وتعزيز الانتماء الوطني لديهم في شتى المجالات.
فالمطلوب معالجة قضية العنف التي توليها الحكومة اهتماما كبيرا القيام ببث القيم خلال عملية التنشئة السياسية عبر وسائل وادوات اهمها “الاسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والاحزاب السياسية ووسائل الاعلام حيث تقوم هذه الوسائل بتقديم مجموعة من القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع للحد من الظواهر السلبية في الجامعات وغيرها كما وان وسائل الاعلام تلعب دورا هاما في عملية النصح والارشاد للطلبة لانها تزودهم بالمعلومات العامة والسياسية وتسهم في تكوين وترسيخ هذه القيم وربط المجتمع المحلي بالمجتمع القومي وتوعية الطلبة والمواطنين بالقضايا الوطنية والقومية من خلال عقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والاجتماعات والمناقشات والمقابلات للحد من ظاهرة العنف في الجامعات والتي بدأت تقلق الكثيرين.
الامل كبير في ان يتمكن المسؤولون من تطويق هذه الظاهرة ودراسة اسبابها ووضع الحلول اللازمة لانهائها
Abdqaq@orange.jo رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :