أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات العودة إلى جذر البلاء

العودة إلى جذر البلاء

27-06-2018 12:38 PM
د. رحيل محمد غرايبة

لا تنفعنا المعالجات الجزئية لبعض جوانب المشكلة, ولا ينفعنا الانشغال بالاثار الجانبية لأصل الداء واللجوء إلى بعض المسكنات وفي الوقت نفسه نغفل عن معالجة جذر الداء وأصل البلاء, لأن ذلك من شأنه أن يدخلنا في دوامة الجدل الذي يبدد الجهود ويضيع الوقت ويطيل أمد المرض المستفحل مما يؤدي إلى استفحال الأزمة وعدم القدرة على المعالجة.
الاصلاح الحقيقي الناجح يكون وفق منظومة متكاملة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والتعليمية والتربوية والنسق الاجتماعي المتجانس, ونقطة البداية تتمثل بالتوافق الجمعي على طريق فرز السلطات وتشكيل الحكومات وفق مبدأ تلازم السلطة والمسؤولية ومبدأ تمتع الحكومة بتمثيل شعبي حقيقي نزيه يتمتع بشرعية وطنية غير منقوصة.
يجب العودة إلى البداية وتصحيح وجهة الانطلاق من خلال مجموعة خطوات ملحة لا ينفع فيها التسويف والمماطلة, وتحتاج إلى حوار وانضاج هادئ بعيداً عن حالات التوتر والنزق وبعيداً عن الضجيج والمزايدة وبعيداً عن اسلوب المهاترات الإعلامية التي تقود إلى التأزيم والفوضى.
الخطوة الأولى : عقد مؤتمر وطني موسع يدعى اليه الأحزاب والاتجاهات السياسية والنقابات المهنية والعمالية والاتحادات والغرف والهيئات المنتخبة, من أجل التوافق على معالم المرحلة القادمة, والانطلاق نحو تأسيس منظومة جديدة قادرة على مواجهة التغيرات الهائلة على المستوى المحلي والاقليمي.
الخطوة الثانية: تتمثل بوضع برنامج واضح ومحدد الخطوات باتجاه الذهاب نحو وضع قانون انتخابات جديد, يكرس التنافس بين الكتل الحزبية البرامجية, وعدم الانسياق نحو الانتماءات الضيقة بكل صورها وتجلياتها, من أجل إيجاد برلمان سياسي برامجي, يمثل توجهات المجتمع الأردني تمثيلاً حقيقياً ونزيهاً لا مطعن فيه ولا نقصا.
الخطوة الثالثة : تشكيل حكومة برلمانية حقيقية, منبثقة من كتل حزبية حقيقية ذات برامج سياسية عملية تستثمر في المرحلة بدقة وتقرأ المشهد السياسي المحلي والإقليمي وتتعامل معه بروح وطنية وشرعية وطنية تؤهل الحكومة لاتخاذ قرارات حاسمة وخطوات كبيرة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية.
المطلوب في المعالجة يرتكز على خيار يلتف حوله الشعب الأردني, ولن تستطيع الحكومة لوحدها معالجة التطوات الاستثنائية الخطيرة دون القدرة على صناعة الثقة بينها وبناء سياسة تشاركية مع مجمل الأطراف الوطنية والقوى المجتمعية التي تعبّر عن ضمير الشعب الوطني الحقيقي.
الشعب الأردني شعب مسؤول ويقدر الظروف السياسية وكان على مدار التاريخ قادراً على التعامل مع الظروف الصعبة بروح المسؤولية العالية, ولكن ذلك يحتاج إلى حسن تفهم وتقدير من خلال المكاشفة والمصارحة القادرة على قشع الضباب المتراكم في دوائر صنع القرار.
ويجب أن نعلم جميعاً أن الفوضى ليست خياراً مربحاً ومطمئناً لكل الاطراف في معالجة الأمور.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :