أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات اهمية انشاء صندوق عربي لدعم صمود القدس

اهمية انشاء صندوق عربي لدعم صمود القدس

03-04-2013 01:33 PM

عبدالله محمد القاق

استبشر الكثيرون منذ حوالي ستة شهور او ينوف عن ذلك خيرا بان المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والفصائل الاخرى كانت «قاب قوسين او ادنى» من ذلك الا ان كل الدلائل تشير الى توقف هذه الجهود في المرحلة الراهنة والتي اوضح اسبابها السيد رمضان شلح زعيم الجهاد الاسلامي عندما قال «ان كلمة واحدة ادت الى وقف «جهود المصالحة وهي «المفاوضات» وهذا يعني ان الرئاسة الفلسطينية ما زالت تراهن على ان المفاوضات مع اسرائيل هي الطريق الاسلم لحل الدولتين ووقف الاستيطان في حين ان اسرائيل ترغب في اجراء المفاوضات مع الاستمرار في بناء الاستيطان والتغاضي عن قضية اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالدولة اليهودية.
ولعل اقدام اسرائيل على اعتقال قادة حماس في الضفة الغربية وتوتير الاجواء في بعض المناطق ومنها نابلس والخليل وجنين وغيرها يدل بصورة قاطعة على انها تريد افساد المساعي التي بذلها الرئيس المصري محمد مرسي لانهاء الخلاف بين الفلسطينيين وبدء مصالحة ناجزة كما وان تنصل اسرائيل من اتفاق عقده الرئيس المصري مع الجانب الاسرائيلي في شأن اطلاق سراح مجموعة اخرى من الاسرى مقابل اطلاق سراح شاليط الذي اسره الحمساويون منذ فترة اسهم هذا النكوث بالوعود الاسرائيلية على قضايا عديدة منها مسألة المصالحة فضلا عن استمرار حملات الاعتقالات الاسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين وهدم منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم وتجريف الاراضي واعتقال مجموعة من الاطفال مؤخرا بحجة رشقهم قوات الاحتلال بالحجارة.
لقد تفاءلنا خيرا عندما اعلن الرئيس الفلسطيني عن انتهاء الاستعدادات في الضفة والقطاع لبدء عملية تسجيل وتحديث سجل الناخبين الفلسطينيين وتوفير كل وسائل الدعم لهذه العملية غير ان مشكلات عديدة حالت دون ذلك منها تقول حركة حماس «اقدام اسرائيل على اعتقال حوالي عشرين قياديا من حماس من الضفة الغربية بغية ايجاد حالة من الارباك والفوضى وخلط الاوراق في الساحة الفلسطينية وتخريب جهود المصالحة الامر الذي يتطلب من السلطة العمل على اعادة تفعيل المجلس التشريعي المتوقفة اعماله منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007.
والواقع ان زيارة الرئيس الامريكي اوباما الى كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية سوف تكون استطلاعية ولن يتسنى للرئيس الخوض بحديث مستفيض حول قضايا جوهرية تتعلق بحل الدولتين لكن كما ذكرت الانباء الواردة من واشنطن ان الادارة الامريكية ستوجه تنبيهات الى السلطة بعدم اشراك حماس في اية حكومة فلسطينية مقبلة حتى لا تخسر المساعدات التي تقدم اليها سنويا والبالغة حوالي 800 مليون دولار.
ان سعي الولايات المتحدة لوضع العراقيل امام اية مصالحة هو من اجل تحقيق اهداف اسرائيل بتوسع وقضم الاراضي واستمرار نهج الاحتلال الرامي الى مزيد من الاعتقالات لقيادات الشعب الفلسطيني عبر كوادره المختلفة... ونتساءل: اذا كانت امريكا توافق على حكومة اسرائيل جديدة تضم ليبرمان الفاشي والمتغطرس وغيره من احزاب اليمين في حكومة نتنياهو الجديدة فكيف ترفض حكومة فلسطينية تكون احد مكوناتها «حماس» الحركة الكبيرة لدى الشعب الفلسطيني؟ فلماذا تكيل الولايات المتحدة الامريكية بمكيالين؟ ام انها تريد ابداء حسن النوايا لاسرائيل عن طريق استمرار الاعلان عن دعمها لها وتوجهاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني او العربي؟!!
الاتحاد الاوروبي مطالب بممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الجديدة لارغامها على عدم التدخل في الشأن الفلسطيني لتنفيذ عملية المصالحة وكذلك مطالبتها بوقف عدوانها التوسعي الاستيطاني الاستعماري على الاراضي الفلسطينية والسطو والقرصنة على المقدرات الوطنية للشعب الفلسطيني باحتجاز الرسوم والضرائب المستحقة لها.. فضلا عن وضع نهاية لمواقف اسرائيل المتغطرسة تجاه الفلسطينيين خاصة بعد الانتصار الذي حققته القيادة الفلسطينية من نصر سياسي في الامم المتحدة ونيل والاعتراف بدولة فلسطين، آخذين في الاعتبار حجم المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ضوء هذا الانقسام والذي يجب العمل على انهائه بغية انجاز ملف المصالحة ووضع نهاية لهذا الوضع الفلسطيني تلبية للمصالح العربية والقومية بدرجة رئيسية ولتفويت الفرصة وقطع الطريق امام مشاريع الاحتلال الصهيوني الهادفة الى تقويض مشروع قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
فالمطلوب بالمرحلة الحالية من السلطة الفلسطينية والفصائل المختلفة الاسراع في ارساء اسس وملامح استراتيجية المواجهة والصراع مع الاحتلال وقطع الطريق على مخططات التهويد والاستيطان التي تحاول تهويد القدس وابتلاع ما تبقى من الارض، وابداء قدر اكبر من التعاون لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تبخرت اخبارها في المرحلة الاخيرة وبدأت وسائل الاعلام في اطلاق الاتهامات حول اسباب وفشل هذا التأخر في تحقيق هذا الانجاز الفلسطيني .
تسعى اسرائيل والولايات المتحدة الى تفشيل المصالحة باعتقالها ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة في ظل صمت عربي وتواطؤ اوروبي وامريكي حيث يعتبرون ان لا اهمية لحياة الانسان الفلسطيني وحريته وأمنه واستقراره وان حريته ملك للعنصري الاسرائيلي.
قمة الدوحة عبر اقتراح سمو امير قطر رئيس القمة العربية بانشاء صندوق لدعم القدس وصمود اهلها وكلك دعوة الرئيس المصري محمد مرسي عقد قمة عربية مصغرة برئاسته في القاهرة لبحث المصالحة الفلسطينية وانهاء الانشقاق والتشرذم الفلسطيني خطوة فاعلة بغية تجسيد جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية في اقرب وقت ممكن لمواجهة كل التحديات الراهنة وخاصة الاميركية والاسرائيلية !.

abdqaq@orange.jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :