أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات متى يستجيب القدر

متى يستجيب القدر

21-03-2013 11:49 AM

النقابي : ابراهيم حسين القيسي

لكل زمان ظروفه ولكل جيل مفاهيمه وادواته واهدافه وما كان يصلح للامس قد لا يصلح للحاضر ، قبل عقود كان خبر في المذياع ـ الذي كان اهم وسائل الاعلام آنذاك ـ يلهب مشاعر الجماهير وخبر اخر قد يبكيهم ، اليوم وبعد ثورة الاتصالات والاعلام انكشف الحجاب عن كل شيء ، فما عادت الخطب العاطفية الرنانة تلهب مشاعر الجماهير وتحول البكاء الى صراخ في الميادين والشوارع تعبيرا عن رفض الظلم والقهر والاستبداد، الزمن اختلف ومفاهيم الاجيال تطورت ولم تعد تنطلي على الناس البدع والالاعيب ، الانظمة العربية على الاغلب لا زالت تتعامل بذات الاساليب القديمة البالية التي لا تصلح الا للمتاحف وان كان هناك تغيير في بعض الاساليب فانها تتم بطرق ساذجة لا تنطلي الا على الاغبياء ، يعني ان سلب الثروات التي كان يتم بالامس بطرق بدائية مكشوفة يمارس اليوم من خلال انظمة وقوانين اوجدت وفصلت لهذه الغاية ، اما التزوير في ارادة الشعوب الذي كان يتم بطرق بدائية يدوية يمارس الان بطرق الكترونية متطورة ، القهر والقمع بالامس كان من خلال الهروات والشبح والذبح وتقليع الاظافر والتذويب في الاسيد لكن الامر اليوم اختلف حيث اصبح يمارس من خلال المؤامرات الشيطانية والكذب الشديد ، نتيجة لذلك اصبح الانسان العربي يصاب بالسكر والجلطات والضغط والكآبة المؤدية الى الانتحار والموت المفاجئ ، الهدف دائما لم يتغير وهو ممارسة القمع وسلب الارادة والثروات وممارسة العمالة وتعاطي العمولات لكن باساليب جديدة وبما يتناسب مع معطيات وظروف الجيل الجديد ، من المحيط الى الخليج كل عباد الله يطالبون بالتغيير والتجديد واستعادة الحريات المسلوبة في المقابل وعود الحكام والحكومات والانظمة الحاكمة لا حصر لها ، لكن من غير جدوى وباساليب وطرق لا تؤدي الا الى مزيد من الفساد والافساد وسلب الحريات من خلال قوننة ودسترة هذة البضاعة الفاسدة ، التغيير كان فقط في لهجة السلطات التي اصبحت تبث الحنان والرقة الممزوجة بالابتهالات كالتي تسبق ذبح اضحية العيد ، التغيير انحصر في الاساليب فقط وليس في الاهداف والغايات والنوايا ، المشكلة ان اصحاب مشاريع التغيير الوهمي مصرون على تسويق هذه السلع الفاسدة باصرار ينم عن عدم ادراك ووعي ان هذا الجيل اصبح يدرك ان قرار التغيير وتصحيح المسارات والتجديد لا يسكن صاحبه في الوطن العربي ، فهل ياتي ذلك اليوم الذي تتحقق فيه رؤية ابو القاسم الشابي ( اذا الشعب يوما اراد الحياة *** فلابد ان يستجيب القدر ) وكم من الوقت سيمضي ونحن ننتظر حتى يستجيب القدر.
ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :