أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات مضامين اختيار المليك خادما للمقدسات في القدس

مضامين اختيار المليك خادما للمقدسات في القدس

17-04-2013 02:31 PM

عبدالله محمد القاق

تكمن أهمية توقيع الاتفاقية التاريخية بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان الاسبوع الماضي بأنها تؤكد مجدداً على أن جلالته هو صاحب الولاية على الاماكن المقدسة في القدس الشريف وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ على المقدسات خاصة المسجد الأقصى اي كامل الحرم القدسي الشريف فضلاً عن انها تجسد الدور المحوري للاردن بقيادة جلالته في الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في وجه المؤامرات الاسرائيلية والاميركية وقضم الاراضي في هذه المدينة وأكنافها خاصة وأنها تعاني من عامل التشويه كل يوم، وأهلها الصامدون الصابرون يتعرضون للضغط والحرب النفسية والاقتصادية للجلاء عن هذه المدينة والاستسلام للشروط الاسرائيلية المذلة وفقدان الهوية الوطنية والتاريخية لهذه المدينة التي ترتبط بالتاريخ والدين والحضارة في ارضنا عبر القرون.

هذه الاتفاقية تكتسب دوراً رئيساً للحفاظ على المقدسات لانها تحمي تآكلها من اسرائيل وطمس هويتها تحت شعار الضم لاسرائيل، لكونها تعتقد “واهمة” انها تستطيع شطب هذه المدينة ومقدساتها من عقل العالم وتاريخه عبر عشرات القرون من التاريخ والرموز الروحية والحضارية.
واذا كنا نؤكد هذا الدور الاردني الكبير في دعم المقدسات والحفاظ على المدينة المقدسة، فلا بد أن نستشعر الاهتمام الهاشمي الكبير للدفاع عن هذه المقدسات والذود عن فلسطين حيث قال الراحل الكبير جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه “انه لا سلام يمكن أن يتحقق في المنطقة اذا استمرت الاراضي العربية محتلة، ولا استقرار يمكن أن تنعم به منطقتنا اذا ظل الشعب العربي الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس يرزح تحت سطوة العدوان والاحتلال”.
اذن فكيف يتحقق العدل او يتحقق السلام اذا بقيت القدس العربية في الاسر وهي التي كانت على الدوام مدينة السلام وقلب الوطن العربي ورمز حضارته وتاريخه المجيد خاصة وان أبعاد الأطماع الاسرائيلية للقدس لا تُحد ونزوعها للعدوان المستمر على فلسطين يتواصل!؟
فهذه القضية هي قضية العرب والمسلمين ويجب ان تتقدم دون سواها لدى دول ثورات الربيع العربي، بحيث لا تنكفئ هذه الدول على اوضاعها الداخلية، وتنسى هذه المدينة المقدسة وما يعاني الأهل هناك من ظلم واستبداد وغطرسة اسرائيلية مستمرة على الدوام.
ان الاتفاقية الموقعة بين الزعيمين الاردني والفلسطيني تجسد دور الهواشم الذين حملوا هموم الأمة منذ فجر الاسلام وعاهد هؤلاء الأجداد على حمل هذا البيرق بالرغم من كل القيود والمعوقات، حيث عمل جلالته على اعادة ترميم منبر صلاح الدين والحفاظ على المسجد بشتى الوسائل،
الاسرائيليون يعتبرون العرب في مدينة القدس عقبة كأداء في توسعاتهم، وانهم يشكلون عائقا لتحقيق اهدافهم ومطامعهم الاستعمارية لذلك حيث قامت سلطات الاحتلال بتقليص البناء لدى العرب في سلوان وغيرها، وعزل المقدسيين خلف الجدار الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية المحتلة ومواصلة التنقيب عن الماء في القدس الشرقية المحتلة من أجل الاستعمال الاسرائيلي فضلاً عن كونها تسعى الى ربط المستوطنات من الشرق معاليه ادوميم وهي “8” مستوطنات ومن الجنوب غوش عتصيون وعددها 13 مستوطنة بمخطط مدينة القدس الكبرى بشبكة حديدية ومواصلات ليستفيد منها المستوطنون فيها!
هذه الاتفاقية التي نعتز بتوقيعها بين الزعيمين تؤكد ان دور الاردن بقيادة جلالته لن يتوانى كعادته في أي جهد سياسي او دبلوماسي او قانوني لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية من الاعتداءات الاسرائيلية وهي بمثابة تكريم لجلالة الملك عبدالله في كونه خادماً للمقدسات في القدس الشريف.

abdqaq@orange.jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :