أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات هل يزداد نفوذ روسيا في المنطقة بعد عزلة اميركا

هل يزداد نفوذ روسيا في المنطقة بعد عزلة اميركا

27-12-2017 02:02 PM

بقلم : عبدالله محمد القاق

توقع دبلوماسيون ان تدخل روسيا في منطقة الشرق الاوسط بشكل مباشر بعد نجاح دورها في سورية لمجابهة المعارضين السوريين وداعش الارهابية بشكل كبير وذلك بتحالفها مع ايران من اجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي في سوريا بينما يقاطع الجميع طهران، كما تعاونت موسكو ايضا مع الرياض من اجل توحيد الوفد الذي مثل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، كما ان موسكو تتقرب من قطر التي تقاطعها دبلوماسيا السعودية والامارات في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الدول الخليجية لحل الازمة مع الدوحة. ففي سبتمبر الماضي، وقعت روسيا مع الحكومة القطرية اتفاقية دفاعية، وتركيا المعارضة لدمشق بشدة تتعاون بشكل كبير ايضا مع روسيا في اطار الترويكا المكونة مع إيران من اجل وقف اطلاق النار. ففلاديمير بوتين التقى رجب طيب أردوغان 6 مرات، ويقول فلاديمير عيساييف المعرب المختص في معهد دول آسيا وافريقيا «تحترم دول الشرق الاوسط القوة، ولهذا السبب يحترموننا». كما اتفقت روسيا والسعودية على تجميد انتاجهما من النفط بسبب تراجع الاسعار في الاسواق العالمية، على الرغم من أن روسيا ليست عضوا في أوبك، وقد سمح هذا الاتفاق غير المسبوق للدول الموقعة بمضاعفة احتياطاتها المالية وقد تم تمديده الى نهاية 2018. وتقول المحللة ماريانا بلينكايا «إن اسعار النفط اقوى من الإيديولوجيا». وقدركزت الدبلوماسية البترولية الروسية عن طريق غازبروم على اوروبا وآسيا، ولكنها انتشرت اليوم في الشرق الاوسط بمساعدة الشركة العملاقة الحكومية روزنفت التي يديرها مقرب من بوتين يدعى إيغور ستشين. وكانت قطر أول منتج للغاز المسال في العالم قد دخلت في رأسمال الشركة الروسية بحوالي 2.5 مليار يويو، قبل أن تعيد غالبية اسهمها للصينيين. وفي نوفمبر اعلنت روزنفت انها سلمت السلطات الكردية 1.3 مليار دولار لاستكشاف اراضيها الغنية بالمحروقات، وهو ما اثار حفيظة السلطات العراقية في بغداد. وهكذا تحاول روسيا تعزيز علاقاتها التجارية مع كل الفاعلين في المنطقة وعلى الخصوص في المجال العسكري وهنا يقول فلاديمير عيساييف «يمكن ان تتراجع العلاقات السياسية بسهولة، لكن ذلك سيكون اصعب مع علاقات اقتصادية». دخلت روسيا الى منطقة الشرق الاوسط بسبب الأزمة السورية، لكنها يمكن أن تفقد نفوذها وتاثيرها في المنطقة متى حل السلام، وعادت المياه الى مجاريها. وتثير هذه الفرضية جدلا كبيرا في روسيا اليوم بين الروس المعربين. ويشير الخبراء الى أن التوسع الشيعي الايراني الذي تدعمه عسكريا روسيا بشكل ضمني في سوريا يشكل مصدر قلق لموسكو، اما العنصر المزعج الثاني فهو واشنطن. واما مصر فتسعى أولا الى احتواء نفوذ حليفها الأميركي، من خلال مباحثاتها مع موسكو حول مشروع استغلال مشترك لقواعد جوية. وهذه الخلفيات واضحة جدا بالنسبة لتركيا التي لن تطول صداقتها الا خلال فترة توتر علاقتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وبقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، سمح دونالد ترامب بتشكيل تحالف روسي اوروبي مناهض للمشروع. وهذا الامر مثير للانتباه، ذلك أنه منذ موجة الهجرة اليهودية الاولى الى الدولة العبرية في نهاية الثمانينات، تعززت العلاقات بين موسكو وتل ابيب رغم أن الدبلوماسية الروسية لم يكن لها أبدا ثقل او تاثير على النزاع الاسرائيلي والفلسطيني. وفي هذه المنطقة التي لا تتوقف الاضطرابات والتوترات فيها، لا يستطيع الرئيس الروسي الا ان يستفيد من رؤيته الاستراتيجية ودوره التكتيكي، الذي يرى البعض بان الانتهازية تطغى عليه، حتى يتمكن من تحقيق طموحاته





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :