أخر الأخبار

اربعاء الرماد

06-12-2017 02:24 PM

المحامي موسى سمحان الشيخ

هل يفعلها الرئيس ترامب في يوم الاربعاء ويقوم باعطاء الاشارة بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، ان فعلها الرجل وهو مهيء لذلك حيث وضع عملية النقل في صلب عمليته الانتخابية جاعلا منها اهم مرتكزاتها، الامر برمته ليس جديدا، فامريكا منحازة تماما لدولة العدو في كافة سياساتها بل ومتماهية معها تماما، ان فعلها ترامب - وهو الرئيس الضعيف المهدد بالعزل - سيكون قد وضع قانون عام 1995 الامريكي القاضي بنقل السفارة موضع التنفيذ منهيا بذلك وهم صفقة القرن لدى معتنقيها من رسميين عرب وفلسطينيين والتي هي في مجملها في حال تحققها تعني تصفية القضية الفلسطينية تماما. ترامب الرئيس الاضعف والاشكل والذي يصر على تقديم هدية لدولة العدو ويضاف لهدياه الكثيرة الممثلة في تجنيد العديد من المطبعين العرب بعد ان نهب من العرب قرابة (400) مليار دولار في مجالات النفط والطاقة ومجالات اخرى لعل اهمها صفقات التسليح غير المسبوقة حيث جرى ويجري استخدامها في اشعال الحروب العربية البينية والطائفية هذا التراب هو نفسه من غرد عدة مرات وعلى كافة حساباته وبطريقة مخجلة ضد المسلمين وبطريقة هستيرية وبشعة، ايوجد رئيس سوى ترامب يسمح لنفسه بمهاجمة ربع سكان العالم هكذا وبكل بساطة. ان فعلها ونقل السفارة لن ينتهي العالم ولن تصفى القضية الفلسطينية فالفلسطينيون وعلى مدار قرن بالتمام والكمال فجروا ثورات واشعلوا انتفاضات وما زالوا في الميدان، قاطرتهم تمر في منحنى صعب ولكنهم كما في كل مرة سيقلبون الطاولة، والتاريخ لا يمكن ان يسير بعكس اتجاهه ابدا، فالصهيونية ومن قبلها الامبريالية - وهما توأمان - حركة رجعية عنصرية احتلالية لا يمكن ان تصمد الى ما لا نهاية امام تصميم هذا الشعب الجبار. نعم هناك فرقاء عرب كثيرون يصلون في مسجد ترامب، ويجعلون منه اماما، مع انه فعليا وموضوعيا في نظر الامريكان ليس كذلك ولن يكون، رجل في مثل وضع وحجم ترامب لن يكون مكانه الا مع (ليبرمان) الحارس الليلي ومع نتنياهو الموضوع في قفص الاتهام امام ما يسمى قضاء دولة الكيان، نعم لدى ترامب اصدقاء عربا رسميين مرحلين يسعون جاهدين للتخلص من القضية الفلسطينية نهائيا ولكن الشعب الذي فجر مؤخرا نقول مؤخرا، انتفاضة كان قوامها (2400) شهيد، مستخدما سلاح الطعن والدهس والسكاكين وحسم معركة الاقصى المسجد والرمز، هذا الشعب ومع احرار امته لن يفت في عضده كل المؤامرات الظاهر منها والباطن، والاربعاء ستكون اربعاء الرماد على رأي الشاعر البريطاني ت.س ابليوت ليس الا.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :