أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات لا تردين الرسايل

لا تردين الرسايل

02-03-2013 04:18 PM

زاوية محمود كريشان

انه الاردن يا "نورا"..بحجم بعض الورد، الا انه..مع الاعتذار من صاحبة الصوت الملائكي "فيروز"..مليء بالفاسدين ولصوص المال العام، وبمن يتنكرون لافضاله عليهم، بعد ان اطعمهم من جـــوع، وآمنهم من خــــوف!..
انهم يا صغيرتي..حفنة مستفيدين من دكاكين الوطن، نعرفهم جيدا، وكيف وصلوا الى المنصب الحكومي، ونعرف تاريخهم عن ظهر قلب، لكنهم "شطار" في زمن الشقلبة، ومحاربة المخلصين في صميم فقرهم وصبرهم وقوت اطفالهم!..
يا ابنتي.. بالله عليك.. وانت بجلال الطفولة، ترتدين المريول المدرسي "الازرق"، وتذهبين الى المدرسة "الحكومية" على اطراف القهر والوجع في عمان الشرقية، وليس في "المدارس الانجليزية" مثلا.. بالله عليك.. لا ترددي النشيد الصباحي: موطني.. الجمال والبهاء في رباك.. فالوطن لم يعد جميلا، بوجود المرتزقة واللصوص، الذين اصبحوا يتحكمون بارزاقنا، وقد اصبحنا غرباء في وطن..مثل طفل يتيم، يقف امام "بترينة نوفيتيه"، في ليلة وقفة العيد!...
هؤلاء الوطن في عرفهم.. سيارة مرسيدس بنز فاخرة بنمرة حمراء، وراتب شهري بالالاف الدنانير، وامتيازات على قفا مين يشيل لجماعة الديجاتيل وبعض حليقي الرؤوس ، الذين احكموا قبضتهم على الوظائف العليا والصفقات الكبرى، التي تتم في "نص الليل"..لكنهم والله العظيم يقطعون محبتهم لهذا البلد، اذا انقطع الراتب، ويهجرونه يوم المحن الى بلاد اخرى، وتبقى لهم الحظوة..ولنا الله..والله كريم في جميع الاحوال!..
يا ابنتي.. والله اثمان تذاكر سفرهم الى اوروبا وحجوزاتهم في كبرى فنادق العالم ومياوماتهم وتكاليف سهراتهم الحمراء، تدفع من رسوم طلبة مدارسنا الحكومية وبطاقات معالجة اطفالنا في مستشفى البشير وفواتير الماء والكهرباء وضرائب ندفعها بذل ومهانة..لانهم يتعاملون معنا على قاعدة المثل الدارج: جوع كلبك..يتبعك!..وهذا يا بنيتي لن ينجح كل مرة..لأن الكلب يمكن ان ينسعر ويعض دون ان يتبع احدا!..
يا نورا..وليد يواصل بيعه لمقدراتنا التي بناها الاجداد والاباء بالدموع والدماء، و"العبدلي" تحولت الى "عابدين"..لذلك البلاد طلبت اهلها..ولا تردين الرسايل يا نورا!..





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :