أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الحوار .. بين إعمار ودمار !

الحوار .. بين إعمار ودمار !

02-05-2018 03:15 PM

ناديا هاشم / العالول
شتان ما بين الإعمار والدمار .. وبين الليل والنهار .. وبين القبح والجمال .. وبين التطرف والتوازن .. وبين التحجر والمرونة .. وبين المقدس واللامقدس
حلقات من الفوضى المتشابكة الناجمة عن تفشي حالات من قلة الفهم قصدا او عمدا حتى اوصلتنا الى حيز مغلق منغلق على نفسه شغله الشاغل استبدال "المقدس باللامقدس" ، فهذه الحالات العصيّة على الفهم والتفهم والتفاهم هي –-برأيها - تملك الحقيقة ..واية حقيقة ؟ الحقيقة المقلوبة .. وهذه هي علّتنا .. و شتّان ما بين الشيء وعكسه ..
تداعت هذه الأفكار اثناء استماعنا الى جهابذة من العلماء والمفكرين الأسلاميين حيث كان لي الشرف بحضور المؤتمر ( بين نهج الإعمار ونهج الدمار ).. والذي اقامه منتدى الوسطية العالمي ..
مؤتمر بغاية الأهمية قد وضع النقاط على الحروف وصفا وتحليلا وتمحيصا .. ونحن برأينا : ( نريد حلا حاسما سريعا متسارعا ) عبر برامج قريبة وبعيدة المدى سأطلق عليها بهذه العجالة برنامج " الأسرع من سريع " .. او برنامج أبو سريع ..عبر تفعيل التوصيات كخطط وبرامج تُتابَع وتُقيّم وفق معيار الاعتدال والتوازن ..
وبرأيي المتواضع فإن التمحور والبقاء بنقطة التوازن فكرا وقولا وفعلا ليس بالسهل الهيّن لتطلبه الكثير من الالتزام بمبدأ الإعتدال، وهو النجاة بعينها والنابعة من تربية معتدلة وعلم نافع وثقافة تحترم الآخر كلها بمحصلتها تضمن النجاة للجميع !
فنقول لمن يعتبر نفسه من الفرقة الناجية المُسْتَثْناة والاستثنائية : بأن قانون النجاة الأوّليّ لا يعني معاداة الآخر ..
فمثلا احترام القانون هو الإلتزام الأوّل الذي يضمن النجاة للجميع ..وديننا الحنيف هو "أبو الدساتير وجَدّ القوانين" المنادية باحترام الآخرشكلا ومضمونا .. فيد واحدة لا تصفق .. بل تحتاج لليد الأخرى .. والله مع الجماعة المتحاورة المتواصلة الهادفة لكل ما فيه المصلحة العامة..
ونعود لموضوعنا ( بين نهج الدمار ونهج الإعمار ) ،فانا لن أناقش اوراقه المتعددة ذات القيمة الفكرية القيّمة وإنما سأخوض بهوامشها عبرعصف فكري بدأته واتابعه الآن ضمن مساحة مخصصة بكلمات معدودة لا يجوز تجاوزها ..
فأوراق المؤتمر تضمنت رؤى واجتهادات تسعى لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان والذي بتنا على شفا حفرة منه .. نتيجة للتطرف البعيد عن النقطة الوسطية المعروفة بالتوازن والاعتدال الا وهي عماد الميزان!
فالبقاء بنقطة التوسط والاعتدال كما ذكرنا يحتاج لثبات والتزام.. إذْ ما أسهل التسيب البعيدن عن نقطة وسطية التوازن والمكوث باحد الطرفين إما بطرف التزمت و التشدد – التحجّر- او بالآخر طرف التسيب –الانحلال-
وكلا الطرفين غير ملزميْن بأية معايير ولا مقاييس وإنما معيار واحد هو معيار التركيز على النفس أولا واخيرا.. حيث دشّنت السّلَفية المتشددة بواكير نشاطاتها بالقرن الثامن عشر – بمهاجمة أعمدة التلغراف مقطعة أسلاكها– بدعوى أن التلغراف –البرق- بدْعة لم يظهر بعهد رسول الله ..- شارحين لمن لا يعرف التلغراف بأنه جهاز البرق لإبراق البرقيات ، وهو جهازسريع للاتصال برموز يتم تحويلها لكلمات .. اشرفت عليه بحينها وزارة البرق والهاتف .. نتساءل لماذا لم يدمروا اعمدة الهاتف ايضا فالمشكلة تكمن ب(استبدال المقدس باللامقدس)!
والآن يعيدوننا للنخاسة والكناسة مدمرين "تدمر "الحضارة القديمة الشامخة .. فهم على ما يبدو بتفكيرهم الّسَلَفي البعيد عن السّلف الصالح مختارين الطالح منه يقطعون الصلة تماما مع اي ماض متقدم وحاضر متطور، ولا سمح الله مع مستقبل واعد ،وكيف لا ؟وهم المنشغلون دوما بتواصلهم المستمر وتحاورهم الدائم مع أنفسهم.. فعلى ما يبدو ان المرأة ليست الوحيدة العوْرة بل كل شيءفيه رفعة وتقدم للأمة جمعاء هو بنظرهم (عوْرة!) بسبب رؤيتهم العوراء!
ونعود للمؤتمرات فمؤتمراتنا توصيفية بامتياز ..نملك عقولا تضع يدها على المشكلة ثم تبقينا معلقين بالهواء.. فبناء على احدى التوصيات المطالبة بالحوار بين الفرقاء ، كيف والحوار مفقود بين العقول واصحاب القرار ،كما ان الحوار مفقود بين المتفقين اصلا من غير الفرقاء.
حتى لو خرجت التوصيات اين نحن من الحلول المنفَّذة على ارض الواقع بخططها وبرامجها؟
وهنالك توصيات اخرى تنادي بالعودة لعماد ديننا ( حفظ الدين والعقل والنفس والمال والنسل ) تضمن بتحقيقها السلم لكل البشر , وتشكيل هيئة عالمية للتضامن ومساندة ضحايا النكبات في كل ارجاء المعمورة , والإيقاف الفوري لاسلحة الدمار الشامل وتغليب لغة العقل والمحبة والرحمة والعدل بين الشعوب , وكل هذا مستمد من ديننا الحنيف . وطبعا كله عبر الحوار !
وهنا نتساءل :لم ينفع الحوار بيننا كعقلانيين لعدم اتقاننا فن الحوار، ترى هل سينفع حوار الوسطيين مع المتطرفين ؟ فكل راض بعقله وغير راض برزقه وهنا مربط الفرس ..
ولهذا تغلب الطمع على الاعتدال ، فعلى ما يبدو ان الغالبية حتى المعتدلة منا متطرّفة .. ولكن بدرجات متفاوتة ..فكلنا بالهوى سوى ،فلنصلح انفسنا لأن الاصلاح يبدأ بالنفس أولا ..
hashem.nadia@gmail




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :