بقلم إيمان البيك...


الربيع هو الفصل المدلل بأزهاره ورائحته وجمال ألوانه ، هو الفصل الأكثر انتظارًا بعد طول مكوثنا في المنزل والنظر من خلف النوافذ لكل شيء ،
الربيع هو ذلك الفصل الذي يجعلنا اكثر التصاقا بالطبيعة وأكثر رغبة بمعرفة الكثير عن اسرارها ، فنراها تذهلنا في كل يوم منه بتفاصيل لم نكن على دراية بها من قبل .
ربيعنا هذا العام سيكون مختلفًا ، فالعالم يشهد حظرًا صحيًا بسبب ' الكورونا ' ، يجعلنا نمكث في بيوتنا ننظر للطبيعة عن بعد نخاف الاقتراب وفِي الوقت نفسه نخاف ان يمضي الربيع دونما ان نفرح به ودونما التقاط صورة مميزة لنا بين أزهاره ...

محظوظ من يقتني في حديقته الخاصة بعضًا من الأزهار الجميلة التي تزين حياته وتضفي عليها الكثير من البهجة والفرح الذي نفتقده في ظل هذه الظروف الصحية الصعبة .
في هذا العام قد تزهر الطبيعة حقًا اكثر من اَي وقت مضى ، وقد نتفاجأ بالكثير من الأزهار الجميلة اليانعة والتي لم تطالها اَي يد وتقطفها ، وربما ستجعلنا تلك الأزهار الجميلة والعشب الأخضر اللون اكثر سرورا ولكننا بالتاكيد كنّا ننتظر ان نشارك الارض هذا العام بهجتها في هذا الفصل البهي .
في ربيعنا هذا سيزهر البنفسج والياسمين والزنبق بعيدًا عنا ، ولربما سيفتقدنا كثيرًا ، فهي المرة الاولى التي لا نحتفي به كما يجب ، ولا نتسارع لشمّ وروده الملونة ، ولكننا بالتأكيد سنبقى على أمل ان لا ينتهي هذا الفصل بدوننا ، وان لا ينتهي الا وقد انتهت 'الكورونا ' من حياتنا .

اما انت يا ' كورونا ' فلقد سرقتي منا بهجة الربيع هذا العام ، ولكن كل الأعوام القادمة ستبقى لنا ، وسيبقى الربيع يزورونا ، وسنحتفي به قريبًا بعد زوالك أيّما احتفاء .