أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي نساء قهرتهن الظروف و الحياة

نساء قهرتهن الظروف و الحياة

01-11-2012 04:36 PM
الشاهد -

أم قصي.. باعت أثاث منزلها لإطعام أطفالها

ميرفت.. زوجها مريض وعاطل عن العمل وأبناؤها السبعة دون معيل

رغدة.. أرملة وتعيل ستة أبناء ب 85 دينار

فريال البلبيسي

من ضمن الحالات الإنسانية التي تتابعها الشاهد في هذا الأسبوع كانت في منطقة الوحدات التطوير الحضري وطرقنا أبوابا وكل باب خلفه قصة محزنة ومعاناة أكبر عنوانها الضيق والفقر والمرض لنساء ضقن ذرعا من المعيشة التي تعيشها فهي وأسرتها لا تجد أقل القليل من الطعام أو الخبز لوحده.

الحالة الأولى...

طرقت الشاهد منزل أم قصي وعندما شاهدتنا فرحت جدا وقالت الحمدلله إنه يوجد أحدا يهتم بالفقراء ويطرق بابنا ليستمع لمعاناتنا.

أم قصي هي أم لثلاث أبناء وزوجة لرجل مريض يعاني من أمراض عديدة أقعدته عن إعالة أسرته.

قالت أم قصي منذ مرض زوجي وحالتنا المعيشية سيئة فقد قمت ببيع غالبية الأثاث من أجل إطعام عائلتي ومعالجة زوجي وقد ساءت حالتنا المادية لدرجة أنني غالبا لا أجد ما أطعم به أبنائي وزوجي عندما يرى ما وصلت إليه أمورنا يقوم متثاقلا متعاجزا من أجل الذهاب والبحث عن عمل ليطعم الأفواه الجائعة.

فهو يعاني من الديسك المزمن وقرحه بالمعدة ولا يستطيع العمل الشاق وعلاجه مكلف جدا ودائما يلجأ للنوم لساعات طويلة مضيفة أن عيد الأضحى على الأبواب وأبنائي ما زالوا صغارا يتمنون أن يفرحوا مثلهم مثل أقرانهم بالملابس والأحذية والألعاب الجديدة فأبنائي في يوم العيد لا يفرحون كغيرهم كونم يشترون من البالة ولا يأخذون المصروف ليشتروا به الألعاب والحلويات محرومون من كل شيء، يشتهون اللحم والدجاج وغيره فنحن لا نأكلها إلا في المناسبات فقط.

ويمكن الله يرزقنا لحم عيد الأضحى لأطبخ لأبنائي اللحم فنحن لا نفرح وكتب علينا الحزن والمرض فقط.

وقالت أم قصي أننا لا نأخذ من صندوق المعونة الوطنية ولا من أية جهة ولدى زوجي تقارير تثبت مرضه وأنا أناشد من خلالكم صندوق المعونة الوطنية لصرف راتب شهري لعائلتي التي لا يوجد لها دخل بعد مرض المعيل الوحيد والذي لا أستطيع علاجه مما يعانيه من أمراض ولكي أبعد عن عائلتي شبح العوز والفقر.

الحالة الثانية...

وذهبنا إلى منزل عائلة مستورة وطرقنا بابها وكانت هذه الأسرة تعاني من مرض الزوج المزمن وقد ضاق الزوج ذرعا من حالته المرضية فهي تقعده عن العمل وتسبب له آلاما عسيرة وقد باتت هذه الأسرة تعاني لمعاناة والدهم من الفقر والعوز فهو لا يستطيع تأمين حياتهم المعيشية على المستوى المطلوب مثل كل معيل.

قالت ميرفت صالح إنني أم لسبعة أبناء أكبرهم عمره 14 عاما وزوجي يعاني من مرض حلزوني وإرهاق جسدي ملازم له وصداع لا يفارقه ويعاني من مرض الإكتئاب النفسي.

وقالت بمرض زوجي فقدت المعيل لأسرتي فقد ضاقت بنا الحياة وأصبح من الصعوبة توفير لقمة العيش والخبز لأبنائي فهم سبعة أبناء غالبيتهم يذهبون إلى المدرسة ومطالبهم كثيرة ومصروفهم أكبر فالأبناء بمثل أعمارهم متطلبون وأغلب الأوقات ينامون ودموعهم على وجههم لأنني لا أستطيع تأمين ما يطلب لهم وفي أغلب الأحيان يذهبون للمدرسة دون مصروف ويعودون ولا يجدون ما يؤكل وبكت ميرفت وهي تتحدث عن أطفالها مشفقة عليهم وقالت نحن الآن على أبواب عيد الأضحى المبارك وأنا لا أستطيع شراء الملابس الجديدة للعيد وحزينة لأنني لا أستطيع أن أفرح أبنائي وحزينة أيضا لأن فصل الشتاء على الأبواب ولقد عانيت كثيرا في فصل الشتاء الماضي فلم أستطع أن أدفء أبنائي لأنه لا يوجد عندنا مدفأة وقالت أنني ضقت ذرعا بالصبر وأبنائي ما زالوا صغارا وبحاجة إلى مدفأة تدفئ أجسادهم فهم يتدفأون بالملابس الصوفية التي يلبسونها لتدفئ أجسادهم.

وناشدت ميرفت صندوق المعونة الوطنية لتساعدهم بصرف راتب لهم ليعيل أسرتها ويبعد عنهم شبح الفقر والعوز ولنستطيع من خلال الراتب أن تكفي أبناءها طلباتهم المحرومين منها.

وبدورنا نقول نرجوا الوقوف بجانب هذه الأسرة الكبيرة والتي هي بحاجة إلى من يدعمهم براتب شهري يكفيهم العوز.

الحالة الثالثة..

طرقت الشاهد باب الأرملة والتي لا تجد من يطرق بابها أو يعيل أسرتها ويتفقدهم فهي تعاني الأمرين من صعوبة المعيشة ومن بكاء أطفالها الصغار عندما يطلبون شيئا ولا يجدونه فهي تائهة مغيبة عن الوجود ووجها رسمت عليه آلاما وجراحا وحزنا فهي لا يوجد في قلبها للفرح مكان ودموعها تسيل دون ضرب أو أوجاع فوجعها أنين أطفالها المحرومين من كل شيء فهي أثقلتها الهموم والجراح وتراها تتخبط في الدنيا لا تعرف أين المصير.

هذه حكاية الأرملة رغدة إبراهيم فهي أرملة منذ سنوات ولديها أبناء أكبرهم 19 عاما وعاطلا عن العمل بالرغم من بحثه المتواصل عن أي نوع من الأعمال.

قالت منذ وفاة زوجي وأنا لا أجد الراحة أو السكينة فبموته ذهب كل شيء جميل من حياتي لقد ترك لي أطفالا صغارا بحاجة إلى رعاية من جميع الجهات وأنا لا يوجد عندي شهادة لأعمل لكي أعيل أسرتي وزوجي لم يترك لي شيئا لأعيل أبنائي ليقينا شبح الفقر والعوز وقالت بعد وفاة زوجي لم يطرق بابنا أحد ليطمئن على أبنائي وبكت بحرارة ماذا أفعل وكيف أنشئهم وماذا أطعمهم هذه الأسئلة تراودني ولا تستطيع فراق تفكيري لقد تعبت من هذه الدنيا القاسية التي قست على أبنائي فأنا لا أستطيع توفير أي شيء لهم من طعام وكساء ودواء ودفء بالشتاء فهذا معدوم من قائمة الحياة وناشدت رغدة صندوق المعونة الوطنية قائلة أن الصندوق يعطينا 58 دينارا على جميع أفراد الأسرة فهذا قليل جدا هل تكفي لأسرة مكونة من ستة أطفال وأمهم.

مضيفة أن هذا المبلغ لا يكفي لخبز لوحده فنحن نعيش كحياة الفئران لا حياة الإنسان فنحن محرومون من كل شيء.

ونحن نقول هل مبلغ 58 دينارا يكفي لأسرة مكونة من ستة أبناء وأمهم هل تعتبرهم وزارة التنمية من صنف الإنسان أم الفئران كما قالت الأم الثكلى أريد أن أعرف أين العدالة في توزيع رواتب العائلات الفقيرة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :